> هشام عطيري:

مع اقتراب عيد الفطر المبارك، تشهد الأسواق حركة غير اعتيادية، لكن هذه السنة تبدو مختلفة؛ إذ ألقت موجة الغلاء بظلالها الثقيلة على القدرة الشرائية للأسر، مما أدى إلى ركود ملحوظ في المحال التجارية، في مقابل انتعاش البيع لدى الباعة المفترشين في الشوارع العامة.


وفي ظل أوضاع اقتصادية متردية، يجد كثير من المواطنين أنفسهم بين خيارات صعبة، حيث يضطر البعض إلى بيع مقتنيات ثمينة لتأمين ملابس العيد لأطفالهم، بينما تعجز أسر أخرى عن تحقيق ذلك، ما يبرز الحاجة إلى مبادرات لدعم المحتاجين.

يشهد الشهر الفضيل انتعاشًا مؤقتًا لفرص العمل، حيث يتجه الشباب إلى إقامة بسطات لكسب لقمة العيش، وسط زحام شديد يغيّر ملامح الأسواق، خاصة في الأيام الأخيرة من رمضان.


ومع ارتفاع أسعار الملابس خلال هذا الموسم أضعافا مضاعفة، شهدت الأسواق حالة من الركود وضعف عمليات البيع والشراء في المحلات التجارية، رغم وفرة المعروض وتنوع موديلاته لعيد الفطر المبارك. وفي ظل هذه الأوضاع، يلجأ كثير من الناس إلى الشراء من الباعة المفترشين في الشوارع العامة بسبب انخفاض أسعار الملابس نسبيًا.


وتعد النساء الأكثر إقبالًا على الأسواق، إذ يعتمد عليهن أفراد الأسرة في شراء ملابس العيد واختيار الأفضل سعرًا. وتتنقل النساء بين المتاجر وأماكن البيع المختلفة بحثا عن الأسعار الأرخص، حيث قد يستغرق العثور على الملابس المناسبة ساعات من التجول ومشاهدة مختلف الأنواع المعروضة.


تقول إحدى النساء إنه، رغم الوضع الاقتصادي الصعب وتدني مستوى الرواتب الشهرية للموظفين، إلا أن بعض الأسر تضطر إلى بيع جزء من الحلي (الذهب) أو الماشية لتوفير مستلزمات العيد وإدخال البهجة على الأطفال المنتظرين ملابس العيد بفارغ الصبر. في المقابل، هناك أسر أخرى تعجز عن توفير ملابس العيد لأطفالها، خاصة الأسر الفقيرة التي لا تمتلك مصدر دخل ثابت، مما يؤثر على أوضاع أطفالها، وهو ما يستدعي من الجهات الداعمة وفاعلي الخير البحث عن هؤلاء المحتاجين خلال الأيام المتبقية من الشهر الفضيل لتوفير كسوة العيد لهم.


وخلال شهر رمضان، ينشط العديد من الشباب في بيع الملابس والإكسسوارات وغيرها من المنتجات، حيث يقيمون بسطات خشبية لعرض بضائعهم على الزبائن بهدف توفير مصاريف العيد لأسرهم. وتشهد الأسواق انتشار عشرات الشباب الذين يعملون بجد خلال هذا الشهر الفضيل.


وفي العشر الأواخر من رمضان، تتوقف حركة السيارات في الشوارع العامة التي تكتظ بالمواطنين، إلى جانب انتشار عشرات البسطات، في مشهد استثنائي خلال هذا الشهر، حيث يتم إغلاق الطرق أمام السيارات والدراجات للحد من الازدحام وإفساح المجال للبائعين لعرض منتجاتهم.

وخلال الأيام الثلاثة الأخيرة من رمضان، يصل سوق الحوطة إلى ذروة نشاطه، حيث يتوافد المواطنون من مختلف قرى لحج إلى المدينة للتبضع وشراء مستلزمات العيد، في مشاهد تتكرر كل عام مع اقتراب نهاية الشهر الفضيل.