> ستوكهولم «الأيام» نينا لارسن:

باتت السويد التي تصنف بين أفضل دول العالم لتربية الأطفال تقدم الآن عددا متزايدا من الدروس إلى الأهل الذين يرغبون في أداء دورهم على وجه أفضل. آسا (34 عاما) والدة مطلقة لتوأمين في الثامنة من العمر تأخذ دروسا خاصة بالأهل في سكاربناك في جنوب ستوكهولم، قالت: «بالطبع نستطيع أن نؤدي مهامنا كأهل بصورة أفضل».

وأضافت وهي تسترق نظرة خجل إلى أهل التلامذة الآخرين: «أشعر بالتوتر كلما رفض ولدي إطاعتي، وأتساءل باستمرار إذا كان ينبغي أن أصر على المبادئ تحت طائلة صدهما». وتعرض السويد على الأهالي الجدد حضور حلقات مناقشة، كما يشمل برنامج التربية المجاني أهالي الأولاد الأكبر عمرا.

وارتفع عدد الأهل السويديين المنخرطين في صفوف تعليم الأهل من 2% في 2004 إلى 7% في 2007، بحسب المعهد الوطني السويدي للصحة العامة (آي إن إس بس) الذي يرمي إلى رفعه إلى (30 أو 40%).

وقال ماغنس براون، وهو مستشار اجتماعي موكل ببرنامج تعليم الأهل في سكاربناك: «ما يدفع الكثير من الأهل ليأتوا إلى هنا هي المشادات أو غياب السلطة في المنزل، لكن هذه الدروس لكافة الأهل».

وأوضحت آسا كلينغ، وهي طبيبة نفسية أجرت دراسة على فعالية برنامج (كوميت)، وهو الأكثر شعبية بين برامج تعليم الأهل، أن الصفوف «تفيد الجميع، أولئك الذين لايحملون هما حقيقيا، والذين لديهم هموم، فهي قابلة للتكيف بحسب نوع المشكلة».

وقالت: «تتراجع مشاكل سلوك الأولاد الكثيري الحركة مع أهلهم بعدما يحضر هؤلاء الصفوف».

ويعرض صف (كوميت) في سكاربناك أفلاما تصور أمثلة ملموسة. أحد المشاهد الشائعة هو التالي: ولد يتلهى بألعابه الإلكترونية، فيدخل الوالد إلى الغرفة ويقول له إن وقت الطعام حان، ويطفئ الشاشة بلا إنذار، عندها غضب الابن غضبا شديدا ويضطر الأب أن يجره جرا إلى طاولة الطعام.

هنا يسأل المستشار ماغنس براون «ما الخطأ الذي وقع؟».

يقول كريستوف (36 عاما)، وهو أب لطفلين «حصل الأمر بسرعة فائقة، فألعاب الفيديو تشبه مشاهدة الأفلام، لاتستطيع إطفاء الشاشة هكذا، ينبغي أن يعتاد الأولاد على الفكرة مسبقا». ويحث هذا التعليق براون إلى إثارة نقاط أساسية في برنامج (كوميت) تتعلق بالإعداد.

وقال: «إنه أمر جوهري أن يتم إعداد الأطفال لما سيحصل لاحقا، ينبغي منحهم الوقت للتوقف والاستعداد عقليا للتغيير الآتي». واقترح على الأهل استعمال ساعة توقيت لإنذار أولادهم بحلول وقت تنظيف الأسنان أو ارتداء الملابس.

وأضاف: «بعدئذ يكفي تذكيرهم بأنه لم يبق لديهم إلا خمس دقائق، ثم اثنتان.. سترون الفرق».

ويحدد (كوميت) قاعدة أساسية أخرى هي التشديد على السلوك الحسن أيضا عوضا عن التركيز فقط على الشيء الذي لايؤدي إلا إلى تعزيز السلوكيات غير المرغوبة. بحسب براون.

وتتماشى هذه المقاربة تماما مع الوسائل التربوية المعتدلة المطبقة في السويد وغيرها من الدول الإسكندنافية، حيث العقاب الجسدي للأولاد ممنوع، وتأنيبهم غير مستحسن.

ومع أن الأهل يحصلون على نصائح لتأديب الأولاد في نهاية برنامج (كوميت) يشدد براون على أنها «لاتتحدث عن عقاب، بل عن نتائج».

وأشار كريستوف إلى أن الدرس الأول في برنامج (كوميت) الذي حضره غير علاقته بابنه الذي يبلغ الخامسة من العمر.

وقال: «حاولت ألا أقف أمامه فحسب لألقي عليه عظة، بل بت أفكر في الكلمات التي أتفوه بها، وأستمع إليه أكثر وأتركه يقرر ما يريد أن يلعب».

وختم «بدأنا نتسلى كثيرا معا».أ.ف.ب.