مع استمرار المشهد السياسي والعسكري في الجنوب واليمن دون تغيير يُذكر، وفي ظل دخول الأمريكان في الصراع الذي لم يحدد حتى الآن أهدافًا أخرى من التدخل عدا ما أعلنه عن حماية الملاحة البحرية، تتسارع الأحداث وتتداخل الأدوار بين مختلف الأطراف الفاعلة.
ففي الوقت الذي يحاول الإصلاح"الإخوان المسلمين" اللعب بأوراق متعددة من تطويب الإرهاب وإدخاله إلى العمل السياسي إلى استثارة النعرات القبلية والفئوية في الجنوب في محاول لاسترجاع شيئا من الحضور والتعويض بعد الانتكاسات المتتالية التي تعرض لها في الجنوب بدءا من فشل غزوة خيبر لاحتلال عدن وفقدان السيطرة على أبين وشبوة إلى اضمحلال المكونات الكرتونية المتعددة التي ما أنفك ينشئها ويتآمر من خلالها على إرباك الوضع في الجنوب.
بدا مؤخرًا أن لكل من حزب المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني أدوارًا تنذر بالخطر في التعامل مع التحديات الراهنة في الجنوب، خاصة في ظل التوترات بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي.
يبدو أن حزب المؤتمر الشعبي العام يتبنى استراتيجية مزدوجة؛ فمن جهة يسعى لتعزيز موقعه ضمن أروقة السلطة الشرعية، مستفيدًا من التحالفات السياسية والظروف الجارية. ومن جهة أخرى، يتجه نحو مواجهة المجلس الانتقالي الجنوبي بأسلوب هادئ وغير تصادمي، مُفضِّلاً استخدام الأدوات الدبلوماسية والسياسية بدلاً من الصدام المباشر، مع التحضير لأي مواجهة محتملة إذا دعت الحاجة.
على الجانب الآخر، يلعب الحزب الاشتراكي اليمني دورًا مختلفًا ولكنه لا يقل أهمية وخطورة. فقد قسّم الأدوار بين أجنحته كحال المؤتمر بين الحوثي والشرعية، وأضاف دوراً آخر في صفوف المجلس الانتقالي الجنوبي، مما يعني أنه اتخذ نهجًا يسعى به إلى تطويع المجلس من الداخل وإبقائه بعيدًا عن قوى الاستقلال الجنوبية الأخرى، عبر بناء نفوذ داخل الدوائر القيادية للمجلس. الهدف من هذا التحرك هو دفع الانتقالي نحو تبني رؤية أكثر توافقًا مع مفهوم اليمننة ووحدة المصير الوطني كما يراها الاشتراكي.
أن ما يجمع بين هذه التحركات هو التداخل الكبير في الأدوار بين الحزبين، حيث يبدو أن كلاهما يسعى لتحقيق أهداف تتقاطع في بعض النقاط، لكنها تختلف في الوسائل والغايات النهائية. المؤتمر يركز على تعزيز حضوره في السلطة الشرعية في الجنوب، بينما الاشتراكي يراهن على التأثير داخل الانتقالي للحفاظ على إرث اليمننة في الجنوب.
والسؤال المفتوح هو إلى أي مدى ستنجح هذه الاستراتيجيات المتعددة في تحقيق أهدافها في الجنوب ولماذا لا تمارس نفس الفعل في مناطق سيطرة الحوثي؟ وهل ستؤدي هذه الأدوار المزدوجة إلى تهدئة الأوضاع أم إلى تعقيدها أكثر؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة على هذه التساؤلات.
ففي الوقت الذي يحاول الإصلاح"الإخوان المسلمين" اللعب بأوراق متعددة من تطويب الإرهاب وإدخاله إلى العمل السياسي إلى استثارة النعرات القبلية والفئوية في الجنوب في محاول لاسترجاع شيئا من الحضور والتعويض بعد الانتكاسات المتتالية التي تعرض لها في الجنوب بدءا من فشل غزوة خيبر لاحتلال عدن وفقدان السيطرة على أبين وشبوة إلى اضمحلال المكونات الكرتونية المتعددة التي ما أنفك ينشئها ويتآمر من خلالها على إرباك الوضع في الجنوب.
بدا مؤخرًا أن لكل من حزب المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني أدوارًا تنذر بالخطر في التعامل مع التحديات الراهنة في الجنوب، خاصة في ظل التوترات بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي.
يبدو أن حزب المؤتمر الشعبي العام يتبنى استراتيجية مزدوجة؛ فمن جهة يسعى لتعزيز موقعه ضمن أروقة السلطة الشرعية، مستفيدًا من التحالفات السياسية والظروف الجارية. ومن جهة أخرى، يتجه نحو مواجهة المجلس الانتقالي الجنوبي بأسلوب هادئ وغير تصادمي، مُفضِّلاً استخدام الأدوات الدبلوماسية والسياسية بدلاً من الصدام المباشر، مع التحضير لأي مواجهة محتملة إذا دعت الحاجة.
على الجانب الآخر، يلعب الحزب الاشتراكي اليمني دورًا مختلفًا ولكنه لا يقل أهمية وخطورة. فقد قسّم الأدوار بين أجنحته كحال المؤتمر بين الحوثي والشرعية، وأضاف دوراً آخر في صفوف المجلس الانتقالي الجنوبي، مما يعني أنه اتخذ نهجًا يسعى به إلى تطويع المجلس من الداخل وإبقائه بعيدًا عن قوى الاستقلال الجنوبية الأخرى، عبر بناء نفوذ داخل الدوائر القيادية للمجلس. الهدف من هذا التحرك هو دفع الانتقالي نحو تبني رؤية أكثر توافقًا مع مفهوم اليمننة ووحدة المصير الوطني كما يراها الاشتراكي.
أن ما يجمع بين هذه التحركات هو التداخل الكبير في الأدوار بين الحزبين، حيث يبدو أن كلاهما يسعى لتحقيق أهداف تتقاطع في بعض النقاط، لكنها تختلف في الوسائل والغايات النهائية. المؤتمر يركز على تعزيز حضوره في السلطة الشرعية في الجنوب، بينما الاشتراكي يراهن على التأثير داخل الانتقالي للحفاظ على إرث اليمننة في الجنوب.
والسؤال المفتوح هو إلى أي مدى ستنجح هذه الاستراتيجيات المتعددة في تحقيق أهدافها في الجنوب ولماذا لا تمارس نفس الفعل في مناطق سيطرة الحوثي؟ وهل ستؤدي هذه الأدوار المزدوجة إلى تهدئة الأوضاع أم إلى تعقيدها أكثر؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة على هذه التساؤلات.