> فؤاد العوسجي:

البيوت التي هدها الشارع
< النداءات التي تقدم بها أولئك المواطنون لم تلق أي تجاوب، وظل أصحاب المصالح الكبرى الذين يملكون المال والنفوذ في السيطرة على مشاعر المواطنين مستغلين الحالة البائسة التي يمرون بها، والحاجة الماسة للحصول على أقل شيء من جراء هدم المنازل .. فيما يظل بعض عقال تلك الحارات قائمين بدور الوسيط بين المواطن المسكين والتاجر.
< «الأىام» انتقلت إلى المناطق التي يتم فيها المسح، والتقت ببعض الأسر المتضررة، التي شرحت لـ «الأىام» المأساة التي تنتظرهم من جراء هذه الأعمال، حيث أوضحوا بأن الأعمال تتم بحسب أهواء اللجنة ويقومون بعمليات التعويض لمن هم قادرون على الدفع حتى يحصلوا على تعويض مناسب وفي أماكن مميزة، فيما الآخرون غير القادرين على الدفع يقومون بتعويضهم في الأراضي المجاورة التي يملكها أشخاص آخرون.
< أم باسل قالت إن اللجنة قامت بهدم منزل تسكن فيه ثلاث أسر، والآن بعد الهدم اضطرت تلك الأسرة أن تسكن في بيت مكون من (صندقة واحدة) وحمام .. ودعت الله أن يفرج كربها وكرب جيرانها.

مواطنون ينتظرون مصير بيوتهم
< كم هو المشهد مؤثر في النفس وأنت تراقب أولئك المواطنين وهم ينتظرون لحظات الإعدام وفق إعلان اللجنة بأن المنزل الآتي سيكون ضمن برنامج توسعة الشارع .. هذا الشارع الذي يطرد المواطن من بيته ليسكن الخلاء فوق الرمال وتحت السماء، ويلتحفون بالنجوم ويحلمون بوطن كبير يسع لتلك القلوب الصغيرة بأحلامها والكبيرة بأمنياتها.
< المتضررون من تلك التوسعات كانوا يعيشون - ولا يزالون إلى الآن - في تلك المناطق وتعيش معهم الأمراض بسبب غياب المراكز الصحية وعدم وجود التيار الكهربائي والمياه الصالحة للشرب الخالية من الجراثيم، وطالبوا الجهات المختصة بتوفير الاحتياجات الأساسية في هذه المناطق كونهم في حاجة ماسة لها أكثر من أي مشروع آخر.
ترى هل سيصل صوت هؤلاء إلى المسؤولين ويرحمونهم من ظلم لجان التخطيط التي تعيث في الأرض فساداً؟