كشفت مصادر ثقافية وأخرى محلية في العاصمة اليمنية صنعاء عن تصاعد كبير
للانتهاكات وأعمال التدمير الحوثي المنظم بحق ما تبقى من رمزية ومعالم
مدينة صنعاء القديمة. بالتزامن مع تحذيرات محلية واسعة من انهيار وشيك لنحو
400 منزل تاريخي بالمدينة ذاتها جراء ما طالها من إهمال وعبث وتدمير حوثي
ممنهج طيلة سبعة أعوام ماضية.
وطبقاً لما أكدته المصادر ذاتها
لـ«الشرق الأوسط»، فقد كثّف الانقلابيون الحوثيون طيلة الشهرين المنصرمين
من إجراء استحداثات واسعة بحق ما تبقى من معالم صنعاء القديمة، شمل بعضها
طباعة وكتابة عديد من الشعارات تحوي عبارات مؤسس الجماعة وزعيمها الحالي،
ووضعها على بوابات المدينة وممراتها وأغلب جدران منازلها وباحات أسواقها
القديمة.
وفي سياق متصل، تحدث عاملون في الهيئة العامة للحفاظ
على المدن التاريخية الواقعة تحت سيطرة الميليشيات بصنعاء عن اعتزام
الحوثيين بختام برنامجهم الاستهدافي لصنعاء القديمة تنفيذ مشروعين
استهدافيين آخرين، الأول يتمثل بإجراء استحداثات واسعة على «باب اليمن»
والساحة الخاصة به، والآخر يتعلق باستهداف «باب شعوب» و«السور الشرقي»
للمدينة.
وأشار العاملون، الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، إلى أن
الجماعة ماضية بتنفيذ مشاريعها التدميرية تلك بحق المدينة في وقت لا يزال
فيه أكثر من 400 منزل قديم بمدينة صنعاء القديمة معرّضاً للسقوط بسبب إهمال
الميليشيات وعدم قيامها بمشاريع وأعمال ترميم دورية. وكانت مصادر عاملة في
وزارة الثقافة الخاضعة لسيطرة الجماعة بصنعاء كشفت في وقت سابق لـ«الشرق
الأوسط»، عن مواصلة الميليشيات إجراء تغيرات واسعة بحق ما تبقى من معالم
ورمزية مدينة صنعاء القديمة.
وقالت
إن الاجتماع الحوثي خرج حينها بآلية مزمنة تنص على إجراء تغيرات واسعة
لمداخل باب اليمن ومخارجه وإقامة مجسمات بالقرب من باب شعوب التاريخي وأخرى
بعدد من ساحات ومنازل المدينة لها ارتباط بالفكر والمشروع الحوثي الدخيل
على المجتمع اليمني.
وذكر عدد منهم، أن الجماعة مستمرة منذ انقلابها على الشرعية
واجتياحها صنعاء وبعض المدن شن حربها الخفية والعلنية ضد معالم اليمن
التاريخية والحضارية، بينها مدينة صنعاء القديمة التي لم تكتف الجماعة
بتحويلها إلى منطقة أمنية مغلقة، بل عمدت إلى مصادرة عديد من منازلها
ومنحها لقياداتها والبعض من مشرفيها القادمين من صعدة المعقل الرئيسي
للجماعة.
وحمّلوا الجماعة كامل المسؤولية حيال ما تتعرض
له المدينة التاريخية حالياً من عبث واستهداف منظم. وناشدوا في الوقت ذاته
منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو)، بالتحرك لوقف
مخطط الاستهداف بحق ما تبقى من معالم تلك المدينة تحت مزاعم تنفيذ مشاريع
حوثية.
وعلى مدى الأعوام الماضية من عمر الانقلاب الحوثي على السلطة، عمدت الميليشيات وفي سياق عبثها وتدميرها المنظم بحق المدينة إلى إجراء تغيير شبه كامل لديموغرافيتها والعبث بجماليتها ومعالمها الحضارية، إضافة إلى مصادرة العشرات إن لم تكن المئات من منازلها التاريخية وشراء أخرى.