> عدن «الأيام» خاص:

تشهد العاصمة عدن في الوقت الراهن أزمة كهرباء جديدة تلوح في الأفق، مع بداية موسم الصيف الذي يزداد فيه الطلب على الطاقة الكهربائية، حيث أدت مشاكل وقود المحطات إلى تعطل وتراجع كبير في الإنتاج. في تطور مفاجئ، خرجت محطة "بترو مسيلة" الكهربائية، أو كما تعرف بـ "محطة الرئيس"، عن الخدمة بشكل كامل، نتيجة لتوقف إمدادات النفط الخام من مأرب منذ إجازة عيد الفطر المبارك.

وتعتمد المحطة بشكل رئيس على شحنات يومية من النفط الخام تأتي من محافظتي مأرب وحضرموت، حيث كانت تتلقى ثماني ناقلات يوميًا، أربع من كل محافظة. إلا أن الإمدادات القادمة من مأرب توقفت بشكل تام في الأيام الأخيرة، في حين تواصل حضرموت تزويد المحطة بكميات محدودة، لا تكفي لتشغيلها بالشكل المطلوب.

وأوضحت مصادر في مؤسسة الكهرباء بعدن أن الكميات المتوفرة من النفط الخام من حضرموت لا تكفي لتشغيل المحطة على مدار الساعة، مما دفع المؤسسة إلى إخراج المحطة من الخدمة مؤقتًا، في وقت يشهد فيه القطاع الكهربائي وضعا غير مستقر على الإطلاق. وتزايدت المخاوف من استمرار الأزمة مع غياب حلول عاجلة للمعالجة.

وفي ظل هذه الأزمة، تعمل عدد من المحطات الأخرى على تقديم خدمة الكهرباء، لكنها لا تكفي لتغطية احتياجات المدينة بشكل كامل. على سبيل المثال، تعمل محطة المنصورة بطاقة 50 ميجاوات باستخدام المازوت، ولكن المخزون الحالي من الوقود لا يكفي لأكثر من أسبوعين فقط. بينما تنتج المحطة الإماراتية للطاقة الشمسية نحو 80 ميجاوات، ويصل إنتاج محطة "أنتر سولار" ديزل في الشيخ عثمان إلى 10 ميجاوات، وكذلك محطة "أنتر سولار" في حجيف (المعلا) بقدرة 10 ميجاوات أخرى.

إضافة إلى ذلك، تنتج محطة شهناز في خور مكسر 10 ميجاوات ضمن المنحة الإماراتية السابقة، إلا أن جميع هذه المحطات تعمل وفقًا لموارد محدودة، مما يهدد بتكرار سيناريو الانقطاعات المتكررة في التيار الكهربائي.

وحذرت المصادر في مؤسسة الكهرباء من قرب نفاد الوقود في محطات الديزل بحلول يوم السبت القادم، مما يعزز المخاوف من أزمة خانقة في الكهرباء في حال لم يتم استئناف ضخ النفط الخام من مأرب أو إيجاد بدائل عاجلة لتأمين احتياجات المدينة.

وتتزايد المخاوف في عدن مع اقتراب فصل الصيف، الذي يشهد عادة زيادة في درجة الحرارة وتزايد فترات انقطاع الكهرباء، خاصة في ظل غياب خطة طوارئ واضحة من الجهات المعنية. يزداد الوضع الإنساني تأزما في المدينة في ظل هذا التراجع المستمر في إنتاج الطاقة الكهربائية، ما يهدد بتفاقم الأزمة بشكل غير مسبوق.