يومًا ما ستنطق الأماكن وستنقل الأرض وتحدث أخبارها، وتشهد على ما زرعناه فيها من أفعال، وأودعنا فيها من ذكريات طيبة، صغيرة كانت أو عظيمة، فما الأرض إلا دفتر مفتوح، وما خطواتنا سوى حروف تُكتب في سجل أبدي، فلتكن خطواتنا على هذه الأرض خطوات سلام وتعايش تنبض بالتسامح واحتضان الآخر.

إن التعايش ليس مجرد تعبير عابر، بل هو غرس يغرس في القلوب، فإذا اخترنا أن ننثر الحب والتسامح، كانت الأرض شاهدةً على أنفاسٍ طيبة جمعت المختلفين بقلوبهم الصافية المنيرة التي لم تعرف سوى العطاء.

يوماً ما سنعبر هذا المكان وستظل آثار أفعالنا باقية، سنغادر مقرنا و تبقى بصمة محبتنا شاهدة، فلنترك أثر التسامح باقياً، ولنطبع بصمة التعايش عميقاً في القلوب لأنها علامة خالدة تكتبها الأيام في سجل الأرض والسماء، وتشهد عليها كل بقعة عشنا فيها أو مررنا بها.

الأرض تذكر ولن تنسى أبدًا من زرع فيها من بذور الخير والرحمة، ومن جعلها مكانًا خصباً يحتضن الجميع رغم الاختلاف وقسوة الظروف، فلتكن بصمتنا في هذا العالم هي فهم عميق ثم تطبيق لـ "رسالة السلام العالمي وعد حق" هذه الرسالة نور لا ينطفئ، ومنجم لمعنى السلام.. تهدينا الطريق نحو العمل والسعي لتحقيق السلام، كي "نتطلّع بمنظارٍ واحد إلى هذا الكوكب الأرضيّ بأسره بكلّ ما يحتوي من شعوب متعدِّدة مختلفة الألوان والأجناس"، ستُطلِق "القُدُرات الكامنة في مقام الإنسان"، وتُظهِر "سُمُوّ ما قُدّر له على هذه الأرض" وتَكْشِف عن "ما فُطِرَ عليه من نفيس الجوهر".

والهدف أن نعمل معاً على تنمية روح التّآخي والوئام بين مختلف النّاس، ونترك أثراً لائقاً مضيئاً كنور لا ينطفئ يشع في سجل الأرض والسماء.. ودمتم سالمين.