في ظل هذا الواقع اليمني المعقد والمفتوح على كل الاحتمالات يبدو اسم الرئيس علي ناصر محمد حاضرًا في أذهان كثيرين كـ "رجل المرحلة"، ليس فقط بسبب تاريخه السياسي الطويل، بل لما يُعرف عنه من حكمة سياسية، واعتدال، وحرص على وحدة اليمن وسلامة شعبه، في وقت باتت فيه هذه القيم عملة نادرة في المشهد السياسي الراهن.

لماذا يُطرح علي ناصر محمد اليوم؟

1 - رصيد وطني محترم.. يحظى الرئيس علي ناصر محمد باحترام واسع في الجنوب والشمال على حد سواء. فهو من القلائل الذين استطاعوا، رغم الصراعات التي عصفت باليمن، أن يحافظوا على صورة رجل الدولة المتوازن، الذي لم ينغمس في الصراعات الإقليمية أو يستثمر في الحرب والدمار.

2 - خبرة سياسية عميقة.. كرئيس سابق لليمن الجنوبي كان له دور بارز في بناء دولة ذات مؤسسات قوية، وتجربة تنموية لافتة قبل أن تطويها صراعات تلك الحقبة. هذه الخبرة السياسية تجعله قادرًا على التعامل مع التعقيدات الداخلية والخارجية التي تحكم المشهد اليوم.

3 - مشروع المصالحة الوطنية.. لطالما دعا علي ناصر إلى الحوار الوطني الشامل، وقدم عدة مبادرات للخروج من الأزمة اليمنية، تقوم على وقف الحرب، وبدء عملية سياسية عادلة تُنهي الانقسام، وهو موقف نابع من قناعة راسخة بأن الحل العسكري في اليمن محكوم عليه بالفشل.

4 - التوازن بين الجنوب والشمال.. في وقتٍ بات فيه الانقسام الجغرافي والسياسي في اليمن أكثر حدة من أي وقت مضى، يُنظر إلى شخصية مثل علي ناصر كجسر محتمل بين الطرفين، بحكم علاقاته التاريخية مع القوى السياسية المختلفة في اليمن الموحد.

هل رجل المرحلة أم فرصة ضائعة؟

الطرح المتزايد لاسم علي ناصر محمد كرجل المرحلة يعكس حالة الحنين إلى قيادة وطنية رشيدة تضع مصلحة اليمن فوق كل اعتبار، لكن السؤال الذي يطرح نفسه:

• هل الظروف المحلية والإقليمية تسمح فعلاً بعودة رجل دولة بحجم علي ناصر إلى المشهد السياسي في ظل هذه التشابكات المعقدة؟

• وهل هناك إرادة سياسية حقيقية، داخلية وخارجية، لإفساح المجال أمام شخصية وطنية جامعة، بعيدًا عن الحسابات الضيقة والمشاريع العابرة للحدود؟

الخلاصة

في هذه اللحظة المصيرية من تاريخ اليمن، قد يكون من الحكمة إعادة التفكير في دور شخصيات تاريخية مثل علي ناصر محمد، ليس كخيار انقلابي أو سلطوي، بل كركيزة لمشروع وطني إنقاذي يُعيد الاعتبار للدولة، ويقود اليمن نحو السلام والمصالحة الحقيقية.