> محمد عبدالعليم :

عيد الفطر هو مناسبة إسلامية، فيها يجتمع المسلمون في جميع بقاع الأرض للإفطار في يومه.. وللعيد مظاهر مختلفة وعادات وتقاليد لكل المناطق في العالم الإسلامي والعربي، وتختلف من بلد لآخر ولكن يتفق الجميع على بعض منها وخاصة الزيارات وتبادل التهاني واجتماع الأسرة على مائدة واحدة وغيرها من العادات التي ما تزال باقية أو التي اختفت .. تتابعون في الاستطلاع الذي أجرته «الأيام» عددا من عادات العيد في محافظة شبوة خلال الاسطر التالية.

يوم العيد

يتجه الجميع في أغلب المناطق لاداء صلاة عيد الفطر في الملاعب والمساحات الواسعة، وبعد الصلاة والاستماع للخطبة ينتظم الجميع في صف على شكل دائرة للتصافح وتبادل التهاني بيوم العيد.

sومن أبرز عبارات التهاني الشائعة «عساكم من عواده« و«عيد مبارك» و«كل سنة وأنت طيب» وغيرها.

ذبائح العيد ولم شمل الأسرة

يشترك الاهالي في أغلب المناطق بشبوة في ذبح الأغنام يوم العيد ابتهاجاً به، ويتم لم جميع أفراد الأسرة على مائدة الطعام، التي تحوي بين اصنافها (المعصوبة) التي تتألف من بر وعسل ليكتمل الفرح بيوم العيد.

للأطفال أفراحهم بالعيد

يبتهج الأطفال بالعيد بدرجة تفوق الكبار، حيث يتشكلون في جماعات ويلعبون بالطماش والمفرقعات النارية وإطلاقها باستمرار.

رسائل SMS والاتصال تقلل من حرارة اللقاء

قابلت الشابين علوي وعبدالعزيز على قارعة الطريق، وسألتهما عن أفضل طرق الشباب للتعبير عن العيد، فقالا:

«إن الاتصالات ورسائل الجوال تخفف من شوق اللقاء وحرارته، ومن أبرز الرسائل الشائعة في SMS (في قلبي حطيتك.. وبالتهاني خصيتك.. وعلى الناس أغليتك.. وبعيد الفطر هنيتك)».

للنساء أفراح مختلفة بالعيد

تختلف ميول النساء في العيد حيث ترى أم سالم أن نقشة الحناء أهم ما تتزين به المرأة في العيد، والخروج للحدائق التي تؤكد أنها معدومة بعتق، رغم وجود حديقة بعتق جاهزة مع وقف التنفيذ تحولت إلى لوحة إعلانات لغياب الاهتمام من السلطة.

إطلاق الرصاص واجتماع الفرقاء أهم سمات العيد

> الأخ محمد سالم بن مخارش، طالب جامعي، تحدث فقال: «شرع الله سبحانه لهذه الأمة الاسلامية عيدين عظيمين في العام، وفي هذين العيدين تتجلى أواصر المحبة والإخاء وروح التعاون. وفي العيد يجتمع شمل الاسرة على مستوى البيت، ويتم فيما بينهم التفاف الكامل وتصفية ما يسمى بالضغينة والاحقاد والحسد ونبذ كل أسباب الفرقة التي كانت قبل يوم العيد.

والعيد يمكن تعريفه من ناحية اجتماعية بأنه يوم من الأيام مليء بالفرحة والسرور والابتهاج يبعث في النفوس البشرية البهجة والسرور والسكينة وهدوء المشاعر وإحساس بالاستقرار النفسي. والعيد يوم تلتقي فيه أيادي المتفرقين وتجتمع قلوبهم على المحبة ونبذ الأنانية.

وبهذه المناسبة العظيمة لعلنا نبحر قليلاً فيما يحتويه العيد من نماذج من العادات والتقاليد المصاحبة لهذا اليوم السعيد، ففي يوم العيد يخرج الاهالي لتأدية صلاة العيد في مكان خارج المسجد، وفي هذه الصلاة تكون الجماعة كبيرة جداً حيث يجتمع أهالي عدة مناطق في هذا المكان تطبيقاً لسنة لمصطفى (صلى الله عليه وسلم).بعد ذلك يقوم الإمام والخطيب بتنظيم الجماعة على شكل خط مستقيم ويقوم بمصافحتهم، وبعد ذلك يبدأ الخط في التناقص بأن يخرج الأول ويقوم بمصافحة الذي يليه وهكذا إلى النهاية، ثم بعد ذلك تعود كل أسرة إلى منزلها ويتناولون وجبة الفطور، حيث يجتمعون على مائدة جميعاً، ثم يتم تبادل الزيارات القصيرة بين منازل المنطقة الواحدة، ويتبادل الشباب التهاني ويسود الانسجام بينهم ويظهر أثر ذلك في سماع الضحكات المدوية في أرجاء ساحة المنطقة. كما يقوم بعض الشباب بوضع ما يسمى بالانصاع، وهي عبارة عن أحجار ناصعة البياض يضعونها في مكان مرتفع تقدر المسافة بينهم وبينها بحوالي كيلومترين أو أكثر، بعد ذلك يقومون بإطلاق النار على تلك الاحجار بواسطة السلاح الآلي والعيلمان ومضلع بلجيك وغيرها من أنواع الأسلحة.. والرامي هو من يصيب هذا النصع بأول طلقة. وعند الظهيرة يعود الكل إلى البيوت ويتناولون وجبة الغداء. بعد ذلك يجتمعون عند كبير القوم الذي له مكانة عظيمة في نفوسهم ويحدث بينهم ما يسمى بالمعاودة وتتم المصافحة فيما بينهم وقراءة الفاتحة على أرواح الأموات من قبل كبير القوم.. ثم ينصرف البعض إلى شؤونهم والبعض ينظم للجلسة المعتادة وهي جلسة القات التي تستمر حتى المساء».

الأطفال خلف القضبان لعدم وجود منتزهات

> المواطن باسم محفوظ تحدث فقال: «في ظل السلطة المحلية فإن أطفالنا خلف القضبان لعدم وجود أي حدائق أو متنفسات للعوائل، وهذا جرم في حق أطفالنا وفي حقنا، لأنه في كل محافظات الجمهورية توجد حدائق ومتنزهات، لكن عاصمة المحافظة النفطية لا يوجد فيها طلب لاطفالنا ولفلذات أكبادنا، وكلما جاء مستثمر رفضوا طلبه، وعندنا أراض تصلح حدائق أمام مطار عتق الدولي وهي لتجار قادرين على استثمارها جيداً. ونحن متفائلون في الرويشان، المحافظ الجديد، للعمل النظيف والشريف، فحوطة عتق على قولة أجدادنا ما حد يتهنى برزقها إلا إذا سار في طريق سليم.. لكن البركة في أبناء المحافظة المسؤولين عليها فهم القدوة».

العادات والتقاليد التي اختفت

ويضيف باسم محفوظ: «اختفت كثير من العادات والتقاليد في مدينة عتق، كان أهلنا زمان - بعد زيارة المقابر- يجتمعون عند منزل المنصب محمد أحمد باجمال، منصب عتق، بعد صبوح العيد وينشدون الاشعار والزوامل ولبس التراث الشعبي وتقاليد البادية. وكان أهل عتق كأنهم على جد واحد وكلمتهم واحدة، لكن الآن اختلف الحال بسبب الغلاء وكثرة الأجانب المقيمين في عتق.. الآن لا يجتمعون على صلاة الزينة، تفرقوا إلى مجاميع في الملعب وفي مسجد عبد الكبير، لماذا هذه التفرقة بين أوساط المجتمع، نريد أن نكون صفا واحدا لا تفرقة ولا عنصرية، فنحن عيال تسعة من آدم وحواء.. كما كانوا يزورون كل منزل جار ويأكلون الحثيثة (وجبة دسمة في صبوح العيد) لمدة أربعة أيام متتالية ومرتبة بحيث يتناوب أهل المنطقة وكل واحد يأخذ نصيبه».

من يوميات العيد

ويمضي في حديثه: «نذهب لصلاة الزينة في السابعة صباحاً ونجتمع بعد الصلاة في صفوف متتالية للعواد والمصافحة، وبعدها نتحرك الساعة الثامنة إلى المقبرة لزيارة الموتى مرددين التكبير والشهادة والزوامل الدينية. والفرحة في العيد فرحة الصغار والأطفال والكبار تنغصها الأسعار والغلاء الفاحش في الملابس، أما نحن الكبار زمان كنا نلبس أربع بذلات، أما الآن فنلبس بذلة واحدة للعيد والأطفال أربع بذلات.

النظافة لا وجود لها نهائياً في عتق، وفي الحارات الآن أتوا بحاويات وعمال نظافة مهضومة حقوقهم ومرتباتهم قليلة لا تتجاوز 15 ألفا.. حرام والله في حقهم نريد النظافة شعار محافظنا الجديد الرويشان».

الجميع يتبادلون الزيارة جماعات

> أما الأخ محسن الحبشي، وكيل مدرسة، فيقول: «في البداية نبارك لشعبنا اليمني بحلول عيد الفطر المبارك أسال الله العلي القدير أن يعيده علينا وقد تحقق لنا ولأمتنا العربية والإسلامية كل خير، وكل عام وأنتم بخير.إن من دواعي السرور أن شعبنا اليمني لا تختلف عاداته وتقاليده عن بعضها البعض، فلهذا أحببت أن أعطي لمحة عن بعض العادات والتقاليد لدينا أثناء الاعياد..في صبيحة العيد يستيقظ الناس مبكرين إلى المصلى أو المسجد وينتظرون حتى يؤدوا الصلاة ويستمعوا إلى الخطبة، وبعدها يشكلون حلقة كبيرة أو خطا مستقيما ويتصافحون وقد غمرتهم الفرحة وظهرت عليهم الابتسامات معلنة بذلك عدم حمل الأحقاد والكراهية.. ويقوم الأطفال والشباب بإطلاق بعض الألعاب النارية للتعبير عن فرحتهم، وبعد انتهاء المصافحة يشكل الجميع حلقات ويقدم لهم الشاي والشراب وبعض الوجبات.. بعدها يرحل الجميع على شكل جماعات إلى بعض القرى المجاورة لتبادل الزيارات حسب نوع القرابة والصداقة، ويقدم لهم الشاي وبعض الوجبات الشعبية، وتستمر الزيارات إلى صلاة الظهر، وبعدها كلٌّ يذهب إلى منزله مع أبنائه وأقاربه ويتناولون وجبة الغداء، ثم يجتمع الشباب في أماكن معينة ويتناولون القات، ويستمر ذلك في اليوم الثاني والثالث والرابع».

الأنشطة الرياضية سمة العيد

> ويقول الأخ محمد سالم الهيج، من مديرية حبان: «في أول إطلالة ليوم عيد الفطر المبارك نقوم جميعا لصلاة العيد، وهي تقام إما في المسجد وإما في مصلى العيد وهو الأغلب. ويقوم العواد داخل المسجد أو المصلى لجميع المصلين، بعدها تذهب كل أسرة على حدة إلى منازلهم للعواد، ويتجمع أهالي كل حارة على حدة ويقام العواد من منزل إلى منزل.. وهناك عادة حميدة هي الالتفات للأيتام والأرامل والأرحام، وفي كل منزل يتم إحضار العصائر والشاي وبخور العيد والعطر وتستمر هذه العادة لمدة ثلاثة أيام (عواد الجيران والأصحاب)، وفي العيد تقام بعض الألعاب من كبار السن كترفيه للشباب مع التسلية ببعض العادات القديمة لهم.

وعندنا في مديرية حبان تقام في الجانب الرياضي مسابقة في كل عيد في كرة القدم يشارك فيها اثنا عشر فريقا شعبيا وتوزع في النهاية الكؤوس والتروس والهدايا للمبرزين.