> عدن «الأيام» رعد الريمي

 احتفى منتدى باهيصمي ضمن أنشطته الأسبوعية الثقافية أمس، احتفالا بالذكرى الـ55 لثورة 14 أكتوبر المجيدة بندوة نقاشية تحت عنوان «عدن ولحج إرث سياسي نضالي فني».

وفي الاحتفائية استعرض أمين عام المنتدى الإعلامي عمر مكرم  الترابط التاريخي بين مدينتي عدن ولحج، والتي تحققت من خلال خطوات نجاح وتطورات مختلفة على مستوى المدينتين.

وقال مكرم «إن لحج وعدن كانتا تحظيان بتواصل نوعي ومتميز عبر مختلف الطرق السياسية والثقافية والفنية وحتى الاقتصادية، مجسدين في ذلك التواصل مرحلة نضال مشترك من أجل الخلاص من ربقة حكم الدويلات والحكم الاستعماري الذي جثم على قلب عدن بشكل مباشر وعلى السلطات بشكل غير مباشر طيلة 129 عاما».

وأضاف «إن التفاعل الثقافي وتبادل الوعي الوطني كان أحد محفزات الشراكة الوطنية بين عدن ولحج، والتي بدأها الفنان والشاعر الثائر الوطني المبدع أحمد فضل القمندان المولود في مدينة الحوطة عام 1884 والمتوفى عام 1943 في مدينة التواهي، والذي يعود له الفضل في تأسيس ورئاسة أول نادي ثقافي في عدن في عام 1935 وأسماه (نادي الأدب العربي)».

ونوه إلى أن التفاعل بين مدينتي عدن ولحج لم يكن ثقافيا فقط، بل وفكريا ودينيا، وقال إن «ما يجدر الإشارة إليه في هذا الصدد ذلكم الصراع المحفز الذي أثاره بعض علماء عدن في تحريم الغناء والموسيقى، الأمر الذي دعا القمندان للرد على كل ذلك التناول الديني بكتابه الموسوم (فصل الخطاب في إباحة العود والرباب)».

واستعرض مكرم بمداخلته طبيعة العلاقة السياسية بين مدينتي عدن ولحج، وقال: «إن علاقة عدن ولحج لم تكن ثقافيا فقط بل كانت أكثر من ثقافي وعلى أكثر من صعيد، حيث اتسعت رقعتها وتعمدت بالدم في أكثر من حالة وفي أكثر من موقع»، مشيراً للانتفاضات الشعبية التي كانت أكبر شاهد على ذلك، والتي انفجرت في وجه المستعمر بهدف استعادة عدن، وأبرزها انتفاضات ردفان في الأعوام (1923، 1946، 1949، 1954) وانتفاضة الصبيحة في العام (1942)، وانتفاضات الفضلي في الأعوام (1945، 1956، 1957) وانتفاضة الحواشب 1950م.

وأشار مكرم إلى العديد من الزيارات التي كانت تحدث بين عدن ولحج وهي زيارات ثقافية بامتياز لا يمكن في مثل هذه الفعالية إهمالها، ومن أهم تلك الزيارات زيارة الشاعر مسرور مبروك ذلكم الشاعر الشعبي والذي قال في قصيدته المشهورة «من دخل بالغصب يخرج بالصميل».

وقال «إن هناك العديد من الفعاليات الفنية والشعبية التي كان الأدباء وفناني لحج يجدون مكانا لهم في عدن وفرصة لتقديم إبداعاتهم الفنية في هذه الاتجاهات».

واستعرض مكرم على سبيل الذكر لا الحصر أغنية «أخي في الجزائر» وأغنية  «يا شاكي السلاح» والكثير من الأغنيات التي ربطت بين المدينتين وشكلت مجالا خصبا واسعا لمزيد من التواصل الفني، بالإضافة إلى تأسيس ندوة الجنوب والندوة اللحجة، والتي ما كان لها أن تستمر لو لم تجد في عدن مبتغاها في تسجيل الأعمال الغنائية العديدة.

وفي الاحتفائية داخل الأستاذ نجيب اليابلي بكلمة قال فيها «إنني مشدود إلى المثلث الحضري (عدن، لحج، أبين)».

وأضاف «وإذا حصرنا الحديث عن لحج وعدن لوجدنا أنهما توأما ثقافيا بما تؤكده الحقائق، منها رئاسة القمندان لنادي الأدب العربي في عام 1925، ومنها 1940 وعلى مسرح العروبة مسرور مبروك مثل مسرحية عطيل لوليام شاكسبير، والتي كانت نبراسا مضيئا في محيط مظلم في الجزيرة والخليج وقد مثلت ظاهرة ثقافية رفيعة المستوى في الحطة».

وقال: «لقد تجلت تلك التوأمة جليا في مدينة الحوطة في وفاة الأمير أحمد فضل القمندان عام 1943م، والذي شهد مراسيم عزائه حضور كوكبة من الأدباء الذين قدموا من عدن».
وختم اليابلي حديثه بقوله «حينما أضع هذا العام مقارنة مع ما نحظى به من إرث حضاري وثقافي ونقارنه بما تعيشه الجزيرة والخليج نجد أنهم كانوا يعيشون تحت خط الصفر، فيما مدينتا عدن ولحج قد قطعتا شوطا بالتراكم الثقافي والفكري».