- موضع ذكر سدرة المنتهى في القرآن الكريم
ذُكرت (سِدرة المُنتهى) في القرآن الكريم مرة واحدة فقط في سورة النجم: ﴿وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى. عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى. عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى . إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى﴾ [النجم:13- 16].
{وَلَقَدْ رَآَهُ}: أي رأى النبيُ ﷺ جبريلَ عليه السلام.
- ما هي سِدرة المُنتهى؟
السِدر: هو شجر النَّبِق، والنَّبِق بكسر الباء: ثمر السِدر والواحد نَّبِقة. وهو شجر معروف لأهل الجزيرة. ويُقال نَّبْق بفتح النون وسكون الباء وهي لغة المصريين، والأولى (نَّبِق) أفصح وهي التي ثبتت عن النبي ﷺ.
- لماذا سُميت بهذا الاسم؟
"واختلف لِمَ سُميت سِدرة المنتهى على أقوال تسعة:
الأول: عن ابن مسعود أنه ينتهي إليها كل ما يهبط من فوقها ويصعد من تحتها.
الثالث: أن الأعمال تنتهي إليها وتُقبض منها، قاله الضحاك.
الخامس: سميت سدرة المنتهى لأنه ينتهي إليها أرواح الشهداء، قاله الربيع بن أنس.
السابع: لأنه ينتهي إليها كل من كان على سنة محمد ﷺ ومنهاجه، قاله علي رضي الله عنه والربيع بن أنس أيضا.
التاسع: سميت بذلك لأن من رفع إليها فقد انتهى في الكرامة".
وصف سدرة المنهى كما ثبت عن النبي ﷺ:
جاء ذكر سِدرة المنتهى ووصفها في بضعة أحاديث رواها البخاري ومسلم وغيرهما عن النبي ﷺ، وفيها يصف ﷺ سِدرة المنتهى. وسأذكر هنا بعضًا من هذه الأحاديث:
الأول: عن أنس بن مالك رَضِي الله عنْهُ في حديث الإسراء والمعراج الطويل، وفيه أنه ﷺ قال: «ثم عرج إلى السماء السابعة. فاستفتح جبريل. فقيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد ﷺ. قيل: وقد بُعِث إليه؟ قال:
قد بُعِث إليه. ففُتِح لنا. فإذا أنا بإبراهيم عليه السلام، مُسندًا ظهره إلى البيت المعمور. وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه. ثُم ذُهِب بي إلى سِدرة المُنتهى. وإذا ورقها كآذان الفِيلة. وإذا ثمرها كالقِلال. قال، فلما غشيها من أمر الله ما غشي تغيرت. فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها» .
الثاني: عن ابن عباس رَضِي الله عنْهُما قال: قال رَسول اللهِ ﷺ: «ثم انطلق بي جبريل حتى نأتي سدرة المُنتهى. فغشيها ألوان لا أدري ما هي.
قال: ثم أُدخلتُ الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك»
الثالث: عن عبد الله بن مسعود رَضِي الله عنْهُ قال: "لما أُسري برسول الله ﷺ انتُهي به إلى سدرة المنتهى. وهي في السماء السادسة. إليها ينتهي ما يُعرج به من الأرض. فيُقبَض منها. وإليها ينتهي ما يُهبَط به من السماء. فيُقبَض منها. قال: ﴿إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى﴾ قال: فَرَاش من ذهب" .
- المعنى العام:
- موضع سدرة المنتهى في السماء
ولذا قال الحافظ بن حجر رحمه الله جامعًا بين الروايتين: لا يُعارض قوله إنها في السماء السادسة الرواية بأنها في السابعة؛ لأنه يُحمل على أن أصلها في السماء السادسة وأغصانها وفروعها في السماء السابعة، وليس في السادسة منها إلا أصل ساقها. والله أعلم.
- هل شجر السدر شجر مبارك؟