> «الأيام» محمد محمود أحمد:
كرّست الأمسية الأدبية التي شهدها مساء الخميس الماضي منتدى باهيصمي الثقافي للحديث حول واقع أدب الأطفال وعوالم الكتابة للأطفال التي شملت القصيدة والحكاية والقصة والاقصوصة والأناشيد الموجهة للأطفال والاهتمام بهذه الشريحة من المجتمع التي يفتح مجال العمل معها وتنميتها نوافذ مشرعة إلى المستقبل. ولا يمكن تصور هذا المستقبل بدون البصمات والأدوار التي سيضطلع بها هؤلاء، فأطفال اليوم هم رجال الغد.
تحدث في الأمسية الأستاذ الباحث أحمد السعيد قائلا: عندما نتحدث عن الأطفال، نتحدث عن كل شيء وننسى الأطفال. ذلك أن الأطفال هي الشريحة الأهم من المجتمع، وإن أهملت أهمل المجتمع ومضى إلى مصير مجهول، يقول الزعيم الهندي الكبير غاندي: الأطفال أبرياء ونحن الذين نفسدهم.** ويضيف الباحث أحمد السعيد بأن بداية أدب الطفل تعود إلى اليونان وبروز الشعر الملحمي. وذلك يعود إلى أن الشعر كان الأسبق بين بقية الفنون. وعربياً بدأ الاهتمام بأدب الطفل على يد محمد عثمان جلال في نهاية القرن التاسع عشر حين كتب منظومة شعرية للأطفال، كما إننا لا ننسى بهذا الصدد أن نشير إلى أنه كان هناك نوع من الشعر عند العرب، عرف بالشعر التعليمي، وهو ما وجد عند اليونان أيضاً. فعند العرب وجدت على سبيل المثال، الفية ابن مالك الشهيرة، وهي منظومة خاصة يشرح فيها قواعد (النحو العربي)، وهكذا فالشعر التعليمي هو عبارة عن الكلام الموزون المقفى وهو يهدف إلى غاية تربوية وهو أقرب إلى النظم منه إلى الشعر. وبعد محمد عثمان جلال نظم أمير الشعراء أحمد شوقي (الشوقيات) وهي أيضا منظومات ذات غاية تربوية. واستمر الحال هكذا لدى كثير من الشعراء العرب وظل أدب الأطفال على هذا الأساس أسير النظرة التربوية والتعليمية. وكذلك القصة أخذت نفس المنحى، وظلت القصة الموجهة للأطفال ذات هدف تعليمي. ولكني أود أن أذكر هنا شاعر العروبة سليمان العيسى الذي بدأ يرسي تقاليد خاصة في شعر الأطفال، وفي القصة الموجهة للطفل. وقد عاش فترة طويلة في اليمن وهو موجه أول للغة العربية وسوري الأصل. وعموماً فإن قصيدة الطفل يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أنواع: 1) القصيدة التعليمية التربوية. 2) القصيدة القصصية. 3) القصيدة الغنائية.
وفي مجال القصيدة القصصية يبرز هنا الشاعر العراقي فاروق سلومة. أما في اليمن فمن الحق القول بأنه لم توضع إلى الآن دراسية متكاملة في شعر الأطفال، ولكن هناك دراسة تشير إلى أن أول من كتب للأطفال هو لطفي جعفر أمان، وله ثلاثة أجزاء من المنظومات الموجهة للأطفال وإن وجدت بعض القصائد يذكر فيها لطفي أسماء شعراء آخرين. وأيضاً إدريس حنبلة في ديوانه (أغاريد واهازيج) فيه قصائد موجهة للنشء كنشيد الطلاب و(نشيد الكشافة) وغيرها. ويُذكر أن إدريس حنبلة قد نشر أول نص عام 1946م. وكان هناك نماذج كثيرة من هذا القبيل على مستوى الوطن العربي. وقد انتشرت من خلال أجهزة الإعلام عدد من القصائد وأناشيد وأغاني الأطفال وممن ألف في ذلك محلياً علوي السقاف وأديب قاسم، وأيضاً انتشرت قصائد وأغاني الأطفال الملحنة. وقد قال الموسيقار الراحل أحمد قاسم، رحمه الله، أنه قد وضع أكثر من (100) لحن للأطفال. وكذلك الموسيقار يحيى مكي وملحنون آخرون كحسن وحسين فقيه. وفي السبعينات كانت توضع نصوصا لمناسبات مختلفة من قبل حسين السباعي وفريد مثنى حيث قدمت أغان مميزة للأطفال.
كما ظهر في وقت لاحق الشاعر عبده على بعيصي وشكل ثنائياً مع موسيقار الأجيال يحيى مكي، وألفا العديد من الأعمال الغنائية للأطفال. واهتم يحيى مكي خصوصاً بمنهاج التربية الموسيقية للأطفال. ولا ينسى دور أحمد محمد ناجي الذي قدم عدداً من التمثيليات الشعرية صاغها لحنا واعتمد فيها على أطفال وتلاميذ المدارس. وتناول الباحث أحمد السعيد تجربته الخاصة في شعر الأطفال والتطور المتنامي لهذا النمط الشعري الموجه للنشء وتأثير عدد من الأدباء العرب في هذا المجال والتجارب الشعرية التي كان لها الفضل في إخراج أدب الطفل إلى آفاق جديدة.
تحدث في الأمسية الأستاذ الباحث أحمد السعيد قائلا: عندما نتحدث عن الأطفال، نتحدث عن كل شيء وننسى الأطفال. ذلك أن الأطفال هي الشريحة الأهم من المجتمع، وإن أهملت أهمل المجتمع ومضى إلى مصير مجهول، يقول الزعيم الهندي الكبير غاندي: الأطفال أبرياء ونحن الذين نفسدهم.** ويضيف الباحث أحمد السعيد بأن بداية أدب الطفل تعود إلى اليونان وبروز الشعر الملحمي. وذلك يعود إلى أن الشعر كان الأسبق بين بقية الفنون. وعربياً بدأ الاهتمام بأدب الطفل على يد محمد عثمان جلال في نهاية القرن التاسع عشر حين كتب منظومة شعرية للأطفال، كما إننا لا ننسى بهذا الصدد أن نشير إلى أنه كان هناك نوع من الشعر عند العرب، عرف بالشعر التعليمي، وهو ما وجد عند اليونان أيضاً. فعند العرب وجدت على سبيل المثال، الفية ابن مالك الشهيرة، وهي منظومة خاصة يشرح فيها قواعد (النحو العربي)، وهكذا فالشعر التعليمي هو عبارة عن الكلام الموزون المقفى وهو يهدف إلى غاية تربوية وهو أقرب إلى النظم منه إلى الشعر. وبعد محمد عثمان جلال نظم أمير الشعراء أحمد شوقي (الشوقيات) وهي أيضا منظومات ذات غاية تربوية. واستمر الحال هكذا لدى كثير من الشعراء العرب وظل أدب الأطفال على هذا الأساس أسير النظرة التربوية والتعليمية. وكذلك القصة أخذت نفس المنحى، وظلت القصة الموجهة للأطفال ذات هدف تعليمي. ولكني أود أن أذكر هنا شاعر العروبة سليمان العيسى الذي بدأ يرسي تقاليد خاصة في شعر الأطفال، وفي القصة الموجهة للطفل. وقد عاش فترة طويلة في اليمن وهو موجه أول للغة العربية وسوري الأصل. وعموماً فإن قصيدة الطفل يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أنواع: 1) القصيدة التعليمية التربوية. 2) القصيدة القصصية. 3) القصيدة الغنائية.
وفي مجال القصيدة القصصية يبرز هنا الشاعر العراقي فاروق سلومة. أما في اليمن فمن الحق القول بأنه لم توضع إلى الآن دراسية متكاملة في شعر الأطفال، ولكن هناك دراسة تشير إلى أن أول من كتب للأطفال هو لطفي جعفر أمان، وله ثلاثة أجزاء من المنظومات الموجهة للأطفال وإن وجدت بعض القصائد يذكر فيها لطفي أسماء شعراء آخرين. وأيضاً إدريس حنبلة في ديوانه (أغاريد واهازيج) فيه قصائد موجهة للنشء كنشيد الطلاب و(نشيد الكشافة) وغيرها. ويُذكر أن إدريس حنبلة قد نشر أول نص عام 1946م. وكان هناك نماذج كثيرة من هذا القبيل على مستوى الوطن العربي. وقد انتشرت من خلال أجهزة الإعلام عدد من القصائد وأناشيد وأغاني الأطفال وممن ألف في ذلك محلياً علوي السقاف وأديب قاسم، وأيضاً انتشرت قصائد وأغاني الأطفال الملحنة. وقد قال الموسيقار الراحل أحمد قاسم، رحمه الله، أنه قد وضع أكثر من (100) لحن للأطفال. وكذلك الموسيقار يحيى مكي وملحنون آخرون كحسن وحسين فقيه. وفي السبعينات كانت توضع نصوصا لمناسبات مختلفة من قبل حسين السباعي وفريد مثنى حيث قدمت أغان مميزة للأطفال.
كما ظهر في وقت لاحق الشاعر عبده على بعيصي وشكل ثنائياً مع موسيقار الأجيال يحيى مكي، وألفا العديد من الأعمال الغنائية للأطفال. واهتم يحيى مكي خصوصاً بمنهاج التربية الموسيقية للأطفال. ولا ينسى دور أحمد محمد ناجي الذي قدم عدداً من التمثيليات الشعرية صاغها لحنا واعتمد فيها على أطفال وتلاميذ المدارس. وتناول الباحث أحمد السعيد تجربته الخاصة في شعر الأطفال والتطور المتنامي لهذا النمط الشعري الموجه للنشء وتأثير عدد من الأدباء العرب في هذا المجال والتجارب الشعرية التي كان لها الفضل في إخراج أدب الطفل إلى آفاق جديدة.