> «الأيام» فردوس العلمي:

شجرة تم زرعها ولكن أيادي العابثين قطعت جزءاً منها
شجرة تم زرعها ولكن أيادي العابثين قطعت جزءاً منها
زهور الفنكا والمرجولد والقرنفل والبيتونيا تبهجك وتدخل السرور إلى حياتك حين تجدها متناثرة أمام ناظريك في طرقات عدن الجميلة وترى المساحات الخضراء الممتدة على تلك الطرقات، حيث يعمل صندوق النظافة بصورة جلية وواضحة على إظهار مدينة عدن بشكل يليق بتاريخ وعراقة هذه المدينة، التي تحمل الكثير من السمات الجمالية، وعمل الصندوق على إضافة قيمة جمالية أخرى تتمثل في تشجير الكثير من المواقع وغرس الورود والزهور في الجولات ونهر الطريق، مما أعطى انطباعا جيدا للزائر لعدن أو المقيم فيها أن تربة عدن تتحمل كل جمال يزرع فيها إذا وجدت العناية والمتابعة والحرص.

خلال جولة في ربوع عدن وجدنا الكثير من أنواع الزهور والورود ذات الألوان المختلفة، ولمعرفة المزيد عن هذا الموضوع كان لنا لقاء مع المهندس قائد راشد أنعم، المدير التنفيذي لصندوق النظافة وتحسين المدينة، الذي أجاب عن أسئلتنا دون تعقيد.. فماذا يقول المهندس قائد راشد؟

«في هذا المشروع نعمل وفق خطة معينة، حيث نقوم بزراعة الجزر الوسطية للطرق وفق التصاميم والمخططات المقدمة من قبل الطرقات، ونقوم بزراعة أنهار الطرق والتقاطعات والجولات مثل طريق المطار والتربية ومدينة المنصورة وطريق التسعين وكذا الشيخ عثمان..

ونهدف من خلال عملنا هذا إظهار عدن بصورة جميلة لتكون ثغر اليمن الباسم، وفي هذا المشروع نبذل جهدا كبيرا وبشكل متواصل لإظهار مدينة عدن بصورة جملية مشرقة وهذا جهد يشكر عليه المزارعون الذين يعتبرون جنوداً مجهولين».

وعن إنجازات المشروع أجاب المهندس قائد راشد: «بلغ عدد مواقع التشجير 36 موقعا وإجمالي المغروس 35000 غرسة منها 20554 ورود الفنكا vinca rose و3893 زهور المرجولد marigold و 1040 قرنفل Danthus ، و680 بيتونيا Petunia إلى جانب 403 شجيرات زهور الجهنية و80 نخلة بلح مثمرة و8350 شجرة حراجية معمرة وشجيرات زينة. كما تم تجهيز تصاميم 17 حديقة لإعادة تأهيلها موزعة على عموم مديريات عدن على مساحة قدرها 66800 متر مربع، وكذا تجهيز شبكات ري حديثة بالاستفادة من مياه الوضوء في المساجد بمديريتي خور مكسر والمنصورة بطول 6000 متر بقدرة تخزينية للمياه تصل إلى 70.000 لتر أسبوعيا، أي 3.360.000 لتر سنويا».

وأضاف المهندس قائد راشد: «كما تم تجهيز شبكات ري حديثة في الجزر الوسطية لطريق المملاح وسور المطار ومثلثات العريش بطول 5200 متر تغطي مساحة 23900 متر مربع إلى جانب تجهيز شبكة ري لطريق كالتكس - ابو حربة على مرحلتين بطول 4600 متر إلى جانب الاستفادة من المياه العادمة».

وعن سؤالنا من أين يتم جلب هذه الغرسات؟ قال: «نجلب بعضا منها من محافظة صنعاء وحضرموت، والملقحة بالأنسجة من سوريا، وبعضها إنتاج محلي من مشاتل المحافظة، بستان الكمسري، ومن المشتل المستحدث مشتل الري في مديرية دار سعد».

وعن عدد العاملين في المشروع قال: «حوالي 170 عاملا بين مزارعين وعمال عاطلين. وإجمالي تكلفة المشروع 66.500 مليون وتشمل قيمة شراء الزهور واستحداث مشاتل جديدة في دارسعد وشراء التربة وتوريدها من لحج ورفع المخلفات».

وعن الصعوبات التي تواجههم يقول: «أهمها عبث بعض المواطنين بقطع الأشجار، فنحن بحاجة الى توعية الإخوة المواطنين في المحافظة والمتابعة والإبلاغ عن أي عبث يطال الأشجار. ولدينا شرطة بيئية لمتابعة هذه المخالفات وكل ما نحتاجه جهد المواطن ووعيه ومتابعته معنا لتكملة المشوار والمحافظة على الزراعة وتحسين المدينة، فعندما تجد من يهتم بالزراعة والنظافة والتحسين من خلال زرع الورود والأزهار والحشائش لإظهار القيمة الجمالية للمنطقة تشعر بالسعادة ولكن أن تجد من ينسف كل هذه الجهود ويعمل على قطف الأزهار وقلع الأشجار فهذا عبارة عن تخريب وعبث بجهود الآخرين، ووجود أياد عابثة تعطل عملنا هو عمل يحز في النفس ويبعث على الأسى. ومن هنا ندعو الاخوة المواطنين أن يحموا ما نقوم به من تجميل وتحسين للمحافظة فهذا كله لصالح المحافظة والمجتمع لتكون مدينتنا عدن ثغر اليمن الباسم مدينة جميلة. وقد حثنا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام على غرس الأشجار وأنه إذا قامت الساعة وفي يد أحدنا فسيلة عليه أن يغرسها"

إحدى الأشجار المقطوعة من بعض العابثين
إحدى الأشجار المقطوعة من بعض العابثين
وفي الأخير نقول: عدن مستودع الجمال، وهذا الجمال بحاجة إلى حماية وإلى عيون ترصد كل يد تعبث به، فما حصل في طريق التربية بمديرية خور مكسر من عبث وتخريب لا يمكن السكوت عليه، حيث تم قطع الأشجار وتشويه منظر جميل عملت أياد صادقة على غرسه بمحبة لهذا الوطن وهذه المنطقة ثم العناية به، وعندما اكتمل النمو جاءت يد التخريب لتغتال هذا الجمال، وهذا يدل على نقص التوعية بضرورة وجود المساحات الخضراء التي تريح نفس كل من ينظر إليها».