> باماكو «الأيام» أ ف ب
تتابع الأسرة الدولية المهتمة بمساعدة مالي منذ سنوات، بدقة
الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي تجري الأحد، لكن دبلوماسيين
يرون أن سير الاقتراع لن يؤثر في نهاية المطاف كثيرا على مستقبل مليارات
الدولارات من المساعدات التي تتلقاها باماكو.
ودان المعارض سومايلا سيسيه
الذي ينافس الرئيس المنتهية ولايته ابراهيم ابو بكر كيتا في الدورة
الثانية، "تعطيل الانتخابات" خلال الدورة الأولى التي جرت في 29
تموز/يوليو، ودعا المانحين الأجانب إلى "تحمل مسؤولياتهم"، معتبرا أن
انتقاداتهم مخففة.
وكل ما اعترفت به الحكومة هو ان نحو 250 ألف ناخب لم يتمكنوا من التصويت في الشمال والوسط "لأسباب مختلفة".
- تأنيب لبعثة الاتحاد الأوروبي -طالبت بعثة الاتحاد الأوروبي الجهة المانحة الدولية الرئيسية لمالي، بنشر نتائج "كل مكتب على حدة"، ودعت إلى مزيد من "الشفافية" في الدورة الأولى وضمان السماح لها بدخول كل مراكز الاقتراع.
لكن الخارجية المالية أنبتها ودعت الاتحاد الأوروبي إلى "عدم عرقلة العملية الانتخابية".
وكتب الناشط ومقدم البرامج
الاذاعية راس باث "إذا منحتم كل هذه الأموال وارسلتم هذا العدد من الخبراء
وفي نهاية الأمر قامت السلطات المالية (...) بحشو الصناديق لانتاج سلطة غير
شرعية ستطيل أمد نظام غياب الأمن، فهذا لن يكون أمرا نزيها لدافعي الضرائب
الأوروبيين".
وقال مسؤول انه "نظرا لضيق الوقت" بين دورتي الانتخابات، فان الاتحاد الأوروبي "لا يريد أن يعبر عن موقفه" حاليا من الشروط والمؤشرات التي يريد تحديدها لباماكو لتسليمها مساعداته.
والصمت نفسه يسود فرنسا القوة الأساسية الداعمة لمالي التي لم ترد سفارتها في باماكو على اتصالات فرانس برس في هذا الشأن.
والى
جانب الاتحاد الأوروبي، فان البنك الافريقي للتنمية وكندا هما الطرفان
الوحيدان اللذان يمولان مباشرة ميزانية عمل الحكومة في مالي أحدى أفقر دول
العالم.
لكنه أضاف "بما أن بعض المناطق يصعب ضمان أمنها" بسبب أعمال العنف "فإننا نعرف أن الانتخابات لن تكون مثالية لكن يجب أن تكون مقبولة وديموقراطية". وذكر بأن كندا قطعت مساعدتها الثنائية في 2012 بعد الانقلاب العسكري.
وصرح دبلوماسي غربي طلب عدم كشف هويته "يجب أن تحدث كارثة كبرى مثل انقلاب لوقف دفع الأموال".
أما
الأمم المتحدة، الطرف الذي لا غنى عنه، فهي تنفق سنويا مليار دولار على
بعثتها لحفظ السلام في مالي، وهي أكبر مهمة تقوم بها في العالم.
لكن هذه السنة وبطلب من باماكو لم تلعب المنظمة الاممية إلا دورا صغيرا في تنظيم الانتخابات الرئاسية، خلافا للعام 2013 بحسب مديرها في مالي ابو بكر كوليبالي.
وأوضح ان مساعدة برنامج الأمم المتحدة للتنمية لا تتطلب "أي مقابل محدد" من مالي "لأن هذا ما تريده الدول الأعضاء".