> "الأيام" غرفة الأخبار:
تشهد منطقة الشرق الأوسط تطورات قد تؤدي إلى تصعيد واسع النطاق، خاصة مع تصاعد التوتر بين الفصائل العراقية المسلحة والولايات المتحدة بسبب الدعم الذي تقدمه تلك الفصائل للفلسطينيين في غزة.
وقد انتشرت تقارير حول زيارة قائد فيلق القدس الإيراني، إسماعيل قاآني، إلى بغداد، حيث وجه رسائل إلى قادة المقاومة بعدم التصعيد ضد الولايات المتحدة أو دعم جماعة الحوثي.
ويرى الخبير الأمني مخلد حازم الدرب أن هذه المعلومات غير مؤكدة، وأن محور المقاومة يعمل وفق استراتيجية موحدة. ويشير إلى أن إيران تتعامل بمرونة في المفاوضات مع واشنطن، وتحاول توجيه الضغوط عبر عدة جبهات، مثل اليمن والعراق، لتخفيف الضغوط الأمريكية على برنامجها النووي.
من جهته، يوضح المستشار العسكري صفاء الأعسم أن إيران تواجه فترة صعبة خلال الستين يومًا القادمة، حيث تعاني من انهيار اقتصادي متزايد بسبب العقوبات. ويرى أن الشروط الأمريكية لإيران، مثل إيقاف برنامجها النووي والصواريخ الفرط صوتية، شديدة القسوة، ما يضع طهران أمام تحديات كبيرة.
أما على المستوى الحكومي، فيشير الأعسم إلى أن الحكومة العراقية تتعامل بحذر مع الوضع، وتصدر توجيهات للفصائل المسلحة بعدم تنفيذ ضربات خارجية، تجنبًا لتوريط العراق في مواجهات مباشرة، ويؤكد أن الالتزام بهذه التوجيهات قد يسهم في تهدئة الوضع خلال الفترة القادمة، لكن المخاطر ستظل قائمة بعد انتهاء المهلة الأمريكية.
المحلل السياسي إياد العناز يؤكد أن هناك انقسامًا داخل العراق حول مسألة نزع سلاح الفصائل المسلحة. فبعض الجهات تدعم بقاء السلاح خارج سيطرة الدولة، مما يخلق صراعًا داخليًا يهدد الأمن الوطني.
ويرى أن قدرة الحكومة العراقية على فرض سيادتها ستحدد مستقبل البلاد، حيث يجب أن تسعى إلى استقرار الأوضاع الداخلية عبر اتخاذ قرارات حاسمة بشأن تسليح الفصائل.
على الصعيد الدولي، يشير العناز إلى أن الحكومة العراقية تدرك التغيرات في السياسة العالمية، خاصة مع تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران. لذا، يجب أن توازن بغداد بين علاقاتها مع القوتين المتنافستين، وتجنب التورط في صراعات إقليمية قد تؤدي إلى زعزعة استقرار البلاد.
من جهته، أكد وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، أن بغداد تعمل على إقناع الفصائل المسلحة بإلقاء أسلحتها أو الانضمام إلى القوات الرسمية، مشيرًا إلى أن هذا الأمر كان مستحيلًا قبل سنوات، لكنه أصبح ممكنًا اليوم مع تغير المواقف السياسية.
كما شدد على أهمية مراقبة التطورات في سوريا، خاصة في ظل استمرار التعاون العسكري بين بغداد وواشنطن حتى عام 2026.