> تبن «الأيام» هشام عطيري:

في قرية بيت عياض، حيث تتناثر المنازل البسيطة وسط الطبيعة القاسية، يعيش ناصر محمد عثمان، وهو رجلٌ في الخامسة والأربعين من عمره، مع زوجته وأطفاله الأربعة في منزل لم يكتمل بناؤه بعد. لم يكن الفقر يومًا عائقًا أمام أحلامه، لكنه أصبح حاجزًا يحول بينه وبين امتلاك مأوى آمن يحمي أسرته من برد الشتاء وحر الصيف.


قبل سنوات، بدأ ناصر ببناء منزله، واضعًا كل مدخراته في أساساته، لكن دخل اليد العاملة اليومية التي يعتمد عليها لم تكن كافية لتغطية تكاليف البناء. ومع ضيق الحال، اضطر إلى تغطية غرفة واحدة ببعض الأخشاب القديمة، بينما باقي أركان المنزل بقي كما هو- بما في ذلك المطبخ والحمام - مجرد جدران غير مكتملة، وعندما تهب الرياح أو تهطل الأمطار، يجد نفسه مضطرًا للخروج بأسرته إلى منازل الجيران بحثًا عن مأوى آمن.


في الليل، ينام ناصر في العراء، بينما يحتمي أطفاله في الغرفة الوحيدة التي استطاع تأمين سقفها بالأخشاب المهترئة. وبينما يراهم يغطّون في نومهم وسط البرد، يزداد حلمه في امتلاك منزل مكتمل يؤويهم ويمنحهم حياة كريمة.


"أتمنى أن أستكمل منزلي، ليكون لنا مأوى يحفظنا من تقلبات الطقس"، يقول ناصر بحسرة، متمنيًا أن تمتد إليه يد الخير لتساعده في تحقيق هذا الحلم. فتكلفة استكمال المنزل الشعبي الذي بدأ ببنائه تفوق مليوني ريال، وهو مبلغ لا يستطيع توفيره في ظل ظروفه المعيشية الصعبة.


كل صباح، يقف ناصر أمام منزله الناقص، متأملًا الجدران التي لم تكتمل، متمنيًا أن يكون الغد أفضل، وأن يجد من يمد له يد العون ليبني لأطفاله مستقبلًا أكثر أمانًا.