> «الأيام» عبدالإله ثابت الصنوي /المعلا- عدن
إن الانسان بطبيعته اجتماعي ميال الى الألفة والاختلاط مع أبناء جلدته، لا يحب العزلة والوحدة، إلا إذا أملت عليه الظروف، متأثرا بما يفرضه عليه مجتمعه من عادات وتقاليد، وبالرغم من هذا فإنه لا يمنع من أن يكوّن أصدقاء ومحبين في حيّه الذي يعيش به أو مدرسته أو في عمله، ليشاركوه همومه ويشاركهم همومهم. ومن هذا المنطلق لا بد من أن يحسن اختيار الجلساء الصالحين، اولئك الصفوة من الاصحاب الذين سوف يكون لهم نصيب وافر من الحب والاحترام على أن لا يكون الحب والبغض إلا في الله لا لشيء آخر، ولهذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم حرص كل الحرص على حسن اختيار الاخلاء لشدة تأثر أحدهما بالآخر إما سلبياً أو ايجابياً، قائلاً: «المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل». وعلى هذا الاساس نجد كثيراً من الاخلاء من هو مخلص لك في كل الامور اكثر من اخيك الذي هو من ابيك، وقد صدق من قال: «رُب اخ لك لم تلده امك»، فخير الأصحاب من ذكرك بالآخرة وبالموت والبعث والحساب ونصحك لما هو خير لك، فإن لقيك سلم عليك وأسارير وجهه فرحة، وإن ودعك ودعك وهو يدعو لك وإن صحبك استزاد منك واستزدت منه، ويحفظ سرك ويكون سنداً لك وتكون سندا له .. هذه هي الاخوة والصحبة الحقة.. يثريك بمناقبه وأخلاقه، ويقترن اسمه باسمك، فالخليل يقاس بخليله.
وقد صدق من قال:
انت في الدنيا تقاس **بمن اخترت خليلا
فاصحب الأخيار منهم **لتنل ذكراً جميلاً
وقد صدق من قال:
انت في الدنيا تقاس **بمن اخترت خليلا
فاصحب الأخيار منهم **لتنل ذكراً جميلاً