> بيروت «الأيام» جورج جحا :

كتاب الاديب الفرنسي الراحل جان جولميه عن شارل ديجول كأديب تحول في نسخته العربية الى كتاب بقسمين الاول عن الرئيس الفرنسي الراحل والثاني عن جولميه شخصيا,في خلاصة ما توصل اليه جولميه ان اعمال ديجول التي تركزت على شؤون الجيوش جاءت "وليدة فكر واسلوب متينين,انها مليئة بشاعرية الفكر.. شاعرية القرن التاسع عشر."

وردا على اي استغراب في هذا المجال اضاف متسائلا "لم يكون العقل - بشرط ان نحبه وندافع عنه بحماسة- غير قادر على الهام عمل شعري؟... لو لم يجد ديجول في عشقه لفرنسا ولحرفة السلاح سر الارتقاء نحو الانسان ولو لم يعرف كيف ينفث بالحياة افكاره بقوة الاسلوب لبقي وهو تقني ماهر في الحرب شريكا محترما لدور نشر" متخصصة في الشؤون العسكرية.

وقال "ففي كتابة ديجول المتكبرة البصيرة يبدو الرجل واثقا من نفسه كونه متيقنا من ان فكره مهما كانت العقبات التي سيواجهها متنوعة وخطيرة ..سينتصر في النهاية اذ الفكر يلقى دعم تحالف الحقيقة الذي لا يقاوم."

اسم الكتاب جاء على الصورة التالية "شارل ديجول الاديب..وتحية الى جان جولميه"وقد ترجمه سهيل شباط الى العربية وراجعه محمد صبح واشرف على الترجمة ومراجعتها المركز الثقافي الفرنسي في دمشق وصدر عن دار قدمس في 229 صفحة متوسطة القطع بالعربية و114 صفحة بالفرنسية. ونشر الكتاب بدعم من المركز الثقافي في دمشق ومساعدة وزارة الخارجية الفرنسية.

كتب السفير الفرنسي لدى سوريا جان ـ فرانسوا جيرو مقدمة صغيرة للكتاب متحدثا عن اول لقاء بين ديجول وجولميه فقال ان ذلك حدث في حلب في شهر اغسطس آب 1941 في اشد الساعات صعوبة من الحرب العالمية الثانية قبل ان يفرض ديجول نفسه "رئيسا دون منازع لفرنسا الحرة. جان جولميه اذ كان مديرا للتعليم في (حلب) كبرى المدن الشمالية في سوريا قدم الى ديجول ولكنه لم يكن يجهله" اذ كان قد قرأ له كتبا هي "الشقاق لدى العدو" و"حد السيف" و"فرنسا وجيشها" فكان هذا اللقاء استهلالا لكتاب اصدره بعد خمس سنوات بعنوان "شارل ديجول كاتبا" ثم بعد عشر سنوات اصدر "مذكرات حرب" وفيه ادرك جولميه بحاسة مدهشة بالاستباق اي قبل شهرة الجنرال الادبية والسياسية قوة اعماله وحتمية مصيره."

وتحدث المترجم شباط عن جولميه فقال انه لحبه للتوجه الى سوريا التحق سنة 1928 بفرقة من الرماة في بيروت وهناك تعلم لغة عربية مختلفة جدا عن العربية السيئة التي تعلمها في مدرسة اللغات الشرقية والسوربون. ثم عين في دمشق مستشارا للتعليم العام والتحق سنة 1939 بفرقة سورية مختلطة في حلب وعلى ضوء قنديل بسبب غياب الكهرباء كتب كتابه الشهير "الارض" وكتابا اخر هو "رقم القيد" وهما بداية كتبه فكان لهما اثر ايجابي في ادباء فرنسا. وغادر سوريا ولبنان الى فرنسا عام 1951.

يتحدث جولميه في فصل بعنوان "ديجول والاسلوب الادبي" عن اسلوب ديجول فيقول ان "الموضوع لا يخلو من الاهمية فانه بقوة العبارة تمكن من الارتقاء الى مستوى اعمال فنية ادبية بكتابات هي من الهام الاحوال."