> «الايام» عن «البيان» :

وكانت تجربة تحويل روايته السابقة «وقائع موت معلن» إلى فيلم سينمائي لم يعد له جيداً في إيطاليا، ماثلة أمامه دائماً، ولعله السبب الذي جعله يحجم عن بيع حقوق رواياته إلى السينما، على الرغم من المحاولات الكثيرة التي بذلها عدد من المنتجين، باستثناء رجل واحد في الحقيقة، لم يفقد الأمل وظل يراود الكاتب على مدى أكثر من أربع سنين متـواصلة، إنـه سكوت ستيندورف، الـذي قال لمـاركيز مـرّة:
«كـم انتـظـر فلورنتـينو مـن أجل حبـه؟ ويقـصـد بـه فلورنتينو أريـزا بـطل رواية (الحب في زمن الكوليرا).. خمسون عاماً.. سأنتظر حتى تقتنع؟».
الآن.. وبعد أن مضى على تلك الأحداث أكثر من عامين، شهد الجمهور في مهرجان ريو السينمائي الدولي الأخير في البرازيل، العرض الأول لفيلم «الحب في زمن الكوليرا»، في محاولة جريئة لتكييف الرواية الكبيرة الـتي تحـمل الاسـم ذاته لمتطلبات العـمل السـينمائي، وحضر حفل الافتتاح مخرج الفيلم مايك نيويل، والمنتج سكوت ستيندورف نفسه والممثلون جيوفانا ميزو غيورنو، وخافيير بارديم، وبنجامين برات، وجون ليوغويزامو، وكاتالينا ساندينو، ومديرالتصوير ألفونسو بياتو، وكان الغائب الأكبر ماركيز نفسه الذي تقلقه ردة فعل الجمهور إزاء الفيلم.
رغم أنه شاهده أكثر من مرة، وكان سعيداً للغاية بالمعالجة الفذة، ونجاح المخرج الكبير في تجسيد أجواء الفيلم السحرية الآسرة وعوالمه الغامضة.
وكـانـت شـركة «ستون فيلـيج بيـكتشرز» التي صنعت الفيلم بميزانية إجمالية بلغت 50 مليـون دولار، قـد تعاقدت مع المغنية وكاتبة الأغنـيات الكولومبية الشهيرة شـاكيرا لـوضع أغنـيات ومـوسـيقى فيلم «الحب فـي زمـن الكوليرا» بالتعـاون مـع الموسـيقي البرازيـلي البـارز أنطـونيو بـينتو.

والطبيب جوفينال أوربينو صاحب الحب المثقف والمخلص دائماً، تلك العلاقة الغريبة والمركبة التي تبدأ من العام 1880 حتى العام 1930.
وتدور أحداث الفيلم في مراحل تاريخية في الماضي في مدينة قرطاجنة الكولومبية التي شيدت مشاهد محاكاة لها في قرية كارتاغينا الكولومبية في أجواء مشابهة لأجواء الرواية.