> يوسف الحزيبي
هذا حال الدنيا، مع مرور الزمن تغيرت الأحوال وتغيرت الناس فأصبح الحال غير الحال، وأصبح صلاح الحال من المحال، فتجد الفاسد والعميل اليوم يتحدث باسم الشعب ويتغنى بشعاراته على حساب تضحيات مساكين شعبه، أصبح اليوم في مجتمعنا المسؤول في الدولة لا يلفت نظره إلى حال شعبه أو يسأل لو مات الفقير من الجوع، وأصبحنا نجد القوي، الذي يمتلك قطعاً من السلاح، لا يرحم الضعيف، حتى لو ركع أمامه.. تجد أصحاب الزعامات أشد قسوة من الجلادين ويقودون الشعب كما يقودون قطيعاً من الأغنام إلى جانب الهاوية، فلا يرون من سقط في الهاوية، ولا يعتقون من نجا من السقوط فيسلخونهم مثل الخراف، وتجد اليوم أنه من يدافع اليوم عن الشعب “تحت مسمى الوطنية والدفاع عن الوطن وتحريره يضرب بيد من حديد رؤوس الشعب” يستغل الشعب ويستنزف دماءهم ويسرق قوتهم بحجة أنه يحفظ حقهم “ويحررهم ويدافع عن وطنهم” ويدرأ عنهم الظلم وهو الظلم بحد ذاته، فلا يعود المواطن البسيط المسكين يدرك من الجلاد، فهم كلهم جلادون، ويضيع بين أسواطهم دون أن ترف أعينهم أو تحن سياطهم على وهنه وضعفه، وهذه إشارة لمن يفهم..!
لذلك يجب أن يخترعوا قيمة جديدة تعبر عن القيمة المنحلة التي يعطوها للإنسان حالياً، فهي سلعة رخيصة باسمها ينهب الإنسان ويقتل الإنسان ويضحى بالإنسان، فأصبح هو العلة والداء والتضحية به هي الحل وهي الدواء.