الحاوي هو رجل الألعاب السحرية، أما جراب الحاوي فهو الكيس الذي يحمل فيه أدواته اللازمة للخدع البصرية التي يمارسها على الجمهور ليحصل منهم على بعض ما يجودون به الناس من دراهم قليلة، هذا كان في زمن مضى أما اليوم فأن الحاوي أصبح ذا سلطة ونفوذ، ثم إنه لم يعد حاو واحد بل جهاز متكامل من الحواة.

د. بن مبارك هو الحاوي الأخير، حتى الآن على الأقل، فقد ظهر لنا بتلميح جديد حول خصخصة الكهرباء، أي بيعها، من خلال ما أسماه مؤتمر وطني للطاقة، أي بيع احتفالي، عمولة حفلة وعمولة بيع، وهكذا سيعود بن مبارك إلى رشده وبا يستخدم جراب الحاوي كما يجب.

الحكومات المتعاقبة تتوارث الجراب جيدًا منذ وعد الرئيس صالح بالكهرباء النووية في مهرجان انتخابي في الحديدة في 2006م إلى (الصيف البارد) الذي وعد به بن دغر، وكنا نظنه باردًا على الناس لكنه كان باردًا على من قبضوا العمولات بعد تمديد عقود الطاقة المشتراه، مرورًا بوعد د. معين بباخرة الكهرباء التركية التي تبخرت فلوس شرائها.

ربما أن مليار الفاصوليا الذي طلع من جراب الحاوي الرئاسي قد منح الضوء الأخضر لباقي الحواة وكل حاو فتح جرابه (يلقط رزقه) وانتعشت دكاكين الصرافة ولجان المعالجات التي حلت محل مؤسسات الجنوب وهكذا تفتق ذهن د. بن مبارك لنمط جديد من إلغاء مؤسسات الدولة بعد أن بدأ بمهاجمة بؤر الفساد وكشف بعضها ما جعل المتكسبون يطالبون بعزله لحماية مصالحهم.

لا أحد من الحواة نام أطفاله بلا عشاء، ولا أحد منهم عرف معنى أن يعيش بلا كهرباء في صيف محافظات الجنوب الحارق ولا أحد منهم حرم أطفاله من ملابس العيد أو (عواف العصر)، فهم يعيشون حالة انفصال عن الواقع تماما.

ما يتعرض له الناس في الجنوب له أهداف أخرى سياسية يتكسب منها الحواة لكنهم لا يدركون عواقبها على الجنوب وأهله، وكما ساندناك يا بن مبارك يوم توليت فإننا ندعوك أن ترتفع أو تغادر بشرفك ولا تصبح الحاوي الأخير فهذا الوضع البائس سيؤدي إلى الانفجار في لحظة.

وختاما نتمنى على صحافتنا المحلية أن تغادر مربع القدح والردح وأن تضغط لمعالجة هموم الناس فالأعمال العظيمة تتحدث عن نفسها ولا تحتاج إلى مديح.