> بيشكك «الأيام» ا.ف.ب :

وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد في مؤتمر صحفي
وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد في مؤتمر صحفي
وصل وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد عصر امس الاثنين الى قرغيزستان لبحث مستقبل القاعدة الاميركية في هذا البلد في آسيا الوسطى والتي طالبت سلطات قرغيزستان المدعومة من روسيا بتحديد موعد نهائي لاقفالها,واعلن رامسفلد قبيل وصوله الى بيشكك في الطائرة التي اقلته الى عاصمة قرغيزستان ان الولايات المتحدة تقيم علاقات جيدة مع دول اسيا الوسطى متهما روسيا والصين بالضغط عليها لسحب القوات الاميركية منها.

واضاف رامسفلد في تصريحه "على كل بلد ان يقرر العلاقات التي يريد اقامتها مع الاخرين".

واعلنت وزيرة الخارجية في قرغيزستان روزا اوتونباييفا امس الاثنين قبل وصول رامسفلد "سيتم بحث موضوع وجود القاعدة الاميركية في مطار ماناس. انه السبب الرئيسي لمجيء وزير الدفاع الاميركي الى بيشكك".

وزيارة رامسفلد الى بيشكك هي الثانية منذ ثورة قرغيزستان في اذار/مارس التي ادت الى سقوط نظام عسكر اكاييف. وفي نيسان/ابريل، اكد له كرمان بك باكاييف الذي كان رئيسا بالوكالة انذاك واصبح اليوم رئيسا، ان بامكان الولايات المتحدة الابقاء على قواتها في البلاد,لكن الوضع تغير منذ ذلك الوقت.

وفي مطلع تموز/يوليو، طالب رؤساء الدول الاعضاء في منظمة التعاون في شنغهاي (روسيا والصين وكازاخستان وقرغيزستان واوزبكستان وطاجيكستان) بتحديد موعد لاقفال القواعد التي يقيمها التحالف الدولي في اسيا الوسطى لشن عمليات في افغانستان بعد اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة.

ويستهدف الطلب خصوصا القواعد الاميركية الموجودة في اوزبكستان وقرغيزستان.

وكان رئيس قرغيزستان كرمان بك باكييف اكد غداة انتخابه في العاشر من تموز/يوليو، التعهد الذي اتخذ قبل ايام في قمة منظمة شنغهاي.

وردت واشنطن في منتصف تموز/يوليو معلنة ان بامكانها الاستغناء عن قواعدها في اوزبكستان وقرغيزستان، وباشرت محادثات في هذا الصدد.

وقد راى الخبراء في الدعوة التي وجهتها منظمة شنغهاي تقدما دبلوماسيا كبيرا لموسكو التي تعتزم استعادة السيطرة على هذه المنطقة لاهميتها الاستراتيجية المتزايدة.

وقالت روسيا التي استفادت من هذا النجاح والتي لها ايضا قاعدة في قرغيزستان (منذ 2003 وتبعد بضعة كيلومترات عن القاعدة الاميركية) انها تريد ان تضاعف عدد جنودها فيها ويبلغ عددهم الان حوالى 500 جندي مقابل 1200 جندي اميركي.

وتتوقع موسكو ايضا فتح قاعدة ثانية في قرغيزستان لشن عمليات مكافحة الارهاب في اسيا الوسطى بالاشتراك مع جمهوريات سوفياتية سابقة اخرى.

ويشهد تبدل موقف بيشكك على الصعوبة التي تواجهها السلطات القرغيزية الجديدة في اتخاذ موقف ضمن صراع النفوذ الذي يخوضه الاميركيون والروس في اسيا الوسطى، في حين ان الدول المجاورة لقرغيزستان تقترب علنا من موسكو في مواجهة السياسة الاميركية المتمثلة في توسيع مجال الديموقراطية في العالم.

وقدم الكرملين خصوصا دعما حاسما لاوزبكستان بعد عملية القمع في انديجان (187 قتيلا بحسب السلطات الاوزبكية وما بين 500 الى الف قتيل بحسب المنظمات غير الحكومية) في حين وصفها الغرب بالمجزرة وطالب عبثا بفتح تحقيق دولي فيها.

وتريد قرغيزستان المحرومة من موارد الطاقة، ان تطمئن الدول المجاورة الغنية بالنفط والغاز التي تخشى ان تسعى واشنطن الى نشر نموذج الثورة القرغيزية في المنطقة.

لكن بيشكك تعتمد ايضا على المساعدات الاميركية الى حد ان باكييف وعد اثناء حملته الانتخابية بتحريك الاقتصاد في البلاد في غضون سنتين او ثلاث سنوات.

ورامسفلد الذي سيلتقي باكييف اليوم الثلاثاء، سيتوجه لاحقا الى طاجيكستان التي لا تستضيف جنودا اميركيين لكنها فتحت مجالها الجوي امام واشنطن وتستقبل حوالى 150 عسكريا فرنسيا منذ العام 2001 في اطار القوة الدولية للمساعدة على احلال الامن في افغانستان (ايساف) المجاورة.