> تعز «الأيام» عبد الهادي ناجي علي:

«الأيام» تستطلع مأساة مواطني حارة الهندي بتعز بعد أن هدمت ممتلكاتهم
«الأيام» نزلت إلى مكان الهدم حيث وجدت أن الطريق قد تم سفلتتها ولكن عملية الهدم مستمرة .. والتقت ببعض المتضررين من الهدم الحاصل، حيث كلهم أكدوا أنهم ليسوا ضد الصالح العام حسب ما يردده مسؤولو المحافظة، ولكنهم ضد التعنت، وضد التمييز في التعامل مع المواطنين، وضد التنفيذ التعسفي بدون سابق إشعار، وضد الهدم بدون التعويض العادل حسب ما كفله الدستور والقانون لكل مواطن.


هدم حوش المواطن المقطري
المواطن علي قائد حسن القباطي قال: خسارتي كبيرة، من زمان عمري كله وأنا اشتغل داخل هذا البيت، ولم يبلغونا بموعد الهدم، ويوم ما نزلوا كتبوا أسماءنا وقالوا سنعطيكم تعويضاً ولم يحددوه .. هدموا علي غرفتين ومطبخ.
المواطن علي قاسم ثابت قاسم المقطري، من ساكني المنطقة منذ خمس وثلاثين سنة .. قال: لم يشعروني أنا بالذات ولو غيري ما أدري، لكن أنا بالذات استقصدوني .. وأضاف: بالنسبة لما يقال إنه خدمة عامة فنحن موافقون عليه، لكن لم يشعرونا ويقولوا لنا ارفعوا أدواتكم ووقعوا على هذا الهدم، فهنا يتحقق لهم إن كنا نحن راضين أو رافضين عندما يعرضوا علينا المسألة، فإذا رفض أحد هنا توقع الخطيئة، لكن أن يأتوا بغتة ويهدموا المنازل والسكان داخلها، فهذا لا نرضاه. وقال: الذي حصل خطأ من حيث العمل الإداري .. خطأ جداً ، وهو خطأ لا يقاس بالأخطاء كلها، يعني كأنه قتل نفس، ونعمة من الله أنه لم تقع حوادث وإلا فإن عملهم هذا كان متوقعاً أن تنتج عنه حوادث. أما المسافة فقالوا أولاً 10 أمتار ثم 12 متراً، والآن بعد الهدم 25 متراً .. وفي مدخل 26 سبتمبر الأغنياء لم يقدروا عليهم ليوسعوا هناك فجاءوا إلى عندنا، نحن الذين نجمعها على ريال ريال وبلك بلك، فأنا لي 34 سنة وأنا أبني على بلك بلك وحجر حجر.
المواطن فؤاد عبده شمسان لديه عشرة أفراد والبيت إيجار، قال: بعد الهدم طلبنا منهم أن يحددوا لنا أين نذهب بالحجارة هذه فرفضوا، والمفروض أن مدة الإنذار أسبوع، من البداية يشعرونك أن ترفع حاجياتك، وأول أمس لو لم احضر (جاري) لكانوا قد دخلوا فوق كل شيء، ومن المفارقات أنه أيام السيول لم يكن ينزل مسؤول.. نحن مع الصالح العام ولسنا ضده، لكن على الأقل يجب إشعارنا قبل فترة كما عملوا بعدن، إذ كانوا يحددون ويقولون لك اهدم إلى حد كذا، وفي حالة مجيئهم بعد أسبوع ولم تهدم تتحمل تكاليف الشيولات التي تخرج من الأشغال.
مواطن آخر قال: بداية الخط 12 متراً ، وهدموا من الحوش 3 أمتار، ويريدون أن يهدموا الغرفة فوق النساء ومساحتها 5 أمتار .. واتصلوا بالأمن ثم أخذونا إلى الحبس .. وأنا لي أكثر من ثلاثين سنة في الحارة.
ومواطن ثالث قال: الجماعة جالسين يفصّلوا كوافي .. من نصف المسافة هناك يصفّون 16 مترا ، وحسب الضغط عليهم.. والظاهر والله أعلم أنت سمعت خطبة الرئيس بحضرموت يقول إن ثلاثة أرباع القرض استُهلك في المشروع، فالآن (حانبين) يريدون أن يهدوا .. وكشوفات التعويضات موجودة لكن قالوا إنها ليست تعويضات وإنها مساعدة .. انظر كيف يتهربون من الدستور والقانون؟ يعني سيهدمون لك غرفة بمائتي ألف وسيعطونك عشرين ألفاً.. هذه هي مساعدة الهاربين من القانون والتعويض العادل في الدستور والقانون: «لا تمس الملكية الخاصة لحساب مصلحة عامة إلا بتعويض عادل» وعادهم لن يعطوك العشرين كاملة بل ستجدها مخصوم منها.