> عدن «الأيام الرياضي» خالد هيثم:
فريق شعب صنعاء
شوط قلب التوقعات
المتابع لمجريات بداية المباراة ودقائقها الأولى فقط، ربما كان يراوده الإحساس بأن التلال قد نوى أن يحسم الأمور من خلال الاندفاع الواضح للاعبيه باتجاه مرمى الشعب وحارسه رمزي عقلان، حيث ضغط التلال على خصمه وأراد الحسم المبكر وإضعاف حماس الشعب من بدري قبل أن تأخذ الامور مجرى آخر، إلاّ أن ذلك الشعور تبدد في الدقيقة السابعة عندما استطاع عبده الإدريسي أحد نجوم اللقاء من انطلاقة صاروخية في عمق دفاعات التلال، أن يسجل الهدف الأول للشعب وسط ذهول كل من في الملعب، وبما أن الوقت ما زال مبكراً فقد كان الأمل في أن الفريق التلالي سيعود إلى أجواء المباراة كما حصل في لقاءات سابقة، وهذا الشعور راود الجميع من جديد في د/9 عندما استطاع اللاعب الكونغولي أمبو أن يعيد الأمور إلى نقطة الصفر بتسجيله هدف التعادل، ليسود الانطباع بأن الأهداف التلالية قادمة وأن هدف التعادل سيكون الدافع للاعبي التلال لعدم إعطاء خصمهم الفرصة مرة أخرى للوصول إلى مرماهم، غير أن الأداء التلالي بعد الهدف لم يكن يعطي أي مؤشر بذلك، فكان الأداء وطريقة اللعب غير مجدية، لأن الخصم اعتمد على الكثافة الدفاعية وإغلاق المنطقة، فيما كان أداء التلال عنوانه التحرك عبر العمق وكأنه لا يوجد لاعبون في الأطراف، لذلك فشلت كل المحاولات للوصول إلى مرمى الشعب لأنها افتقرت إلى النقل السليم للكرة في ظل انعدام خطورة المهاجمين فتحي جابر والمحترف أمبويو، فاستمات خط دفاع شعب صنعاء وخط وسطه بشكل لافت، وأرسلوا الكرات الطويلة صوب مهاجمهم النشط والمزعج محمد الزريقي، الذي استفاد من حالة الارتباك والتوهان عند خط دفاع التلال، فأجاد الحركة بمساندة من عزيز الزريقي وعبده الإدريسي، حيث كان شعب صنعاء يصل إلى مرمى نضال نصيب المهزوز في مناسبات عدة، وفي الدقيقة 20 استطاع نجم اللقاء محمد الزريقي أن يخترق دفاعات التلال ويخدش شباكهم بهدف التقدم الثاني.
عزيز الزريقي يتفنن في وضع الكرة في مرمى التلال مسجلاً الهدف الثالث لشعب صنعاء
شوط الحسرة والصدمة
دخل التلال هذا الشوط بعد أن أجرى مدربه النعاش تغييرين بإخراج حارس المرمى نضال وتعويضه بالحارس عبدالرؤوف، وخروج قيس ودخول فهد جميل الذي لعب في جهة اليمين، إلاّ أن الأمور لم تسر وفق ما هو مرسوم لها، فالدقيقة الثانية كانت موعد شؤم على التلاليين، حيث سجل الشعب هدفه الثالث بواسطة أحد نجوم اللقاء (عزيز الزريقي)، الذي استفاد من أحد الشوارع المفتوحة في دفاعات التلال، واستثمر تمريرة عبده الإدريسي وسجل هدفاً كان كالصاعقة هزت المدرجات والجمهور الأحمر، الذي أراد هذا الشوط للصحوة وقلب النتيجة، ورغم أن الوقت كان يسعف لاعبي التلال ومحترفيه كي يعودوا من جديد، فالأهداف تأتي خلال ثوان، إلاّ أن خللاً واضحاً في أداء لاعبيه ظل يرافقهم طوال المباراة، ولم يستطع أحد التدخل لحلّه حتى الكابتن سامي النعاش احتار في أمر لاعبيه، الذين انعدمت الروح لديهم، وظهر الانكسار في أدائهم كلهم دون استثناء، فلا خطورة واضحة على مرمى شعب صنعاء ولا أداء تكتيكي ظهر في الملعب، حتى تحرك اللاعبين كان يفتقد للتنسيق لاستغلال نقاط الضعف عند الخصم، وفيما كان الأداء التلالي يغلب عليه العشوائية والارتجال في بعض الأحيان، ظل الإصرار واضحاً على طريقة الوصول عبر العمق وتعطيل الأطراف، وفي ظل ذلك كاد الشعب الذي اعتمد على المهاجم الواحد أن يصل إلى مرمى عبدالرؤوف في مناسبات عديدة، وكانت هجماته هي الأكثر خطورة في ظل تراجع واضح للاعبي التلال غير القادرين على تدارك الأمر، وكانت هجماتهم تفتقد الفاعلية المطلوبة لفريق متصدر يطمح في مواصلة مشواره الناجح ويلعب على أرضه وأمام جمهوره، فكانت الدقائق تمر وسط حسرة واضحة ظهرت على وجه كل من يتابع أحداث اللقاء، ولسان حالهم يقول: ماذا حصل وهل هذا هو فريقنا الذي نطمح أن يحقق لنا اللقب؟ لتنتهي المباراة بفوز مستحق لشعب صنعاء على التلال بثلاثة أهداف لهدف، وهو أول فوز للشعب وأول خسارة للتلال.
نضال نصيب لم يتعامل مع كرة عبده الادريسي كما يجب
> رفع الحكم الكرت الأصفر ثلاث مرات، وكان للاعبي شعب صنعاء عبده الادريسي ورمزي عقلان وعادل سنان.
على هامش اللقاء
> التلال كان يستحق الخسارة، وعلى لاعبيه أن يدركوا أن الكرة تعطي من يعطيها .. وكان عليهم تقدير خصمهم مهما كان مركزه في قائمة الترتيب.
> خسارة التلال حصلت لأن لاعبيه دخلوا بثقة عالية أفسدت أداءهم فتباعدت خطوطه وانعدم توازنه وغابت خطورته.
> كانت هناك علامات استفهام على أداء خط دفاع التلال في اللقاء.
> المهاجم الكونغولي امبويو .. أداء متواضع في كل المباريات.
> خسارة التلال ليست نهاية العالم، المهم هو التدارك والاستفادة من الأخطاء.
> فرع الاتحاد تجاوب واستطاع أن يوفر كرات موحدة اللون والوزن والجودة.
> المخصص المالي الذي يصرف للإعلاميين الذين يغطون المباريات فيه إهانة بالغة، فيستحسن عدم صرفه إن كان سيظل بهذا التقدير.
> أطفال مركز الطفولة الآمنة بعدن كانوا خلية نحل حول الملعب لإعادة الكرات .. إنهم بحاجة إلى لفتة من الجميع.