الأحد, 29 يونيو 2025
142
يقولون أن تأتي متأخرا خيرا من ألا تأتي، ونقصد هنا ونحن نرحب بما صدر عن التكتل وما أضافه لذلك الزخم اللقاء المتأخر جدا بين كل من الأخوين العزيزين عيدروس الزبيدي وسلطان العرادة وحرصت أن أناديهما باسميهما بعيدا عن المنصبين، حيث المناصب لم تعد تعني شيئا للمواطن المطحون بالغلاء وما يصاحبه من انقطاع الكهرباء وغيرها من مشكلات معيشية وأمنية يشيب لهولها الولدان إن تم سردها.
إن ما صدر عن الجهتين قد أتى في وقته وقت حراك مجتمعي يبحث عما هو أبعد من مجرد صدور البيانات أي تكون تلك البيانات، فقد باتت الناس من الصعوبة تتطلب بالضرورة سياسات وتوافقات ممن بيدهم الحل والعقد تضمن سياسات وإجراءات تؤدي وتقود بفعالية لمعالجة ما يعانونه من مشكلات حياتية مستأصلة تتطلب فورا دونما أي مسوغات بيروقراطية إجراءات ذات أثر فوري يمس ويغير معيشة الناس عبر خطوات عملية تتمثل بما يلي:
أولا - سرعة صرف الرواتب وضمان استمرارية الصرف شهريا دون تلكؤ.
ثانيا - معالجة ظاهرة الغلاء جراء تزايد التضخم المعبر عنه بالارتفاعات المتتالية الأسعار أي ذوبان الرواتب تحت وطأة عدم التناسب بين رواتب ثابتة وأسعار متزايدة بطريقة منفلتة.
ثالثا - تطلب الضرورة بقيام إجراءات سريعة لزيادة الرواتب للعاملين مع مراعاة المتقاعدين.
رابعا - يتطلب ذلك ضمانات وسياسات وآليات عمل تضمن أيلولة كل مصادر الدخل الدولة ومؤسساتها لتصب ضمن قنواتها الشرعية وفق القوانين المرعية دون انحراف أو تسويف أو تهرب وخروج عن جادة ما يقرره ويفرضه النظام.
خامسا - تخفيض حقيقي في صرفيات ونفقات أجهزة الدولة كلها وبشروط ملزمة داخليا وخارجيا.
هذا على المستوى العاجل أما على المستويين المتوسط والبعيد فالأمور لم تعد تحتمل بقاء الوضع الاقتصادي الكلي للبلاد بهذه الصورة من التدهور والانفلات وذلك يتطلب عدة إجراءات مستويات على النحو التالي:
على المستوى الرئاسي يتطلب الأمر دون تلكؤ وتأخير ما يلي:
على غرار ما بحثه كل من العزيزين عيدروس الزبيدي وأخيه سلطان العرادة هي خطوة نتوجه لها بالتحية ونرى لزاما لإنجاحها أن يلتم شمل المجلس الرئاسي ويعكف على إقرار ما يقدم لهم من مقترحات من قبل فرق الخبراء وذوي الاختصاص بجهازي الدولة والمجتمع من مقترحات وتوصيات تغطي كل الميادين علما بأن هنالك الكثير مما كتب وأعد في هذا الجانب الأكثر أهمية أن تتحول هذه الهبة وهذه الصحوة إلى خطوات عمل مزمنة ضمن جدول محدد يحدد الحلول وآليات التنفيذ.
نؤكد على أهمية وحدة الصف داخل المجلس الرئاسي ذلك هو المدخل الطبيعي للتغلب على كل مشاكل البلاد بعناوينها السياسية والاقتصادية والأمنية والمؤسساتية.
قد يكون من المفيد جدا أن يتلازم عمل أجهزة الدولة مع عمل فرق من ذوي الخبرات الوطنية ليسهموا بدورهم، لأن ما يعانيه البلد وشعبه يتطلب بالضرورة الإنصات لرأى الناس وسيكون ذلك ترجمة لما تصاعد من حراك مجتمعي يبحث عن حلول شاملة للخروج من نفق الأزمة الاقتصادية والحياتية الخانقة ونعتبرها استجابة ذات معنى لصوت الشارع الشعبي الذي تحملت المرأة مشكورة عبء التعبير عنه وجابهت ما جابهت خلاله من هجوم وهموم.
أطرح هذه الأفكار آملا أن تجد صدا ودعما من الجهتين اللتين بادرتا بالإضاءة التي طرحت ودقت جرس الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تطحن البلاد وأهلها، أقصد ما صدر عن تكتل الأحزاب أو ما تم نقاشه وملامسته وما تم طرحه من قبل عضوي مجلس الرئاسة والأمر لم يعتد يحتمل أي تأخير.
أمل أخير أن يتسم أي إجراء بهذا المضمار عناوين أهمها:
سرعة الاستجابة والتجاوب مع مقترحات أحزاب التكتل وما طرحاه عضوي المجلس الرئاسي.
ثانيا - أن يتم عقد الاجتماعات داخل العاصمة المؤقتة عدن دون أي عوائق بيروقراطية تحول دون الإسهام المجتمعي وكلما كانت الاستجابة مبكرة استشعر الشارع بأن تجاوبا بدا يسري بدلا من الصمت وعدم الاهتمام بما يطرحه الشارع من قضايا تدخل في صلب عملية تعزيز البناء الوطني بعيدا عن المناكفات والملاسنات التي ما قلت ذبابة لكنها أضرت على الدوام شعبا وبلدا.