> فهمي باحمدان:

تحل علينا ذكرى رحيل قامة رياضية واجتماعية تركت بصمة لا تُمحى في قلوبنا وعقولنا، إنه الكابتن علي عثمان العمودي "أبو علاء" هذا الأسم الذي صال وجال لاعبًا كرويًّا فنانًا مع ناديي التضامن والمكلا ومنتخب حضرموت، وارتبط بعد توقفه عن اللعب في الميادين وقيادة بعض الأندية مدربًا بالإخلاص والعطاء والتفاني في خدمة مجتمعه وزملائه اللاعبين القدامى وقيادات الحركة الرياضية الحضرمية دون استثناء.

ونحن نتذكره اليوم في هذا الموقف نستذكر ملامحه الطيبة وابتسامته الصادقة، ونستذكر الجهود والعطاءات التي قدمها لمجتمعه في مجالات عدة من أبرزها بصماته الواضحة في تأسيس جمعية الرياضيين وتفانيه وإخلاصة وسعيه الجاد لإبراز هذه الجمعية وتثبيت أهدافها على الواقع.

لم يكن الكابتن علي عثمان مجرد لاعب رسم بالكرة أجمل اللوحات داخل المستطيل، بل كان قائداً حقيقياً في كل ميدان وطأته قدماه، امتدت رؤيته أبعد من حدود الملعب لتشمل خدمة المجتمع بكل ما أوتي من قوة وعزيمة.

أتذكر جيداً مبادراته العديدة التي كان يطلقها للاهتمام بلاعبي الزمن الجميل وقدامى العصر الذهبي والسعي للانخراط في الأعمال التطوعية الخيرية والاهتمام ببناء جيل كروي بعد حصوله على شهادة التدريب الدولية لتدريب الفئات العمرية الصغيرة.

كان لي شرف المشاركة مع الكابتن علي عثمان في كثير من الأعمال والفعاليات التي كان يصر على تنفيذها برغم محدودية الإمكانيات في جمعية الرياضيين ونتذكر خلال الأعياد والأمسيات الرمضانية كيف كان حريصاً على زيارات المرضى والكبار من الرياضيين وزملائه اللاعبين، أتذكر تلك الزيارات التي كنا نجوب أنا والكابتن عمر باعبود معه من مدينة الى أخرى، كان حضوره رحمه الله في نفوس من يزورهم مؤثر يجذب الأنظار ويحقق الأهداف الإنسانية في القيادة الحقيقية والعطاء غير المشروط.

الفقيد غادرنا بعد صراع مع المرض وكان لايلتف إلى نفسه فهو يحمل ملف المبادرة التي أطلقها من خلال جمعية الرياضيين لدعم اللاعبين القدامى والقيادات السابقة في الأندية والاتحادات والقيادات البعيدة عن الأضواء، رحل ورحلت تلك الجهود ولم يكمل المشوار أحد إلى الآن.

فقدنا برحيل الكابتن علي رمزاً للعطاء والإخلاص، ولكن إرثه سيظل حياً في قلوب كل من عرفه وتعامل معه. ستبقى مبادراته وأعماله شاهداً على روحه الطيبة وتفانيه في خدمة مجتمعه ورفاقه.

في ذكرى وفاته نامل إعادة بريق جمعية الرياضيين واستكمال مشوار العطاء الطيب.

رحم الله الكابتن علي وأسكنه فسيح جناته.