> فارس حسين السقلدي
يستغرب الساسة والكتّاب والمثقفون والنخب السياسية والمتابعون بعمق وتفحص لاستقراء الواقع السياسي الحالي، وإلى ما وصلنا اليه اليوم من عبث في المشاورات التي جرت في السويد، بل وإلى ما وصل إليه حال تلك الأطراف المتحاورة والمعنية في مشاورات السويد التي دعا إليها وتبناها مجلس الأمن الدولي عبر مبعوثه الأممي لدى اليمن، وكيف تم الاعتراف بها رسميا وعلى أي أساس ومنطلق؟ وكيف لتلك الأطراف أن تمثل شعبا أو تقود أمه.
فما جرى في السويد بين «الشرعية» وجماعة الحوثي الانقلابية تدل على أنها مشاورات «عنف وقوة» وليست مشاورات سلام كما يروج لها البعض ويقال عنها، فما الذي ينتظره ويتوقعه مجلس الأمن الدولي من هزلية تلك المشاورات، وما هي النتائج المترتبة على ذلك، وأي ضمانات تخرج بها تلك المشاورات حتى وإن تمت المصافحة، فهل لازال مجلس الأمن الدولي ومبعوثه الخاص إلى اليمن على أمل واعتراف رسمي ومطلق بهما أن يطبقا ما تم الاتفاق عليه؟.. وهل هذه مشاورات سلام بحد ذاتها ومفهومها؟.. إذا كان الهدف منها فعلا هو السلام الحقيقي لليمن والمنطقة المليئة بالصراعات والمنازعات فأي سلام سيتم تسويته؟!.. وكيف لمجلس الأمن والمبعوث الأممي أن يتجاهلوا قضية الجنوب رغم وعودهم المتتالية بحلها.
المتابعون يقولون بأن اتفاقية مشاورات السويد كُتب لها الفشل الذريع، لأنها لم تحل أساس وجذور مشكلتها من خلال إقصاء واستبعاد طرف أساسي رسمي يحمل قضية عادلة وأساسية، بعد أن تم تجاهلها، وعند عودتنا إلى قرار مجلس الأمن 2216 وما نص عليه حول مليشيات المتمردين والانقلابيين نجده اليوم ونقرأه العكس تماماً، مما يعني أن الانقلابيين كسبوا النصيب والقدر الأكبر من كل تلك المشاورات، بعد أن تعامل مجلس الأمن الدولي لها بصفة أساسية «كطرف أساسي» وغير انقلابي، وهذا يعتبر أكبر منجز حققه الحوثيون بغض النظر عن نجاح أو فشل مشاورات السويد.
مثل هكذا حوارات ومشاورات أثبتت فشلها التام لعدم وجود طرف أساسي ورئيسي في المحادثات تتمثل بقضية وشعب الجنوب، باعتبار مقاومته هي التي كبدت مليشيات الحوثي خسائر فادحة، فالمقاومة الجنوبية أحرجت الشرعية على الأرض مقارنة بقوات الشرعية التي لم تحقق انتصارات في كثير من الجبهات.. فلا يمكن تجاهل المقاومة الجنوبية باعتبارها طرفا أساسيا في المعادلة السياسية، ولابد من مشاركتها كطرف وجزء لا يتجزأ من أي حلول ومحادثات وسلام، ولابد من إعادة النظر في التعامل رسميا مع قضية الجنوب ومقاومته الجنوبية بما يتماشى مع إرادة الشعب الجنوبي وما قامت عليه ثورته السلمية الجنوبية المباركة.