> «الأيام» م.سالم صالح عباد /زنجبار - أبين

السياسة غابة الأسود والثعالب والحمير التي لاتعقل، وعلينا أن نختار لأنفسنا من نكون.. وعندما يتعلق الموضوع بأمة أو بشعب في هذه الأمة ويراد له الاستسلام، يتحتم علينا أن نقف وقفة رجل واحد للذود والدفاع عن كرامته الإنسانية.

وإذا ما سلبت الحياة وانتهكت الحقوق، فحتما سيكون علينا مراجعة الحسابات والمواقف السياسية، لأن أي تعكير عاطفي أو لحظي، أو تلك المواقف المرتبطة بمصلحة ما قد تفقد الإنسان الكثير، وقد يدفع ثمنا غاليا نظير موقفه الخطأ.

ومع أن الكثير من الشعوب لديها العديد من الدروس والعبر والتجارب في ميادين الكذب والدجل والخداع إلا أنها دائما ما تقع ضحية عاطفتها وبساطتها، وتنسى الحقيقة القائلة أن السياسة والسلطة لايترك لفريق واحد يتحكم فيه، خصوصا إذا ما كان هذا المجتمع المحكوم يعاني الجهل والتخلف ويفتقد إلى العدل وغياب القانون ويستشري الفساد داخله، وفي الجانب الآخر يعاني الفرقاء السياسيون والقيادات الحزبية ضعفا فكريا، وتصبح عندها أضعف من أن تراهن عليها الجماهير، فالسلطة من جهة وأحزاب المعارضة والمشترك من جهة أخرى أثبتوا لنا مجددا عدم قدرتهم على الالتحام بجماهير الشعب ولملمة الشتات وتضميد جراح الماضي وحل المشكلة الوطنية.

كما أكدت لنا الأيام والسنوات الماضية عجز أحزاب اللقاء المشترك تأكيد حضورها وإثبات وجودها كقوة قادرة على التأثير والتغيير بفعالية ملموسة في الساحة الوطنية والسياسية، وأصبحت قاب قوسين أو أقرب من التفسخ والاضمحلال.

وحتى نجنب الوطن الانهيار والتفكك والانحلال علينا أن نبدأ بعهد جديد ينطلق من ولادة حركة وطنية سياسية ووحدوية مؤهلة لقيادة الوطن لتكون بديلا ومعنية بالتغيير بحيث تكون منظمة ومتماسكة على امتداد الساحة الوطنية لمواجهة الأخطار المحدقة بنا.. وحتى نمنع التفكك والانقسام الذي بدأ يلوح في الأفق، تصبح الدعوة لكسر حاجز الصمت والخوف والاستسلام أحد أهم المطالب الضرورية والملحة واللازمة، حيث تقتضي الضرورة أن يكون الرهان على الإرادة الشعبية والإيمان بالمعطيات.. وإذا ما شكلت هذه الإرداة فإننا سنكون أمام نقطة تحول في تاريخ اليمن الحديث.

ومع هذه الإرادة فقط سيتحقق المشروع الوطني الذي نعني به مجمل الأهداف النبيلة التي رسمها وخطط لها الرئيس الشهيد سالم ربيع علي (سالمين)، على لوحته الجميلة الناصعة البياض، وانتظرها شعبنا طويلا.

والمستقبل لأولئك الذين يثقون بجمال أحلامهم، وكل حلم جميل ينبثق عنه حلم آخر حتى يصبح الحلم حقيقة وتكتمل اللوحة، وينعم شعبي ويزدهر وطني.