يطل اليوم الوطني لدولة الكويت هذا العام مع إطلالة قريبة لشهر رمضان المبارك، ليحتفي الكويتيون بعيدهم ويومهم الوطني بكل محبة وأخوة ينثرونها على بقاع الأرض إذ إن الكويت ستبقى فنارا يهدي الإنسانية مفاهيم التعامل الإنساني وفن الدبلوماسية الشعبية.

بالنظر للعلاقة وعرى الأخوة فإن حضرموت والكويت ‏تربطهما وشائج لم تنفك إلى اليوم تتأصل بمتانة العادات والتقاليد وأصول العروبة والتراث المشترك لاسيما البحري، إذ مخرت السفن الشراعية بحر العرب والخليج في رحلات مشتركة بينية منذ القدم أبحرت ورست في موانئ الكويت الشقيق والعكس في موانئ الحامي والشحر والمكلا وحملت على متنها الرجال وكذا عادات ومفاهيم وثقافات امتزجت بين سكان البلدين كما درس شباب حضرموت ومناطق الجنوب عموما منذ ما قبل 67م في مدارس الكويت العتيقة وكذا جامعتها بعدئذ ولم يقتصر على ذلك فحسب بل كانت الكويت خير عون للإمارات والسلطنات في المحميتين الشرقية والغربية ‏حينذاك إبان الوجود البريطاني وظلت بعد ذلك إلى اليوم دولة الكويت تعمل على الكثير من مشاريع التنمية والتطوير في حضرموت وعموم الجنوب بهدوء دون ضجيج إعلامي مثل ما تقدمه لكل الدول دون استثناء ‏ولعل المستشفيات والمعاهد والكليات والمدارس من عدن حتى المهرة مرورا بحضرموت بصمات واضحة للعيان تحمل معاني الإنسانية وتفردها التي امتاز بها الكويت أميرا وحكومة وشعبا بل طفق خير الكويت وتقديم برامج التنمية إلى سائر أنحاء العالم دون تمييز بين دولة وأخرى لتجسد بذلك معنى الأخوة والصداقة الصافية بين العرب والمسلمين والعالم حتى أضحى الكويت رمزا للسلام العالمي وعمقا للإنسانية.

للكويت أصدق التحايا لنبلها في التعاطي مع القضايا العربية والإقليمية ونبلها في محبة كل الشعوب وإسهامها في تنمية الكل عبر أذرعها التنموية والإنسانية وعاشت لنا الكويت وعاش أهلها وتظل أيامهم دائما وطنية نبيلة.