> تقرير/ سالم حيدرة صالح


تعاني أغلب مدارس محافظة أبين من الإهمال الفظيع من قبل الجهات المختصة، لا سيما تلكم المدارس التي شُيدت في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، بسبب تهالك مبانيها، وأصبحت غير مؤهلة للتدريس، الأمر الذي زاد من معاناة الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات.
«الأيام» ستتناول معاناة المعلمين والطلاب في مدرستين بمحافظة أبين، وهما مدرسة (27 أغسطس) للتعليم الأساسي بمنطقة العبر في لودر، ومدرسة (الوحدة) للتعليم الأساسي بحارة سواحل بمدينة زنجبار.

مدرسة (27 أغسطس).. معاناة مستمرة
تعاني مدرسة (27 أغسطس) للتعليم الأساسي بمنطقة العبر في محافظة أبين، التي تأسست عام 1975م من قبل الرئيس الجنوبي سالم ربيع علي سالمين، من كثافة طلابية كبيرة في ظل انعدام وجود فصول دراسية، حيث يدرس بعض الطلاب في فصول قديمة، فيما يدرس طلاب الصف التاسع أساسي في ساحة المدرسة لعدم وجود صف دراسي.

وإلى جانب ما ذكر، فإن المدرسة تفتقر إلى الأثاث المدرسي والكادر التعليمي، وبحاجة إلى بناء أربعة فصول دراسية وتأهيل وترميم المبنى القديم لاستيعاب الكثافة الطلابية.


مدير مدرسة (27 أغسطس) للتعليم الأساسي عيسى الدوري قال إن «المدرسة تعاني نقصا في الكادر التعليمي والأثاث المدرسي، إلى جانب أن مبنى المدرسة قديم، حيث تم إنشاؤه في عهد الرئيس (سالمين)، ونعاني من كثافة طلابية كبيرة، حيث لم تستوعب الفصول الدراسية الطلاب، الأمر الذي جعلنا نضطر إلى أن نقوم بتدريس طلاب الصف التاسع في ساحة المدرسة».

وأضاف لـ«الأيام»: «نحن بحاجة إلى بناء أربعة فصول دراسية إضافية لاستيعاب الكثافة الطلابية وتسويرها».
وتابع «إدارة المدرسة تبذل جهودا كبيرة من أجل سير العملية التعليمية والتربوية رغم شحة الإمكانيات والظروف التي تمر بها البلاد».

وأشار الدوري إلى أن المدرسة تعاني الكثير من الصعوبات، منها قلت الفصول الدراسية والأثاث المدرسي، وهي بحاجة إلى تدخل الهلال الأحمر الإماراتي لإعادة تأهيلها وترميمها وبناء أربعة فصول دراسية لاستيعاب الكثافة الطلابية، حد تعبيره.

مبنى متهالك
من جانبه، قال الشيخ سالم علي حمران إن «مدرسة (27 أغسطس) بحاجة إلى الكثير من الاحتياجات والمتطلبات، منها اعتماد مركز امتحاني لطلاب الصف التاسع الذين يضطرون إلى قطع مسافات طويلة لأداء الامتحانات النهائية بمدرسة (امصرة)».

أحد فصول مدرسة 27 أغسطس
أحد فصول مدرسة 27 أغسطس

وأضاف لـ«الأيام»: «مبنى المدرسة متهالك وقديم، وهناك نقص في الفصول الدراسية، نظرا لوجود فصول دراسية قديمة لا تنطبق عليها مواصفات التدريس وبحاجة إلى التأهيل والترميم».
بدوره، أكد رئيس ملتقى شباب منطقة النخعين حسين ناصر دمبع أن «الملتقى وجد لخدمة أبناء المنطقة ويضع العملية التعليمية والتربوية في أولوياته واهتمامه، وأن مدرسة (27 أغسطس) للتعليم الأساسي بمنطقة العبر بحاجة إلى التأهل والترميم ورفدها بالكادر التعليمي».

نقص الكادر
أما مدير مكتب التربية والتعليم بمديرية لودر ناصر عوض موسى فقال إن «مدرسة (27 أغسطس) بحاجة إلى الكثير من الاهتمام، وهي في حالة يرثى لها، وتم إدراجها ضمن 17 مدرسة لإعادة تأهيلها وترميمها بالمديرية، إضافة إلى بناء أربعة فصول دراسية».
وأضاف لـ «الأيام»: «سنعمل على وضع الحلول في معالجة النقص في الكادر التعليمي، نظرا لوجود الصف التاسع أساسي، وعلى الهيئة الإدارية العمل والتعاون من أجل الرقي بالعملية التعليمية والتربوية، وسنعمل على تذليل الصعوبات والعراقيل من أجل استقرار العملية التعليمية».

مدرسة (الوحدة).. إهمال مستمر
أما المدرسة الثانية، والتي تعاني هي الأخرى من إهمال كبير، فهي مدرسة (الوحدة)، التي كان اسمها سابقا مدرسة (المؤتمر التوحيدي)، والواقعة في مديرية زنجبار بأبين، وتتمثل معاناتها في تشققات جدرانها، وأصبحت آيلة للسقوط فوق رؤوس الطلاب.
وتعاني المدرسة من كثافة طلابية كبيرة، حيث يبلغ طلابها 662 طالبا، إضافة إلى وجود 100 طالب من النازحين، إلى جانب معاناتها من تشققات في جدران الفصول الدراسية، وأصبحت آيلة للسقوط فوق رؤوس الطلاب.


مدرسة (الوحدة) تأسست عام 1973م، من قبل الرئيس الجنوبي سالم ربيع علي (سالمين)، وبعد الوحدة اليمنية تم تغيير اسمها إلى مدرسة (الوحدة) للتعليم الأساسي، في إطار التغيير الممنهج لأسماء المدارس الجنوبية من قبل نظام صالح السابق الذي سعى إلى طمس الهوية الجنوبية والتعليم في الجنوب.

مدرسة الوحدة
مدرسة الوحدة

وأصبح حال المدرسة يرثى لها، وبعض سقوف فصولها مهددة بالسقوط في أي لحظة، وأصبحت مصدر خطر على حياة الطلاب.
أهالي حارة سواحل بزنجبار قاموا بتنفيذ العديد من الوقفات الاحتجاجية، وناشدوا السلطة المحلية بضرورة إعادة تأهيل وترميم المدرسة، إلا أن كل مناشداتهم لم تلقَ آذانا صاغية. وسبق لمحافظ أبين اللواء الركن أبوبكر حسين سالم أن زار المدرسة، ووعد بإعادة تأهيلها، وظلت المدرسة كما هي تشكل خطرا على حياة الطلاب حتى هذه اللحظة.

طلاب مهددون
مدير مدرسة (الوحدة) للتعليم الأساسي صالح الحاشي قال إن «المدرسة تعاني العديد من الصعوبات بعد أن أصبحت آيلة للسقوط فوق رؤوس الطلاب جراء التشققات التي طالت جدرانها وأسقفها، وشكلت خطرا حقيقيا على حياة الطلاب، وطالبنا مرارا وتكرارا السلطة المحلية ومكتب التربية والتعليم بإعادة تأهيلها وترميمها أسوة بالمدارس الأخرى في زنجبار، والتي تم إعادة تأهيلها بدعم من قبل الهلال الأحمر الإماراتي وبعض المنظمات الدولية، ولكن لا حياة لمن تنادي».

وأضاف لـ«الأيام»: «المدرسة توجد فيها كثافة طلابية كبيرة، حيث يبلغ عدد الطلاب 662 طالبا وطالبة، إلى جانب 100 طالب من النازحين».
جدران مشققه
جدران مشققه

وتابع «نعاني من نقص في الأثاث المدرسي والتشققات في الفصول الدراسية، ونقوم بتدريس الطلاب في فصول دراسية آيلة للسقوط، وهي مخاطرة من قبلنا على حياتهم، ونتمنى من محافظ أبين اللواء الركن أبوبكر حسين سالم أن يعمل على إنقاذ المدرسة قبل وقوع الفأس على الرأس، وهذا أقل واجب يعمله تجاه أبنائه الطلاب الذين هم أمانة في رقبته».

من جانبه، قال عاقل حارة سواحل، الكابتن صلاح نصيب إن «مدرسة الوحدة تعاني الكثير، وهي بحاجة إلى إعادة تأهيل وترميم، حيث أصبحت آيلة للسقوط في أي لحظة جراء التشققات التي طالتها، فهي من أقدم المدارس بزنجبار، ولابد من تدخل السلطة المحافظة لعمل الحلول المناسبة».
وأضاف لـ«الأيام»: «نفذنا العديد من الوقفات الاحتجاجية من أجل إعادة تأهيلها، وهناك وعود من قبل محافظ أبين بتأهيلها، ولكن لم يحصل شيء حتى الآن وظلت الأمور كما هي».
مدير مدرسة (الوحدة)
مدير مدرسة (الوحدة)

بدوره، قال المواطن فضل أحمد ثابت إن «المدرسة بحاجة إلى وقفة جادة قبل أن تحل الكارثة، وتسقط فوق رؤوس الطلاب جراء التشققات التي طالت أسقفها وجدرانها، وطالبنا السلطة المحلية بإعادة تأهيلها ولكنها غضت النظر ولم تعر مطالبنا أي اهتمام»، مضيفا «أصبحنا نضع أيدينا على قلوبنا خوفا على فلذات أكبادنا من المجهول، لكن للأسف الشديد مكتبا التربية والتعليم بالمحافظة والمديرية لم يقوما بواجبهما في عمل ما يمكن عمله، ووقفا موقف المتفرج».

التربية تبرر
من جانبه، قال مدير مكتب التربية والتعليم بمديرية زنجبار نادر أحمد فضل إن «مدرسة الوحدة للتعليم الأساسي من أقدم المدارس بزنجبار، وتم إدراجها ضمن المدارس التي سيتم تأهيلها وترميمها، ونعمل على تذليل الصعوبات والعراقيل التي تعترض سير عمل الإدارات المدرسية من أجل إنجاح العملية التعليمية والتربوية».

وأضاف لـ«الأيام»: «تم إعادة تأهيل وترميم ثانوية الصديق ومدرسة الشهيد فاهم الحبسي للتعليم الأساسي من قبل الهلال الأحمر الإماراتي الذي له تدخلات كثيرة، ويجري العمل على إعادة تأهيل مدرسة خديجة للبنات للتعليم الأساسي بعد أن كانت آيلة للسقوط».
وتابع «المكتب وجه بعدم الخصم من مرتبات المعلمين والمعلمات، خدمة منا لهذه الشريحة، لكن عليهم الالتزام بأداء رسالتهم التعليمية والتربوية تجاه الطلاب والطالبات».​