> د. عبده يحيى الدباني
الشماليون هذه المرة يزجون بقواتهم العسكرية والبشرية بكل قوة وعدوان وانتحار على حدود محافظة الضالع الجنوبية البطلة، يسقط قتلاهم في كل مكان مكومين فوق بعضهم في مشاهد رهيبة ستخلف ربما آفات وأمراضا بيئية بسبب انتشار هذه الجثث. مع هذا لا يزال الشماليون يكرون بقيادة الحوثي نحو حدود الضالع والمعارك هناك بين كر وفر، ولايزال الخطر قائما على بوابة الجنوب (الضالع) على الرغم من الدفاع المستميت الذي يجابه به أهلنا هناك هذا العدوان الهيستيري المجنون. هؤلاء المعتدون حاقدون ومنتقمون وموتورون ولا يهمهم التضحية بجنودهم وشبابهم ورجالهم ولا قيمة لهم عندهم، إن الجثث وسيلة تمهد لهم الطريق للوصول إلى كسر إرادة الضالع التي هي رمزية وطنية للإرادة الجنوبية.
فعلى أهلنا في الضالع أولا وعلى مقاتلينا في الجنوب كله ثانيا عدم التراخي والتواكل والانشغال في أمور الحياة هذه الأيام أو الاقتصار على متابعة الأحداث والمعارك من خلال القنوات وشبكة التواصل الاجتماعي فإن هذه الوسائل لا تحقق نصرا ولا تهزم عدوا. مع ضرورة الاهتمام بالجانب الإعلامي المحترف الواعي الذي يواكب هذه المعارك والأحداث.
إن هنالك خطرا حقيقيا يحدق بالضالع خاصة وبالجنوب عامة، ويجب أن يشعر كل فرد بأن الخطر يخصه هو كما يخص غيره، وأن الصبر والصمود ساعات أو أياما أو شهورا هو مفتاح النصر المؤزر على المعتدين، وأن الصبر والتضحية والصمود مهما كانت أفضل مليون مرة من الانكسار والتخاذل ودخول الحوثي إلى مناطقنا وبلادنا ليستعبد الناس ويذلهم ويسجنهم في بيوتهم إن لم يقتلهم انتقاما وثأرا ويفجر المنازل على رؤوس ساكنيها.
نحن نعرف ونثق أن الضالع قوية والجنوب كذلك ولكن يجب ألا نقلل من قوة عدونا أو نستهين به ونركن إلى قناعات وتطمينات جاهزة فالحرب خدعة وعدونا متربص ولديه نفس طويل وأتباع يجازف بهم كما يريد ويسوقهم كيف يشاء، فهو يناور ويتسلل ويكر ويفر ويقدم ضحايا بلا حساب ثم يعيد الكرة ويحاول من هنا وهناك لا يكل ولا يمل، فيجب أن نكون أكثر حزما وعزما وصبرا وجلدا وأطول نفسا وأشد نفيرا، ويجب أن تكون المعركة في أرض العدو حتى لا يحولها إلى قرانا ومدننا.
شهركم مبارك مكلل بالنصر وميلاد الفرج بعون الله.