أخر تحديث للموقع
الاثنين, 23 يونيو 2025 - 01:04 ص بتوقيت مدينة عدن

مقالات الرأي

  • ​كلمة لابد منها

    قاسم عبد الرب العفيف




    ​إلى متى سنظل نراوح في مكاننا ونشاهد المعاناة والعبث والظلم والذي يمارس على شعبنا للسنة العاشرة  ولا أحد يبادر في إنقاذه ونلاحظ الارتباك في إدارة الدولة.. لا أنها تقدمت وأنهت الانقلاب ولا أنها  قامت بواجبها في  تقديم الخدمات  وصرف المرتبات وكذا نشاهد الارتباك الشديد في إدارة شؤون المحافظات، ومن طول  بقاء المسؤلين في مواقعهم تحولت محافظاتهم إلى إقطاعيات خاصة  وكل سلطة في محافظة تدير شؤنها مستقلة دون حسيب أو رقيب وتعطلت مصالح المواطنين والبعض منها دخل في صراعات  وقتال ومعارك شوارع فيما بين أقطابها المحلية كما حدث في مأرب في الأيام الأخيرة.

    والبعض الأخر تنشاء أحلاف قبلية بدعم خارجي لتنافس صلاحيات السلطات المحلية كما يحدث في حضرموت  والمتضرر الأكبر هو المواطن الذي يسحق  يوميا  في توفير خدماته الضرورية وتدني مستوى التعليم والصحة والأهم التعثر في الجانب الأمني وبالذات في محافظة عدن.

    وما نشاهده عن الإخفاقات بالتعامل مع المعتقلين والتعامل مع الاحتجاجات السلمية وكان حليمه عادت لعادتها القديمة وكان أجهزة أمن النظام البائد  لا زالت موجودة.  

    امًا سلطة الحوثي  في صنعاء فحدث ولا حرج فهي تتعامل مع من تحكمهم بالحديد والنار  وتضع اليمن ومقدراته في خدمة المشروع الفارسي  في صراعها الإقليمي والدولي ولا تبالي بالعواقب الذي سيتحمله الشعب اليمني وفي نفس الوقت تحاول افتعال اختراقات في المواجهة مع القوات الجنوبية باستمرار.

     وكل هذا يحدث والسلطات المحلية في بعض المحافظات تتسابق على فتح الطرقات بين عدن وصنعاء لتخفيض الضغط على الحوثي لكن  ارتداده العكسي نحو الجنوب يكون بشكل أقوى دون اخذ الاحتياطات اللازمة  وخاصة  ويتم ذلك استباقا  لاي تسوية سياسية بينما لا زال العداء والهجومات المتكرره من قبل سلطة الحوثي قي صنعاء  مستمرة على طول الجبهات الحدودية مع الجنوب.. علاوة على اكتشاف خلايا في المدن الجنوبية ومنها  عدن تابعه للحوثي مهمتها تعكير صفو الأمن الداخلي بأعمال تخريبية.

    لذا فأي تطبيع  دون أن يسبقه تفاهمات على احترام حق الأطراف على العيش بأمان واستقرار  وعدم المساس أو التعدي عليه من أي طرف  يعتبر عبث وسوء تقدير للعواقب السؤال ما هي مهمة الشرعية  هل هي من أجل إحكام  حصار الجنوب والعمل على تفتيت نسيجه الاجتماعي بتشجيع إنشاء الأحلاف  والمكونات السياسية  والعمل على تحييد النطر في القضية الجنوبية ورميها في آخر سلم الاولويات؟  أو من أجل رفع الحصار على الحوثي ومنحه التسهيلات بدون ثمن ؟ طيب ماذا عن الجنوب الذي وفر  للشرعية البقاء والاستمرار امام العالم ؟ لماذا تترك  الشرعية مصير الارض التي يسيطر عليها الحوثي  في صنعاء  تحت هيمنة الارادة الفارسية؟.

    هناك الكثير من الاستفسارات التي لا يجب تجاهلها  لانها تؤدي إلى ضياع قضية الجنوب أن ظلت الشرعية تمارس الاحتيال والمراوغة في إدارة الوضع العام  تجاه الجنوب وتقديم التسهيلات للحوثي ما ظهر منها وما بطن  فالواجب على قيادة الانتقالي المفوضة من قبل الشعب لإستعادة الدولة الجنوبية أن تعيد حساباتها قبل أن تقع  في الفخ مرة أخرى، كما حصل في المرة السابقة عند التوحد في عام 90.

    فاستمرار الأوضاع  لا حرب ولا سلام يضر بالمصالح الجنوبية وقد يخسر الجنوب كيانة السياسي فالشرعية تعمل جاهدة لوضعه في غيبوبة كاملة من خلال تفتيته وإحكام الحصار عليه حتى يتم انجاز التفاهمات حول وضعهم  مع  الحوثي  في صنعاء بدعم  خارجي  وبعدها سيكون  الجنوب أمام خيارين لا ثالث لهما إما البقاء بالوحدة وفق شروط صنعاء أو الرفض وعندها سيعتبر متمردا وسيتم إعلان الحرب عليه وسيتم اصطناع ممثلين عن الحنوب وما أكثرهم.

    لنرى أبرز الشواهد التي تؤكد ما اشرنا إليه والتي نفذتها الشرعية بدواعي إنسانية تجاه الحوثي مع  غياب الإنسانية تجاه الجنوب واليكم بعضها:
     
    أولاً-  وافقت الشرعية على تسليم ميناء الحديده للحوثي دون اية شروط  احترازية ودون اخذ أي اعتبار لآلاف الشهداء الحنوبيين الذي ضحوا للوصول  إلى مشارف الحديدة.
     
    ثانيا-  الموافقة على الهدنة مع الحوثي  من طرف واحد حيث الاتفاق عدم مهاجمة  الحوثي قوات الشرعية  ولكنها تركته يهاجم القوات الجنوبية على طول الحدود المشتركة.

    ثالثاً-  ألغت إجراءات البنك المركزي والموجهة لحماية العملة من الانهيار والنتيجة انهارت العملة في الحنوب.

    وأخيراً سلمت أربع طائرات تابعة لطيران اليمنية لصالح صنعاء مما أدى إلى تدميرها من قبل الطيران الإسرائيلي ومع الأسف كل هذه الشواهد  وغيرها وما خفي كان أعظم أكبر دليل على أن الأمور كلها تسير بالخط المعاكس يضعون اعتبار للدواعي الإنسانية لصنعاء لكن لا اعتبار ولا أي دواعي إنسانية لعدن  حيث تتعرض للتدمير الشامل  ومن جانب آخر تمكنت الشرعية بمساعدة خارجية  ترحيل البت في قضية الجنوب إلى ما بعد تحرير صنعاء حربا أو سلما علما بأن لا نية للشرعية لتحرير صنعاء لا حربا ولا سلما.
     
    أمام  كل ما دكر أعلاه والتي نراها أمامنا فالجنوب يتعرض لخديعة لا تقل عن خديعة الوحدة التي تمت في عام 90م  ونلاحظ العمل الحثيث على تفيتت الجسد الجنوبي وإحكام الحصار المفروض مع  استخدام  الخدمات والرواتب كسلاح لتركيع  الجنوبيين حتى ينسى الجنوبيون حقهم المشروع في إستعادة دولتهم  ويتركونهم  في صراع حول البقاء على قيد الحياة فقط، يتطلب إعادة النظر في المسائل التالية:

    الشراكة اثبتت فشلها ولم تخدم الجنوب بل كانت عبء كبير عليه ومجرد فخ للانتقالي لإحراقه أمام حاضنته الشعبيه يتطلب إعادة النظر فيها
    ومن الجانب الأخر يتطلب من قيادة الانتقالي المراجعة الشامله لكل العملية السياسية وكل الأوضاع الأمنية والعسكرية والاقتصادية بما في ذلك وضع الجنوب في هذه المرحلة ووضع الخطوات العملية لإنقاذ شعبنا،  أولاً والاتفاق على خارطة طريق لاستكمال عملية استعادة الدولة الجنوبية ويتم كل ذلك بإشراك كل القوى الجنوبية التي يهمها استعادة الدولة الجنوبية.

    نأمل أن ينخرط الانتقالي وعلى وجه السرعة في إعادة الحسابات فالوقت يتسارع  بشكل  لافت ولا ينتظر أحد خاصة والإقليم  بعيش في أخطر مرحلة في تاريخه أكثر من أي وقت مضى فالاحتياط واجب لمواجهة المجهول في المستقبل القريب.

المزيد من مقالات (قاسم عبد الرب العفيف)

Phone:+967-02-255170

صحيفة الأيام , الخليج الأمامي
كريتر/عدن , الجمهورية اليمنية

Email: [email protected]

ابق على اتصال