> «الأيام» عن «الشرق الأوسط»:

«نارا» فتاة عربية، تعيش في الدنمارك، وتدرس في جامعة كوبنهاغن..إلى هنا كل شيء على ما يرام إلى ان تنشر الصحيفة الدنمركية الرسوم المسيئة ضد الرسول صلى الله عليه وسلم.

تتأثر نارا وتقرر مع أصحابها العرب والمسلمين ذوي الجنسية الدنمركية تصحيح الصورة وإيضاح الحقائق للشعب الدنمركي، فتقيم وزملاؤها مؤتمرا صحافيا يدعون إليه رجال الإعلام، إلا أن البروفيسور الدنماركي الذي يدرسها في الجامعة يوضح لها أن مثل هذه المؤتمرات غير مؤثرة ولا تجدي نفعاً في الأوساط الدنماركية. ونصحها في المقابل بأن تدافع عن مبادئها بطريقة اخرى، تستطيع من خلالها إقناع الدنماركيين وتغيير وجهة نظرهم، قد تكون هذه الطريقة من خلال فيلم سينمائي، أو مسلسل درامي، أو رواية أدبية.

يقع اختيار نارا على رحلة أحمد بن فضلان، بحسب نصيحة أستاذها، فتبدأ بتحضير رسالة الدكتوراه ثم تحولها للغة الدنماركية.

وبالفعل أحسن كاتب عمل مسلسل «سقف العالم»، حسن محمد يوسف، ترجمة هذا المخطوطة باللغة العربية خصوصا أنها تعتبر كنزا ثقافيا لا يقدر بثمن. فشخصية بن فضلان معروفة لدى الغرب أكثر من معرفة العرب به، وهي نقل لإرهاصات الحضارة الإسلامية لأوروبا، وهم يعيشون في غياهب الجهل والخرافة والأمية.

وهنا يلعب المخرج نجدت أنزور في تحول المسلسل من الخط المعاصر إلى الخط التاريخي، فيبدأ بعرض حكاية أحمد بن فضلان الذي عاش أيام العصر العباسي وكان سفيرا للخليفة المقتدر بالله إلى بلاد الصقالبة في بلغاريا.

واعتبرت الممثلة السورية سلاف فواخرجي، التي تجسد شخصية نارا أن مشاركتها في المسلسل الرمضاني «سقف العالم» هو نوع من المسؤولية الفنية. وقالت «إن هذا العمل يعتبر إحدى النقاط المضيئة في تاريخ الدراما العربية كونه يتناول قضية حساسة غير مسبوقة، وهي قضية الإساءات المتكررة ضد الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم، خصوصا بعد الرسوم المسيئة في الدنمارك، وما أعقبها من ردود فعل متفاوتة من قبل العالم الإسلامي، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي. بعضها كان فعالا والبعض الآخر لم يكن ذا جدوى».

وأضافت فواخرجي: «للأسف الشديد، فإن تكرار الإساءات حملنا مسؤولية كبيرة كفنانين، ومثقفين مسلمين، وعرب. بضرورة وجود رد راق يرد لنا الاعتبار، ويغير الصورة القاتمة عنا في أذهان الغرب»، مؤكدة أن هذه الصورة السلبية يغذيها متطرفو اليهود والمسيحيين عبر وسائل الإعلام المختلفة. وأوضحت أن الفن والإعلام سلاحان مُهمَلاَن بيد العرب، خصوصا في ظل توجهات معظم الفضائيات العربية لإنتاج برامج هابطة وغير هادفة، تساهم في تكريس مفهوم العنصرية والفرقة بين شعوبنا العربية والإسلامية، في وقت نحن أحوج فيه إلى الوحدة وأعمال فنية تزرع القدوة في نفوسنا وتساهم في الوحدة والالتئام وحل مشاكلنا من خلال النقد البناء والمعالجة الهادفة الهادئة.