> تقرير/ أديب العبد


ترتفع أصوات الكثيرين من أبناء مديرية بيحان العليا المطالبة بإعادة النظر في تشغيل الرحلات الجوية بمطار بيحان الدولي، والذي كان من أبرز المطارات الدولية بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.. أنشئ المطار في عهد الإمارة الهبيلية في الخمسينات في منطقة الرونة شرق بيحان كمطار ترابي زمناً، ثم انتقل إلى منطقة الحزم وجربان في مطلع الستينات على شكل مطار ترابي، ومن ثم تمت عملية سفلتته..

كان المطار حتى العام 93م يستقبل رحلتين أسبوعياً في أقل معدل من بيحان إلى عتق ثم إلى عدن حتى أغلق تماماً بعد حرب صيف 94م، وأصبح من أهم المنجزات التي تم تدميرها من قِبل نظام صنعاء بعد اجتياح الجنوب في العام 94م.
مازالت قلوب أبناء بيحان معلقة ومشدودة إلى هذا المطار ويحدوهم الأمل بإعادة تشغيله مجدداً لتخفيف أعباء السفر التي يعانيها أبناء بيحان..


وعلى غرار ذلك التقينا بعدد من أبناء مديرية بيحان ممن شهدوا بداية تأسيس هذا المطار أو استفادوا من الخدمات التي كان يقدمها لأهالي مديريات بيحان والمناطق المجاورة لهم..
يقول الكاتب المسرحي والأديب الكبير محمد أحمد ناصر المحضار السيد أحد الذين عملوا بمطار بيحان: «تم تجهيز مطار بيحان في منطقة الرونة شرقي بيحان كمطار ترابي وفي العام
1951 نزلت أو طائرة عسكرية بريطانية مختطفة من قبل الثائر الهارب الشيخ علي ناصر القردعي بمطار الرونة حين مسكت بريطانيا القردعي في شرورة وقد أرسله الإمام مع مائة جندي واتفق مع بريطانيا على القضاء عليه ورفض صعود الطائرة إلا بسلاحه واطمأنوا إلى أنه بدوي ولا يعرف جغرافية الأرض وفعلاً نُقل مع بندقيته على متن الطائرة وعندما شاهد جبال مكيراس عرف أنه اختطف فدخل إلى كابينة القيادة ووضع البندقية في رأس الكابتن وأرغمه على العودة إلى بيحان وهبط في مطار بيحان الرونة وكان في استقبالهم الشريف عوض بن حسين الهبيلي حينها».

وأضاف: «أما أول رحلة تقلع من مطار بيحان في الرونة فكانت في العام 1948 وكانت الرحلة لحمل القمح في أيام المجاعة في بيحان، وبعد ذلك تم نقل مطار بيحان من منطقة الرونة إلى منطقة الحزم وجربان، وكان أيضاً مطاراً ترابياً في بدايته تقريباً في العام 1960م وما بين عامي 1962 و 1963م تمت سفلتة المطار، وحينها كانت شركات الطيران المدني محدودة منها شركة (ايدان ارويز) و(اليمدا) وشركة (الداكوتا)، أما شركات الطيران العسكري فأبرزها شركة طيران (البيفر لي) وهي الأكبر حينها لأنها تتكون من دورين؛ السفلي للسيارات ويتسع لسيارتين كبيرتين أما العلوي فكان مخصصاً للركاب، وأيضاً شركة (الانتينوف) بالإضافة إلى طيران الهيلوكابتر ذات المحرك الواحد والتي كان يطلق عليها حينها اسم (الجرادة).


أما الأستاذ محمد عبدالله كرنون رئيس قسم النظم والمعلومات بإدارة التربية والتعليم في بيحان فيقول: «أتذكر مطار بيحان ورحلة الإثنين والأربعاء لطيران (اليمدا) من بيحان إلى عدن حيث كانت تلك الرحلتان لأبناء بيحان للطيران المدني غير الطيران العسكري، وأتذكر أننا كنا نذبح الذبيحة في بيحان ونرسلها إلى عدن بالطائرة حيث تتم العزومة في عدن والذبائح من بيحان بفضل طيران اليمدا، كانت ترسل إلى عند عمي المقدم عبدربه سالم بن هادي بعدن مدير دائرة النقل في وزارة الدفاع التي تتبع الدائرة الفنية التي كان يترأسها عبدربه منصور هادي، وكنا نرسل القات يوم الأربعاء لأقاربنا بعدن، كانت أيام جميلة جداً، وصار مطار بيحان الأن لا يذكر، ونستغرب حين نرى اليوم ويحز في أنفسنا أن نرى الأخ صالح الجبواني وزير النقل يعتمد ترميم مطار عتق وبناء مطار مأرب ويتجاهل مطار بيحان متناسياً أهميته في خدمة أبناء بيحان والمناطق المجاوره في المجالين المدني والعسكري في نقل الأسلحة إلى بيحان وإنقاذ الكثير من الجرحى الذين فقدوا حياتهم نظرا لبعد المسافة من بيحان وإلى المناطق التي يتم نقلهم إليها للعلاج.. وأتمنى كأحد أبناء بيحان أن يتم إعادة النظر في مطار بيحان من قبل حكومة الشرعية ممثلة بوزير النقل صالح الجبواني».


الأستاذ عبدربه ناصر سلمان قال: «يعتبر مطار بيحان الدولي ثاني مطار في محافظة شبوة وأحد مطارات اتحاد الجنوب العربي وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، تأسس في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي كان يقدم خدمات للمناطق الشمالية بمحافظة شبوة في الوقت الذي كانت وسائل النقل البري شبه معدومة بسبب وعورة الطرق، حيث بقي المطار يزاول عمله بشكل مستمر برحلات الداخلية بمعدل رحلتين كل أسبوع وبشكل منتظم وبالتحديد يومي الاثنين والأربعاء حتى العام 1994م، وبعد ذلك العام توقفت كل الرحلات وبدأ الزحف على أرضية المطار من كل الجوانب، وأصبح المطار معطلاً ومتوقفاً عن العمل ومهملاً إلى يومنا هذا..
وندعو جهات الاختصاص للالتفات إلى مطار بيحان الدولي من خلال إعادة تأهيله ليقدم الخدمات للمواطنين».

من جانبه يقول الأستاذ خالد مبارك الراوي: «كان مطار بيحان الدولي يقدم خدمات جليلة للناس في بيحان والمناطق المجاورة، حيث كان طيران (اليمدا) يعتمد تذكرتين ذهاباً وإياباً من بيحان إلى العاصمة عدن لأي مريض ومرافقه، وعودة عمل المطار سيخفف معاناة الناس في بيحان وخصوصاً المسافرين والمرضى، فكثير من المرضى يلاقون حتفهم نتيجة بُعد المسافة عن بيحان، كما إنه سيقلل من حوادث السير في الطرقات.. عودة المطار للعمل أصبح حلماً يراود جميع أبناء بيحان.