> الحديدة «الأيام» خاص
أنباء وتصريحات كثيرة متداولة باتت تؤكد أن القوات المشتركة التابعة للشرعية أضحت على مشارف مديرية الدريهمي القريبة من قلب محافظة الحديدة (غرب اليمن)، فيما يعيش مسلحو الحوثي حالة ذعر وهستيريا غير عادية يكشفها جلياً الانتشار غير المسبوق لأفرادها خصوصاً المتخصصون بالقنص على أسطح المباني العالية وأبرزها مبنى الجامعة مع استبدالهم لحراسها بآخرين تابعين لها.
ويلاقي تقدم الجيش والمقاومة ترحيبًا أهليا واسعا من أبناء المحافظة الذين يعانون الأمرين من مسلحي الحوثي لِما يزيد عن ثلاث سنين.
وأكد مواطنون في أحاديث لـ«الأيام» أن هذا التقدم من شأنه أن يُحرر مدينتهم المغتصبة من قِبل الانقلابيين ويعيد الحياة فيها إلى طبيعتها.
وتسبب الحوثيون بموجة نزوح وتشريد للكثير من أهالي الحديدة إلى العديد من المناطق الآمنة والمحافظات المحررة كمحافظات عدن ولحج وأبين ومأرب وغيرها.
وأضاف: «لا خلاص لنا مما نقاسيه إلا بدخول الجيش، فكما يُقال (تعب يوم ولا كل يوم)».
والترحيب هذا هو لسان حال كل أبناء المحافظة الرافضين بشدة لتواجد مليشيات الحوثي والذين تتزايد جرائمهم باستمرار.
«متى ستصل قوات الجيش الوطني والتحالف لتخلصنا من هذا الظلم»، هذا ما قالته المواطنة فاطمة ويقوله السواد الأعظم من أبناء الحديدة.
نزوح وتشرد
كما تسبب مسلحو الحوثي بتشريد الكثير من الصحفيين والحقوقيين والناشطين من أبناء المحافظة المناهضين لسياستها، بينهم العديد من أنصار الرئيس السابق علي صالح خصوصاً بعد مقتله، تاركين خلفهم أطفالهم وزوجاتهم وكل ما يملكون، منتظرين بفارغ الصبر وصول الجيش الوطني والتحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية لتحرير المحافظة من بطش الحوثيين ليتمكنوا من العودة إلى ديارهم.
مجهود حربي
وأصبحت الجماعة الانقلابية تنهب ثروات الحديدة التي تورد عبر مينائها حوالي 70% من إيرادات الدولة إلى خزينة ما يسمى «المجهود الحربي»، وشملت عملية النهب هذه كل المؤسسات العاملة في المحافظة سواء أكانت حكومية أم خاصة لاسيما المؤسسات التابعة للأحزاب الأخرى، فضلاً عن نهبها للمساعدات المقدمة من قبل المنظمات الإغاثية الدولية والتي تصل للمحافظة عبر مينائها.
وأكد مواطنون لـ«الأيام» أن التفاوض مع هذه الجماعة ليس إلا مضيعة للوقت وإطالة لمعاناتهم جراء سلطة المليشيات الجائرة.
وما هو واضح من السلوكيات المتبعة من المليشيات في جميع المحافظات التي سيطروا عليها تكشف أنهم لن يستسلموا فيها بسهولة، ليس لشيء سوى لضمان استمرار سيطرتهم على ثرواتها التي باتوا يسيطرون عليها ويسطون عليها منذ انقلابهم على الشرعية الدستورية أواخر عام 2014م.
فيما وصفتها منظمة الصحة العالمية بأشد المناطق المنكوبة في اليمن بسبب ما خلفته الحرب فيها من أمراض متعددة.
وباتت المليشيات تدرك مدى السخط والغليان الأهلي تجاهها، كما تدرك موقف سكان الحديدة من سياستهم خصوصاً بعد التشرد والمجاعة والمعاناة التي تسببت بها لهم وهم المسالمون والباغضون للحرب، والذين لا مصدر لهم سوى أعمالهم اليومية.