> الخرطوم "الأيام" وكالات:
قال الجيش السوداني في بيان الجمعة إنه سيطر بالكامل على القصر الرئاسي في وسط الخرطوم، في أحد المكاسب الأكثر رمزية في الصراع المستمر منذ عامين مع قوات الدعم السريع والذي يهدد بتقسيم البلاد.
وأضافت "دمرت قواتنا بفضل الله وتوفيقه أفراد ومعدات العدو تدميرا كاملا واستولت على كميات كبيرة من معداته وأسلحته بالمناطق المذكورة".
وشدد على "مقتل ثلاثة صحافيين يعملون في تلفزيون السودان على إثر استهدافهم داخل القصر الجمهوري بالمسيّرة"، مشيرا الى أنهم كانوا "يقومون بتغطية استعادة الجيش القصر الجمهوري".
ومني الجيش بانتكاسات لفترة طويلة لكنه حقق مكاسب في الآونة الأخيرة واستعاد أراضي في وسط البلاد من القوات شبه العسكرية.
وفي غضون ذلك، عززت قوات الدعم السريع سيطرتها في غرب البلاد ما يدفع نحو تقسيم فعلي. وتعمل قوات الدعم السريع على إنشاء حكومة موازية في المناطق التي تسيطر عليها، رغم أنه من المتوقع ألا تحظى باعتراف دولي واسع النطاق.
وأعلن الجيش سيطرته أيضا على الوزارات ومبان رئيسية أخرى في وسط الخرطوم. وأفادت مصادر عسكرية بانسحاب مقاتلي قوات الدعم السريع مسافة 400 متر تقريبا.
وكانت قوات الدعم السريع قد سيطرت سريعا على القصر الرئاسي في الخرطوم، إلى جانب بقية المدينة، بعد اندلاع الحرب في أبريل 2023 بسبب خلافات حول اندماج القوة شبه العسكرية في القوات المسلحة.
ونشر الجيش مقاطع فيديو تظهر جنوده يكبرون ويهللون داخل القصر الذي تحطمت نوافذه الزجاجية وغطت جدرانه ثقوب الرصاص.
وقال الدعم السريع في وقت متأخر من أمس الخميس إنها انتزعت السيطرة على قاعدة رئيسية من الجيش في شمال دارفور، وهي منطقة تقع بغرب البلاد.
وقال محمد إبراهيم (55 عاما) المقيم في الخرطوم "تحرير القصر أجمل خبر لنا من بداية الحرب لأنه بداية لسيطرة الجيش علي كل الخرطوم" مضيفا "نريد أن يعود الأمن ونعيش بدون خوف أو جوع".
وأدى الصراع إلى ما تصفه الأمم المتحدة بأكبر أزمة إنسانية في العالم، إذ تسبب في مجاعة في عدة مناطق وانتشار أمراض في أنحاء البلاد التي يبلغ عدد سكانها 50 مليون نسمة.
ووجهت اتهامات لكلا الجانبين بارتكاب جرائم حرب، بينما وُجهت أيضا اتهامات لقوات الدعم السريع بارتكاب إبادة جماعية. وينفي الطرفان هذه الاتهامات.
وسُمع دوي إطلاق نار متقطع في الخرطوم اليوم الجمعة، ومن المتوقع اندلاع قتال دام في الوقت الذي يسعى فيه الجيش إلى محاصرة قوات الدعم السريع التي لا تزال تسيطر على مساحات واسعة من الأراضي إلى الجنوب من القصر الرئاسي في المدينة.
وكان الجيش وقوات الدعم السريع قد وحدا جهودهما في الماضي بعد الإطاحة بعمر البشير من السلطة في عام 2019 ثم للإطاحة بالقيادة المدنية لاحقا.