> تقرير /شادي ياسين
خلال تنقل الصحافي اليمني بسام القاضي في بلدة الأزارق في محافظة الضالع (جنوب اليمن)، تكشّفت أمامه مشاهد صادمة.
كانت منازل الفقراء في البلدة الغائبة عن أنظار مسؤولي البلد الغارق في الحرب تعج بأجساد الأطفال الهزيلة وحالات سوء تغذية وتفشٍ للأوبئة، وأسر لم تستطع توفير الحد الأدنى من الطعام.
وراء جبال وعرة ومناطق نائية لا تصلها الخدمات والاتصالات وغياب تام للسلطات الحكومية، كانت البلدة قد استسلمت لواقع الجوع والحرب، وحاصرت المجاعة الأسر المعدمة، ولم يكن أمامها سوى أن تبقى حبيسة للمأساة بصمت.
وتابع: «شخصياً المشاهد التي رأيتها للأطفال تبكي الحجر والشجر قبل البشر، وأكثر من أربعة آلاف طفل يعانون من الجوع وسوء التغذية، والوضع هناك كارثي، وتوفيت الطفلة عبير عامر بسبب عدم امتلاك والدها وسيلة النقل نتيجة انعدام المرافق الصحية وغياب دور الإغاثة الدولية والمحلية».

وكشف مدونون وناشطون خلال الأشهر الماضية، عن أزمات إنسانية تشهدها مناطق عدة في البلاد، فاقمها الفقر المدقع واستمرار المعارك خصوصاً في قرى صنعاء وحجة وصعدة والضالع وتعز والجوف ومأرب والمحويت.
ونشر الصحافي عيسى الراجحي صوراً ومقاطع لأهالي بلدة أسلم وهم يتناولون أوراق «الحلص» بعد أن صنعوا منها عجينة خضراء لمواجهة نفاد الطعام في منازلهم.
وساهمت وسائل إعلام محلية في إظهار جانب من المأساة بمحافظة الحديدة (غرب اليمن)، والتي تعد إحدى أكثر المناطق تأثراً بالحرب وآثارها التي بدت واضحة في أجساد السكان.
وقالت الأمم المتحدة في آخر تقاريرها إن نحو نصف مليون طفل ومليوني أم مهددون بالموت في اليمن نتيجة النقص الحاد في الغذاء، معتبرة أن المجاعة في اليمن قد تكون أسوأ كارثة يصنعها الإنسان في التاريخ الحديث.

ونشر المصور أحمد الباشا صوراً لأطفال تحولت أجسادهم إلى هياكل عظمية بعد أن وصلت إلى مستشفى المظفر في المدينة، وكانوا لا يقوون على الوقوف بسبب هزالهم.
وأظهر المقطعان سكان البلدة وهم يحملون مرضاهم على أكتفاهم ويقطعون مسافات طويلة سيراً على الأقدام للوصول إلى أحد المستوصفات التي تفتقر للمستلزمات الطبية اللازمة.
عن (العربي الجديد)