> عدن "الأيام" علاء أحمد بدر:
- الطريق البحري بالعاصمة عدن لم يسلم من ألغام الحوثي في حرب 2015م
- الألغام الحوثية تزهق أرواح المواطنين وتصيب آخرين بالإعاقة الدائمة
- مساحات واسعة ما زالت بحاجة لجهود كبيرة لتطهيرها من الألغام
لم يألف سكان العاصمة عدن مشهدًا كهذا، فمدينتهم تعرف بالسلام وحمامتها تحمل أغصان الشعير في كل عهود من حكمها، ولكن شاء قدر الله عز وجل أن يحتلها يومًا ما الغازي الحوثي البغيض، والذي أبرز ما يتفنن به في النزاعات المسلحة هي زراعة الألغام في الطرق العامة والأراضي الشاسعة وهو مسلك الجبناء في الحرب، ولكي يوقف تقدم رجال المقاومة الجنوبية نحو مديرية خور مكسر، من مسار الطريق البحري قامت عناصر الحوثي الإرهابية بزرع الألغام وهي رسالة غير مباشرة عن مدى الجبن والخوف الذي تسلل إلى قلوبها بالرغم من امتلاكها الآلة العسكرية للجيوش بمختلف أنواعها مقابل السلاح اليسير جدًّا والذي كان بحوزة المقاومة الجنوبية آنذاك.
وتتعدد الجرائم الوحشية للمليشيات الحوثية في الجبهات سواءً الشمالية الشرقية أو تلك الغربية والتي يذهب ضحيتها الكثير من الشباب المقاومين والمنتسبين للقوات المسلحة الجنوبية والذين وهبوا أرواحهم فداءً للجنوب والبعض الآخر ممن ينجو تُـبتر أطرافه وذلك نتيجةً لدهسهم الألغام الحوثية المدفونة في مناطق كانت من قبل تحت سيطرتها قبل أن تنسحب منها موليةً الأدبار على عقبها.
ووفقًا لوسائل إعلام فقد اعتمد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في الرابع من أبريل الجاري وبالإجماع مشروع القرار الذي تقدمت به الجزائر بشأن تأثير الألغام المضادة للأفراد.
وبناءً على خبر متلفز عن المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري فإن تبني هذا القرار يعتبر خطوة هامة إلى الأمام في الاعتراف بالعواقب الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية للألغام المضادة للأفراد، فيما يؤكد على "الالتزام المتجدد للمجتمع الدولي لصالح الضحايا والدول المتضررة".
وكان هذا القرار الذي بادرت به الجزائر في عهدتها بالمجلس "2022 – 2025"، قد قدم ضمن مجموعة أساسية إقليمية متعددة الأطراف تتألف من جنوب إفريقيا، وكرواتيا، وموزمبيق، وبيرو، والمملكة المتحدة، وفانواتو.

وتابع خبر مؤسسة الإعلام الجزائري أن الممثل الدائم للجزائر رشيد بلادهان أكد على أن القرار يدعو إلى تعزيز جهود إزالة الألغام وزيادة المساعدة المقدمة للضحايا فضلًا عن التزام معزز من جانب الدول لصالح الحظر الشامل للألغام المضادة للأفراد". انتهى خبر المؤسسة.
وكانت دول العالم قد احتفت باليوم الدولي للتوعية من خطر الألغام في الرابع من هذا الشهر، حيث تم التركيز على البلدان التي ترزح تحت وطأة الألغام لا سيما منها اليمن، وفي هذا الصدد قال الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة السيد أنطونيو جوتيريش في كلمةٍ له بهذه المناسبة:
(يتعرض أكثر من 100 مليون شخص حول العالم لخطر الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب والأجهزة المتفجرة اليدوية الصنع، ومن أفغانستان إلى ميانمار، ومن السودان إلى أوكرانيا، وسوريا، والأرض الفلسطينية المحتلة وغيرها، تنتشر هذه الأجهزة الفتاكة في المجتمعات المحلية الريفية والحضرية، فتقتل المدنيين بشكل عشوائي وتسد الطريق أمام الجهود الإنسانية والإنمائية الحيوية، وحتى عندما تصمت المدافع، تتبقى مخلفات الحرب هذه، تتوارى في الحقول وعلى الدروب والطرق وتهدد حياة المدنيين الأبرياء وسبل عيش المجتمعات المحلية، وما فتئ موظفو الأمم المتحدة الشجعان المشتغلون بالإجراءات المتعلقة بالألغام يعملون، عامًا بعد عام، مع الشركاء من أجل تحديد مواقع هذه الأسلحة وإزالتها، والتوعية بمخاطرها وتقييم التهديدات التي تشكّلها، وضمان أن يتمكن الناس من العيش والعمل والتنقل بأمان، وهم في ذلك يواجهون مخاطر عالية – مثلما تجلّى مؤخرًا في غزّة، ويذكّرنا موضوع اليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام والمساعدة في الإجراءات المتعلقة بالألغام هذا العام، وعنوانه المستقبل الآمن يبدأ من هنا، بالدور الحاسم للإجراءات المتعلقة بالألغام في إعادة بناء المجتمعات الممزقة ودعم الناجين وصنع السلام، وإنني أحث جميع الدول التي لم تصدّق بعد على اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد واتفاقية الذخائر العنقودية والاتفاقية المتعلقة بأسلحة تقليدية معينة ولم تنفذها بعد تنفيذًا كاملًا على القيام بذلك، فلا بد من صون المعايير والمبادئ الإنسانية المنصوص عليها في هذه المعاهدات والحفاظ عليها، كما أحث الدول على التمسك بما ورد في ميثاق المستقبل الذي اعتُمد في الآونة الأخيرة من التزامات عالمية تقضي بتقييد أو منع استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان، ودعم جميع الجهود الرامية إلى إنهاء تهديد الذخائر المتفجرة، إن الإجراءات المتعلقة بالألغام تأتي بالنتائج المنشودة منها.. دعونا نلتزم معًا ببناء مستقبل آمن - بدءًا من هذه اللحظة وهذا المكان).
وحول هذا الموضوع تنشر "الأيام" الإجراءات الاحترازية لتجنب مخاطر الألغام انطلاقًا من رسالتها السامية التي تحملها تجاه كل ما من شأنه الحفاظ على حياة الناس امتثالًا لقول الله تعالى في محكم الذكر المبين ((وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا)).
أولًا أنواع الألغام.. الأرضية وهي المضادة للأفراد والعربات وتتم زراعتها في الحقول والطرقات والمنشآت العسكرية والمتارس والخنادق والمناطق المهدمة.
أما الألغام البحرية فهي نوع من الأنواع التي تستخدم في الحروب، وهذه الفئة من الألغام قد لا تكون معروفة لدى الكثيرين، وهي بطبيعة الحال لا توجد إلا في المناطق الساحلية.
وإن من أهم مخاطر الألغام.. الموت، وفقدان أحد الأطراف أو كليهما، والتأثير السلبي على الصحة النفسية، وكذا كساد في الأراضي الزراعية، وقلة العمران، وتوقف الاصطياد البحري، وتدهور السياحة على المدى البعيد. علمًا بأن تكلفة نزع الألغام تصل لأكثر من 200 دولار أميركي للغلم الواحد.

وإن من إشارات وجود الألغام في منطقة معينة رؤية حيوانات نافقة أو مصابة، بالإضافة إلى مشاهدة أسلاك كهربائية ومعدات في مناطق مكشوفة، والعثور على أجسام غير مألوفة وغريبة، والشعور بنتوءات أرضية غير اعتيادية، وفي أحيانٍ أخرى وجود لوحات تحذيرية عن خطر الألغام، وأعشاب أرضية طويلة لم تستخدم منذ وقتٍ طويل.
وبالنسبة للإجراءات المثلى في حال وقع أي شخص بحقل ألغام.. التحلِّـي بالهدوء، والتوقف دون حراك، والتذكُّـر (أن يقف الشخص لساعات في مكانه خيرٌ له من أن يجازف بالسير ويخسر حياته)، الامتناع عن لمس الأجسام الغريبة، عدم رمي أي شيء باتجاه اللغم، يجب طلب المساعدة ولو بالصراخ.
وعند مجيء أي شخص إلى منطقة غير معروفة يشتبه بوجود ألغام فيها فإن من الحكمة بمكان أن يكون التصرف الآمن لتجنب الوقوع في المأزق الاستفسار عن الأماكن الآمنة من السكان المحليين أو المسؤولين، والتركيز على العلامات التحذيرية عن وجود الألغام، والسير من الطرق المعبدة أو تلك التي عليها آثار مرور السيارات، والعزوف عن فحص الأجسام المشكوك فيها أو حتى الاقتراب منها.
وفيما يتعلق بمحبي الاصطياد عليهم أن يحذروا من الصيد قرب مناطق شهدت نزاعات مسلحة من قبل، والتأكد من عدم وجود إشارات تحذيرية عن الألغام، والحذر من لمس الأشياء ذات الشكل الغريب والموجودة على الساحل، الانتباه من تجميع المواد المتفجرة بغرض بيعها فهي خطيرة جدًا.
أما العلامات التي تدل على وجود ألغام أو أن الموقع خاليًا منها فهناك علامات يدوية يقوم سكان المنطقة بإنشائها ويُـطلق عليها العلامات المحلية وهي عبارة عن كومة من التراب وخشبتان على شكل حرف (X) بالإنجليزية، أو أن تُـلوَّن الأحجار باللون الأحمر، وهما علامتان تدلان على أن المنطقة ملغومة، بينما تلوين الصخور باللون الأبيض يعني أن المكان آمن.
بينما العلامات الدولية تتمثَّـل في الجمجمة والعظام المتقاطعة مكتوبًا بجانبها (خطر ألغام)، أو حبل ملون يحيط بالمكان الخطير، أو مثلث يحتوي على كلمة لغم.