> المكلا "الأيام" خاص:

  • مشروع حضرمي لتطوير "الجامع" من مكون حقوقي إلى كيان سياسي لكل الحضارم
  • حضرموت فوق كل اعتبار والطعن في "النخبة" هو طعن في حضرموت نفسها
> في تحركات سياسية واجتماعية وعسكرية لافتة، يقود نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك، حملة واسعة تهدف إلى توحيد الصف الحضرمي، وتحويل الزخم الشعبي في حضرموت إلى مشروع سياسي جامع، يستند إلى ميثاق شرف حضرمي ويحمي وحدة ومكانة المحافظة في المشهد الجنوبي.

وبدأت تحركات اللواء بن بريك يوم أمس بلقاء مهم جمعه مع محمد بالطيف، أمين المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح في ساحل حضرموت، بحضور عدد من قيادات المجلس الانتقالي، في مقدمتهم علي الكثيري وفادي باعوم.

مشروع حضرمي لتطوير "الجامع" من مكون حقوقي إلى كيان سياسي لكل الحضارم
مشروع حضرمي لتطوير "الجامع" من مكون حقوقي إلى كيان سياسي لكل الحضارم

اللقاء الذي حمل طابعًا تصالحيًا، أكد على ضرورة تجاوز الاصطفافات السياسية، والانطلاق نحو بناء تكتل حضرمي موحد، ينطلق من قاعدة "حضرموت أولًا"، ويهدف إلى ضمان دور بارز للمحافظة في أي شكل سياسي قادم.

وخلال اللقاء شدد اللواء بن بريك على أن حضرموت بمكانتها الجغرافية والاقتصادية والتاريخية لا يمكن أن تبقى خارج معادلة القرار السياسي، مشيرًا إلى أن مشروعه يتمثل في تحويل "مؤتمر حضرموت الجامع" من كيان حقوقي محدود إلى مظلة سياسية جامعة، تُمثَّل فيها كل المكونات المجتمعية والسياسية برؤية موحدة وميثاق شرف جامع.
  • دعم القوات المسلحة والحفاظ على النخبة الحضرمية
وفي سياق تعزيز البنية الأمنية والعسكرية للمحافظة، التقى اللواء بن بريك عددًا من الضباط العسكريين في حضرموت، مؤكدًا على أن القوات المسلحة، وخصوصًا النخبة الحضرمية، تمثل ركيزة الأمن والاستقرار في المحافظة، ويجب تحصينها من أي محاولات اختراق أو استغلال.

ووجه رسالة واضحة إلى الجميع، بأن "الطعن في النخبة الحضرمية هو طعن في حضرموت نفسها"، داعيًا إلى دعم هذه القوات، واعتبارها رمزًا للتحرير والسيادة. كما ربط أهمية احتفال أبناء حضرموت بالذكرى التاسعة لتحرير الساحل بتجديد العهد مع النخبة الحضرمية وتعزيز ولائهم للمشروع الوطني الجنوبي.

وفي خطوة تؤكد شمولية المشروع الذي يقوده، عقد اللواء بن بريك لقاءً موسعًا مع المكونات النسوية الحضرمية، شاركت فيه قيادات بارزة من المجلس الانتقالي، بينهم علي الكثيري وفادي باعوم، إلى جانب رئيسي التنفيذيتين في الساحل والوادي.

بن بريك، الذي نقل تحيات رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، أكد للحاضرات أن دور المرأة لا يقل أهمية عن الرجل في إعادة تشكيل الوعي الحضرمي، وتمكين المجتمع من تجاوز التشرذم السياسي والانقسام المجتمعي. وأشار إلى أن حضرموت اليوم بحاجة لكل طاقاتها، وفي المقدمة المرأة، للمشاركة الفاعلة في صياغة وثيقة سياسية شاملة تحفظ وحدة حضرموت وتؤسس لمستقبل أفضل.

وخلال اللقاء، تم اختيار ست نساء لتمثيل الأصوات النسوية في لجنة تحضيرية معنية بصياغة وثائق "الجامع الحضرمي السياسي"، وهو الكيان الذي يسعى اللواء بن بريك إلى إطلاقه ليكون مظلة القرار الحضرمي المستقل.
  • نحو ميثاق شرف حضرمي جامع
من خلال هذه اللقاءات المتعددة والمتنوعة – سواء مع القوى السياسية كالإصلاح، أو مع الضباط العسكريين، أو مع المكونات النسوية – يتضح أن تحركات اللواء بن بريك ليست مجرد تحركات دعائية، بل تأتي في إطار رؤية استراتيجية متكاملة، تهدف إلى بناء حالة توافق حضرمي شامل، تتجاوز الحسابات الحزبية، وتُعيد للمحافظة مكانتها السياسية.

ميثاق الشرف الذي تحدث عنه بن بريك، يبدو أنه سيكون حجر الزاوية في هذا المشروع، حيث سيُبنى على قاعدة التعدد والتوافق، وسيتضمن نقاطًا تضمن حماية النسيج الاجتماعي، ودعم المؤسسات الأمنية، وتوحيد الخطاب السياسي الحضرمي، مع الحفاظ على خصوصية حضرموت كإقليمٍ له تاريخه وثقافته ومصالحه.

تحركات اللواء بن بريك تحمل في طياتها رسائل سياسية مهمة في هذا التوقيت الحرج، أبرزها:

السعي لتجنيب حضرموت صراع القوى الكبرى عبر التأكيد على توحيد الداخل الحضرمي بدلًا من ترك المحافظة ساحةً لصراع النفوذ الإقليمي والدولي.

إعادة الاعتبار للنخبة الحضرمية بوصفها رمزًا لتحرير الساحل وضمانة أمنية ضد أي تهديدات.

بناء شراكة مجتمعية شاملة تشمل القوى السياسية، العسكرية، والنسوية، في خطوة نادرة في العمل السياسي اليمني، الذي طالما أهمل دور المرأة.

التمهيد لإطلاق كيان سياسي حضرمي يعمل بمرجعية محلية، وينخرط ضمن المشروع الجنوبي الأوسع لكن بأدوات ومصالح حضرمية خالصة.

اللواء أحمد سعيد بن بريك لا يكتفي اليوم بخطاب الوحدة، بل يُحوِّل هذا الشعار إلى برنامج عمل على الأرض، يبدأ باللقاء والتفاهم، ويمر بتشكيل لجان وتحالفات، ويهدف في النهاية إلى خلق "هوية سياسية حضرمية جامعة". وفي ظل تعقيدات المشهد الجنوبي، تمثل هذه الخطوة بارقة أمل، ليس فقط لأبناء حضرموت، بل لمستقبل الجنوب عمومًا.

وكان اللواء بن بريك قال أمس الأول خلال لقاء مع القطاعات الشبابية إنه أبلغ قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي والمجلس الرئاسي بأن عليهم عدم التدخل في شؤون حضرموت، مؤكدًا الوضع في حضرموت ومطالب أبنائها شأن حضرمي خالص ولا شأن للآخرين فيه.