> القاهرة «الأيام» أ.ف.ب
أفرجت السلطات المصرية صباح أمس الاثنين عن المصور الصحافي محمود أبو زيد المعروف باسم شوكان بعد أكثر من خمس سنوات في السجن اثر القبض عليه اثناء تصويره فض اعتصام للاسلاميين في القاهرة.
وكان محاميه طاهر أبو النصر قال لفرانس برس إنه «تم الإفراج عن شوكان في الساعة السادسة (04,00 ت غ) من قسم الهرم».
الا أن شوكان البالغ من العمر 31 عاما، أمضى ستة أشهر أخرى في السجن لامتناعه عن دفع غرامة كانت المحكمة قد قررتها كعقوبة إضافية.
ودانت لجنة الدفاع عن الصحافيين أمس الاثنين اجراءات المراقبة.
ووسط أجواء من البهجة بعودته عمت المنزل الذي إزدحم بأقاربه، قال شوكان بحماس «أصبحت حرا أنام وقتما أشاء وأخرج وقتما أشاء ليس هناك حديد أو سجان».
█ «لم أعد إلا بعد خمس سنوات»
قال شوكان بأسى متذكرا لحظة القبض عليه «نزلت من بيتنا لأصور ولم أعد الا بعد خمس سنوات».
وقال «أنا متمسك بمهنة التصوير الصحافي وأعتقد أن هناك مساحات أمام اي مصور ويمكنني أن اجد أماكن كثيرة يمكنني أن أنشر فيها».
وأكد أنه تم الطعن في الحكم أمام محكمة النقض.
ولقي أكثر من 700 من أنصار الرئيس الاسلامي محمد مرسي أثناء فض اعتصام رابعة العدوية الذي جاء بعد شهر ونصف من قيام الجيش باطاحة مرسي وتوقيفه.
وكانت عدة منظمات حقوقية دولية طالبت بانتظام باطلاق سراحه ودانت السلوك القمعي للسلطات تجاه وسائل الاعلام في مصر.
ومصر في المرتبة 161 من اصل 180 دولة في ترتيب عالمي لحرية الصحافة اعدته منظمة «مراسلون بلا حدود» في 2018.
وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس في منزله بمنطقة الهرم (غرب القاهرة) بعد ساعات قليلة من إطلاق سراحه، قال شوكان «بمجرد أن وضعت قدماي على الأسفلت شعرت أني أطير».
وفي سبتمبر الماضي دانت محكمة جنايات مصرية شوكان بـ«الانتماء إلى جماعة إرهابية» وقضت بسجنه خمس سنوات عقب الافراج عنه وهي مدة كان قد أمضاها بالفعل.
وقضت محكمة الجنايات كذلك بأن يخضع شوكان لمراقبة يومية لمدة خمس سنوات عقب الافراج عنه.
دعا منسق ادارة الشرق الأوسط وشمال افريقيا شريف منصور في بيان «السلطات (المصرية) الى إنهاء هذه المعاملة المهينة للمصور والغاء كل شروط الافراج عنه».
█ «لم أعد إلا بعد خمس سنوات»
قال شوكان بأسى متذكرا لحظة القبض عليه «نزلت من بيتنا لأصور ولم أعد الا بعد خمس سنوات».
وأضاف أن السجن «تجربة مريرة لا يمكن أن أنساها ولكنها تجعل الانسان يرى الحياة من زاوية أخرى بالرغم من قسوتها ومرارتها لكنني تعلمت منها الكثير»، مؤكدا أن هذه التجربة لن تردعه عن مواصلة عمله كمصور صحافي.
وأوضح المحامي أبو النصر أن شوكان يتعين عليه أن يقضي كل يوم «12 ساعة في قسم الشرطة التابع له سكنه، من السادسة مساء حتى السادسة صباحا».
والقي القبض على شوكان الذي كان يعمل مع وكالة «ديموتيكس» البريطانية آنذاك، مع مئات آخرين اثناء قيامه بتصوير عملية فض اعتصام انصار مرسي في ميدان رابعة العدوية في حي مدينة نصر بشرق القاهرة في 14 أغسطس 2013.
ونال شوكان جائزة منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والمعلوم (يونسكو) لحرية الصحافة عامي 2016 و2018 أثناء سجنه.
ودانت المفوضة العليا للأمم المتحدة لحقوق الانسان ميشال باشليه دانت الحكم في قضية رابعة معتبرة أنه تم «انكار» حقوق المتهمين «بشكل سافر». وردا على ذلك، اتهمت وزارة الخارجية المصرية آنذاك باشليه ب»عدم الموضوعية».