> «الأيام» لبنى الخطيب:

صاغها وأخرجها للمسرح اليمني الفنان الشاب المبدع عمرو جمال بأسلوب ممتع محافظ على جوهر النص. وفرقة «خليج عدن» ظهرت على الساحة الفنية في عدن قبل ثلاثة أعوام في أعمالها المسرحية من خلال مسرحيتي (عائلة دوت كوم، و حلا حلا يستاهل) اللتين حازتا على الإعجاب والتقدير العاليين من الجمهور، و كما قدمت الفرقة مسرحية «بشرى سارة»بعرض واحد فقط و ممتاز إلا أنه لظروف خاصة بالفرقة لم تنل حقها في العرض ويأمل مخرجها وأبطالها في تقديمها مجددا متى سنحت الفرصة لهم بذلك . ونجاح أعمال الفرقة المستمر يرجع لروح العمل الطيبة السائدة بين أعضائها وحبهم العمل المسرحي مخرجا وممثلين على خشبة المسرح أو من هم خلف الكواليس، و كما يسعد كثيرا للعمل معهم مؤدين أدوارا رئيسية أو ضيوف شرف ممثلون قديرون وكبار أحبوا المسرح وأبدعوا في الثمانينات من القرن العشرين على خشبة المسرح الوطني إحدى منارات عدن الثقافية في زمن تألق المسرح فيها.
و سعدت كثيرا في حضور العرض المسرحي لــ«سيدتي الجميلة» و كما سعد جمهور الحضور الكبير الذين امتلأت بهم قاعة سينما (هريكن) بكريتر إحدى المعالم الثقافية الأخرى في مدينة كريتر في الأزمنة الماضية. وحرص الحضور على متابعة عروض الشباب الموهوبين المحبين للفن والتمثيل، وللعلم فإن طاقم الفرقة جميعا هم من الهواة وبتخصصات جامعية مختلفة ومنهم مازال على مقاعد الدراسة وأصغر ممثلة فيهم نوف نصر في السنة السادسة ابتدائي ولكنها أبدعت في الأداء و نجحوا جميعا في تقديم العرض وبمستوى المحترفين لموهبتهم وحسن أدائهم المميز ومخرج أعمالهم الشاب المجدد الذي يحسن وضع السيناريو وكتابة النص موزعا الأدوار عليهم بكل إتقان وهي شهادة من جميع طاقم العمل عن مخرجهم الشاب والمتخصص في الهندسة، ويسعده كثيرا أيضا هو العمل معهم في صنع الجديد والمفيد على المسرح لتوصيل رسالة ثقافية راقية للجمهور في كل عام. و يرجع نجاحهم أيضا لجهودهم الخاصة وبإمكانياتهم البسيطة والشحيحة استطاعوا سنويا إقامة عروض جميلة أسست قاعدة كبيرة من رواد المسرح العطشى للثقافة والمتعة والترفيه وخلقوا ليالي مسرحية في عدن خاصة بهم تحمل اسمهم وبصمتهم الخاصة في زمن توقف فيه النشاط المسرحي في عدن منذ مدة طويلة وبغير انتظام إقامة فعاليات مهرجان ليالي عدن المسرحية. و نجح طاقم العمل في زرع الثقة الكبيرة في قلوب المشاهدين، وساعدهم ذلك في الحصول على بعض الدعم المالي والمعنوي هذا العام من بعض الرعاة وتغطية الالتزامات من إيجار القاعة والصوتيات والإعلانات وأشياء ضرورية للعمل المسرحي من ملابس وديكور، وللعلم إن جميع أعضاء الفرقة آخر شيء يفكرون فيه هو الربح المالي، الذي هو حق من حقوقهم إلا أن همهم الأول والأخير هو الأداء المسرحي ونجاح العمل.
وكانت مجازفة كبيرة من المخرج عمرو جمال والفرقة في تقديم مسرحية «سيدتي الجميلة» كونها قدمت من سابق مسرحيا وسينمائيا عربيا وأجنبيا، وخوفهم كان من الجمهور اليمني أن يضع عملهم الجديد في مقارنة مع تلك الأعمال الكبيرة أو مقارنتها بالأعمال السابقة للفرقة. إلا أنه ومنذ العرض الأول للمسرحية نجح الشباب كثيرا في الأداء وتبددا خوفهم وشجعهم على ذلك حضور جمهور كبير ومن مختلف الأعمار نساء ورجالا شبابا وكبارا و بحضور عائلي وأطفال مرافقين لأسرهم، وجميعهم حرصوا على المشاهدة لمعرفتهم السابقة بأعمال الفرقة والبحث عن المتعة والفرح وتمضية أوقات طيبة برفقة الأهل و الأصدقاء وعطشى للثقافة والضحكة من القلب لأن الحياة شغلتنا جميعا في أمورنا اليومية. وللإقبال الكبير قررت الفرقة تمديد العرض يومين إضافيين لليالي العرض العشرة المقررة . وكانت هناك لمسة وفاء وعرفان جميلة من المخرج وطاقم العمل لأبطال المسرحية المصرية العربية «سيدتي الجميلة» بتقديم إهداء طيب حمل معاني الوفاء والتقدير لروح الفنان الكبير فؤاد المهندس وللفنانة دائمة العطاء الرقيقة شويكار ، وقدم الإهداء قبل العرض اليومي للمسرحية مسجلا بأنغام إحدى سيمفونيات تشايكوفسكي وعرض أسماء طاقم العمل ولقطات مصورة لبطلي العمل اليمني غيداء جمال وعدنان الخضر، بأسلوب وإخراج جديد استخدمت فيه التكنولوجيا العصرية .
في تلك الليالي الجميلة كان الحضور جميلا وداعما ومتعطشا للثقافة والفن وكل جديد وعمل أجمل من طاقم العمل الذين كانوا كالنجوم المتحركة والمشعة بالحياة والأمل.