> جوبا "الأيام" العرب:
تعقدت الأزمة السياسية في جنوب السودان عقب توقيف رياك مشار النائب الأول لرئيس الدولة، بعد تصاعد لافت في التوترات السياسية والأمنية مؤخرا، وسط مخاوف من انهيار اتفاق السلام في البلاد والدخول في حرب أهلية قد تترك تأثيرات إقليمية واسعة، مع اضطراب الأوضاع في السودان ودخول أوغندا على خط الصراع في جنوب السودان، حيث نشرت قوات خاصة في العاصمة جوبا منذ أسبوعين.
ودعت الولايات المتحدة، الخميس، رئيس جنوب السودان سلفاكير، إلى إطلاق سراح نائبه رياك مشار، وقالت إن الوقت حان ليظهر قادة البلاد التزامهم بالسلام.
واعتبرت المعارضة في جنوب السودان توقيف مشار على أيدي قوات موالية للرئيس سلفاكير يعني أن اتفاق السلام الموقع عام 2018 وأنهى حربا أهلية استمرت خمس سنوات بين المعسكرين “ملغى.”
وتم احتجاز رياك مشار في منزله مع زوجته وحارسين شخصيين في جوبا بتهمة المشاركة في قتال بين الجيش الحكومي وغالبية عناصره من قبيلة الدينكا و”الجيش الأبيض” وعناصر من قبيلة النوير المنافسة لها في مدينة الناصر بولاية أعالي النيل.
جاء ذلك بعد أسبوع على إعلان حزب الحركة الشعبية بزعامة مشار تعليق دوره في اتفاق السلام، مع تجدد الاشتباكات في شرق البلاد الفترة الماضية، وتزامن ذلك مع اعتقال عدد من المسؤولين في حزب مشار، بينهم وزير البترول ونائب قائد الجيش ردًا على اشتباكات القوات الحكومية مع “الجيش الأبيض.”
ولم يعد اندلاع حرب أهلية جديدة في دولة جنوب السودان أمرا مستبعدا، بسبب طبيعة التوترات السياسية الداخلية، وانعدام الثقة في السلطة، وتصاعد الأزمة الاقتصادية، وسعي الرئيس لتمديد سلطته وتهميش منافسه مشار عبر تعديلات سياسية عدة مؤخرا.
علاوة على عدم إجراء الانتخابات الرئاسية العام الماضي، وعدم الالتزام بتطبيق اتفاق السلام وتنفيذ بنوده المتعلقة بالترتيبات الأمنية ودمج جميع الفصائل المسلحة في جيش وطني موحد، ما يشير لمواجهات مسلحة في جنوب السودان بشكل أوسع نطاقا.
وتخشى قوى إقليمية أن يؤدي التواجد العسكري الأوغندي لمساندة الرئيس سلفا كير إلى المزيد من التوترات في المنطقة، كما أن الجيش السوداني المنتشي باسترداد الخرطوم والانتصار على قوات الدعم السريع قد يسعى للوقوف بجانب رياك مشار حال اندلعت حرب طويلة في جنوب السودان.
وقالت رئيسة وحدة الدراسات الأفريقية بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية أماني الطويل إن الوضع في جنوب السودان خطر جدا، حيث تعاني البلاد من قلاقل أمنية تعرقل الوصول إلى حالة الاستقرار، ووجود القوات الأوغندية كفاعل على الأرض ربما يشكل أحد عوامل تحجيم فرص اندلاع الحرب الأهلية، وليس العكس، فهذه القوات تعمل على صد تحركات “الجيش الأبيض” وقامت بعمليات عسكرية عدة في منطقة الناصر بولاية أعالي النيل.
وأضافت الطويل في تصريح لـ”العرب” أن هذه التحركات ربما تؤجل الصراع المسلح، لكنها قد لا تنهيه بشكل كامل على المدى القصير، وتمهد فاعلية هذه القوات على الأرض لإحداث تدخلات من شأنها الإفراج عن رياك مشار، والسير باتجاه المسار السياسي، خاصة أن الجيش الأبيض قد يدرك أنه غير قادر على مواجهة القوات الأوغندية.
وأعلنت أوغندا نشر قوات خاصة في جوبا منذ أسبوعين لتأمينها في ظل التوتر بين الرئيس سلفا كير ونائبه رياك مشار، وقال قائد الجيش الأوغندي إن نشر القوات جاء بناء على طلب من حكومة جنوب السودان.
وبين كمبالا وجوبا اتفاق عسكري يعود إلى فترة مواجهة القوت الأوغندية مع “جيش الرب” الذي تمركز في جنوب السودان، والاتفاق سار وتلجأ إليه جوبا عند الضرورة.
وأكدت أماني الطويل لـ”العرب” أن اتفاقين للسلام عُقدا بين سلفا كير ورياك مشار بين عامي 2015 و2018 ولم يتطرقا إلى الطرف الثالث في المعادلة القبلية في جنوب السودان، وهي الولاية الاستوائية التي تمتد على الثلث الجنوبي من البلاد، وتتموضع فيها العاصمة جوبا، وتدفق مئات الآلاف من سكان الولاية على أوغندا.
ويحتاج الوضع في جنوب السودان إلى اهتمام إقليمي ودولي لإحياء السلام كرمانة ميزان في هذه المرحلة، وعلى الرئيس سلفا كير وقبيلته (الدينكا) الالتفات إلى القبائل والنخب الوازنة في المشهد السياسي لدولة جنوب السودان.
وحذر موقع “ستراتفور” الأميركي في تحليل له من أن التوترات تثير شكوكا من احتمال التدخل العسكري من كل من السودان وأوغندا ودول فاعلة أخرى، ما يزيد من تعقيد الصراع في جنوب السودان، مع احتمال انتشار العنف في شرق أفريقيا.
وذكر الخبير في الشؤون الأفريقية محمد تورشين أن الحرب لم تندلع بعد في جنوب السودان، لكن من الممكن اشتعالها في أي لحظة، وهذا يعني أن الحركة الشعبية بقيادة رياك مشار استطاعت أن تمارس أكبر قدر من ضبط النفس، وكل الممارسات التي صدرت من حكومة سلفا كير مع توالي اعتقالات المسؤولين الحكوميين وصولا إلى احتجاز مشار نفسه تدفع باتجاه الذهاب نحو الحرب الأهلية، فمع عدم وجود قيادة للمعارضة يمكن لأي شخص أن يطلق النار على قيادة عسكرية فتندلع حرب.
وأشار تورشين في تصريح لـ”العرب” إلى أن إعلان حزب مشار اتفاق السلام “ملغى” إنذار لشركاء السلام بالتحرك من أجل إنقاذ الاتفاق، وحال تحركت الأطراف المختلفة لإطلاق سراح مشار فإن حظوظ اندلاع الحرب ستتراجع، لكن من المتوقع أن يتم منح مهلة للتدخل قد تستمر أياما، بعدها قد تدخل البلاد في صراع أهلي، فغالبية زعماء المعارضة في سجون جوبا، ومن يتواجدون خارجها يسعون لإشعال الحرب.
وتؤكد استعانة سلفاكير بالقوات الأوغندية أنه لا يثق في قواته، وجاء بها لحماية نظامه، وتحسبا من اندلاع حرب داخلية وبالتالي تصبح سلطته مهددة.
ولدى السودان رغبة واحدة من جنوب السودان حاليا، تتعلق بإصلاح أنابيب النفط لاستئناف تصديره عبر أراضيه إلى البحر الأحمر، بما يجعله أكثر قدرة على التعامل مع الوضع الاقتصادي المتردي داخليا وحاجته لتمويل جهود إعادة الإعمار.
ودعت الولايات المتحدة، الخميس، رئيس جنوب السودان سلفاكير، إلى إطلاق سراح نائبه رياك مشار، وقالت إن الوقت حان ليظهر قادة البلاد التزامهم بالسلام.
واعتبرت المعارضة في جنوب السودان توقيف مشار على أيدي قوات موالية للرئيس سلفاكير يعني أن اتفاق السلام الموقع عام 2018 وأنهى حربا أهلية استمرت خمس سنوات بين المعسكرين “ملغى.”
وتم احتجاز رياك مشار في منزله مع زوجته وحارسين شخصيين في جوبا بتهمة المشاركة في قتال بين الجيش الحكومي وغالبية عناصره من قبيلة الدينكا و”الجيش الأبيض” وعناصر من قبيلة النوير المنافسة لها في مدينة الناصر بولاية أعالي النيل.
جاء ذلك بعد أسبوع على إعلان حزب الحركة الشعبية بزعامة مشار تعليق دوره في اتفاق السلام، مع تجدد الاشتباكات في شرق البلاد الفترة الماضية، وتزامن ذلك مع اعتقال عدد من المسؤولين في حزب مشار، بينهم وزير البترول ونائب قائد الجيش ردًا على اشتباكات القوات الحكومية مع “الجيش الأبيض.”
ولم يعد اندلاع حرب أهلية جديدة في دولة جنوب السودان أمرا مستبعدا، بسبب طبيعة التوترات السياسية الداخلية، وانعدام الثقة في السلطة، وتصاعد الأزمة الاقتصادية، وسعي الرئيس لتمديد سلطته وتهميش منافسه مشار عبر تعديلات سياسية عدة مؤخرا.
علاوة على عدم إجراء الانتخابات الرئاسية العام الماضي، وعدم الالتزام بتطبيق اتفاق السلام وتنفيذ بنوده المتعلقة بالترتيبات الأمنية ودمج جميع الفصائل المسلحة في جيش وطني موحد، ما يشير لمواجهات مسلحة في جنوب السودان بشكل أوسع نطاقا.
وتخشى قوى إقليمية أن يؤدي التواجد العسكري الأوغندي لمساندة الرئيس سلفا كير إلى المزيد من التوترات في المنطقة، كما أن الجيش السوداني المنتشي باسترداد الخرطوم والانتصار على قوات الدعم السريع قد يسعى للوقوف بجانب رياك مشار حال اندلعت حرب طويلة في جنوب السودان.
وقالت رئيسة وحدة الدراسات الأفريقية بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية أماني الطويل إن الوضع في جنوب السودان خطر جدا، حيث تعاني البلاد من قلاقل أمنية تعرقل الوصول إلى حالة الاستقرار، ووجود القوات الأوغندية كفاعل على الأرض ربما يشكل أحد عوامل تحجيم فرص اندلاع الحرب الأهلية، وليس العكس، فهذه القوات تعمل على صد تحركات “الجيش الأبيض” وقامت بعمليات عسكرية عدة في منطقة الناصر بولاية أعالي النيل.
وأضافت الطويل في تصريح لـ”العرب” أن هذه التحركات ربما تؤجل الصراع المسلح، لكنها قد لا تنهيه بشكل كامل على المدى القصير، وتمهد فاعلية هذه القوات على الأرض لإحداث تدخلات من شأنها الإفراج عن رياك مشار، والسير باتجاه المسار السياسي، خاصة أن الجيش الأبيض قد يدرك أنه غير قادر على مواجهة القوات الأوغندية.
وأعلنت أوغندا نشر قوات خاصة في جوبا منذ أسبوعين لتأمينها في ظل التوتر بين الرئيس سلفا كير ونائبه رياك مشار، وقال قائد الجيش الأوغندي إن نشر القوات جاء بناء على طلب من حكومة جنوب السودان.
وبين كمبالا وجوبا اتفاق عسكري يعود إلى فترة مواجهة القوت الأوغندية مع “جيش الرب” الذي تمركز في جنوب السودان، والاتفاق سار وتلجأ إليه جوبا عند الضرورة.
وأكدت أماني الطويل لـ”العرب” أن اتفاقين للسلام عُقدا بين سلفا كير ورياك مشار بين عامي 2015 و2018 ولم يتطرقا إلى الطرف الثالث في المعادلة القبلية في جنوب السودان، وهي الولاية الاستوائية التي تمتد على الثلث الجنوبي من البلاد، وتتموضع فيها العاصمة جوبا، وتدفق مئات الآلاف من سكان الولاية على أوغندا.
ويحتاج الوضع في جنوب السودان إلى اهتمام إقليمي ودولي لإحياء السلام كرمانة ميزان في هذه المرحلة، وعلى الرئيس سلفا كير وقبيلته (الدينكا) الالتفات إلى القبائل والنخب الوازنة في المشهد السياسي لدولة جنوب السودان.
وحذر موقع “ستراتفور” الأميركي في تحليل له من أن التوترات تثير شكوكا من احتمال التدخل العسكري من كل من السودان وأوغندا ودول فاعلة أخرى، ما يزيد من تعقيد الصراع في جنوب السودان، مع احتمال انتشار العنف في شرق أفريقيا.
وذكر الخبير في الشؤون الأفريقية محمد تورشين أن الحرب لم تندلع بعد في جنوب السودان، لكن من الممكن اشتعالها في أي لحظة، وهذا يعني أن الحركة الشعبية بقيادة رياك مشار استطاعت أن تمارس أكبر قدر من ضبط النفس، وكل الممارسات التي صدرت من حكومة سلفا كير مع توالي اعتقالات المسؤولين الحكوميين وصولا إلى احتجاز مشار نفسه تدفع باتجاه الذهاب نحو الحرب الأهلية، فمع عدم وجود قيادة للمعارضة يمكن لأي شخص أن يطلق النار على قيادة عسكرية فتندلع حرب.
وأشار تورشين في تصريح لـ”العرب” إلى أن إعلان حزب مشار اتفاق السلام “ملغى” إنذار لشركاء السلام بالتحرك من أجل إنقاذ الاتفاق، وحال تحركت الأطراف المختلفة لإطلاق سراح مشار فإن حظوظ اندلاع الحرب ستتراجع، لكن من المتوقع أن يتم منح مهلة للتدخل قد تستمر أياما، بعدها قد تدخل البلاد في صراع أهلي، فغالبية زعماء المعارضة في سجون جوبا، ومن يتواجدون خارجها يسعون لإشعال الحرب.
وتؤكد استعانة سلفاكير بالقوات الأوغندية أنه لا يثق في قواته، وجاء بها لحماية نظامه، وتحسبا من اندلاع حرب داخلية وبالتالي تصبح سلطته مهددة.
ولدى السودان رغبة واحدة من جنوب السودان حاليا، تتعلق بإصلاح أنابيب النفط لاستئناف تصديره عبر أراضيه إلى البحر الأحمر، بما يجعله أكثر قدرة على التعامل مع الوضع الاقتصادي المتردي داخليا وحاجته لتمويل جهود إعادة الإعمار.