أخر تحديث للموقع
اليوم - الساعة 11:49 م بتوقيت مدينة عدن

مقالات الرأي

  • ​الرئيس القادم

    محمد عبدالله الموس




    ​لست خبيرا في الشأن الأمريكي، لكن الحالة في الولايات المتحدة الأمريكية تنعكس على أحوال كثير من بلدان العالم ومنها بلادنا، على وجه الخصوص، مع اشتعال حمّى السيطرة على الممرات الملاحية الهامة ومنها باب المندب حيث يمر (30%) من النفط التي تحتاجة الصناعة في النصف الشمالي من الكرة الارضية.

    ومرد عدم اهتمامنا المتواضع بالشأن الأمريكي يرجع إلى أن في بلادنا الكثير من الأوجاع التي تحتاج إلى أكثر من اهتمام فردي نتيجة الآثار الكارثية للسياسات المتخبطة التي اوصلت الناس إلى (التجويع المسيّس) الذي سيصل قريبا الى كل بيت بما في ذلك من يتوهمون انهم في الأمان، بعد ان جعلت هذه السياسات الكارثية الخدمات الضرورية (الكهرباء والماء والتطبيب والتعليم) احلام بعيدة المنال.

    إيلون ماسك والرئيس ترامب حصل معهما ما حصل مع عيال الشيخ وعيال الرئيس عندما كبر العيال وتناطحت المصالح واستثمر هذا التباين في قيام ثورة شارع الستين الشمالي في صنعاء، وهي ثورة ممولة ومدعومة خارجيا، وكان أول ضحاياها الحراك الجنوبي عندما تسابقت التصريحات اليمنية من ثوار حزب الإصلاح والحوثي بالاعتراف بحق أبناء الجنوب والقبول بما يرتضية أبناء الجنوب، ثم بعد ذلك قلبوا لنا ظهر المجن وصاروا يتسابقون على السيطرة على الجنوب وإعادته إلى بيت الطاعة في سوق الملح.

    صراع ماسك وترامب ليس صراعا (عالم ثالثي) فهو صراع على قمة العالم في البلد الأكثر ثراء والأكبر قوة على الكرة الأرضية، البلد الأكثر تراكم معرفي الذي يستثمر كل شيء لصالحة حتى الحركات التي تدعي أنها تقف في وجه أمريكا.

    قيل أن إيلون ماسك قد ينشئ حزبا جديدا بعد أن انكماش الحزب الديمقراطي، ويسعى الحزب الديمقراطي الأمريكي إلى احتضان إيلون ماسك وربما تمكينه من الزعامة، وهكذا سيتحول صراع الرجلين من خلافات حول بعض التعيينات في المناصب إلى الصراع على الزعامة في أمريكا وقد نرى (اذا طالت بنا الاعمار ونجونا من المجاعة المسيسة) قد نرى إيلون ماسك هو المرشح الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة.

    لن يتغير شيء في أمريكا ولا في سياساتها ولكن تتغير الأدوات التي يستخدمها كل طرف أمريكي لضمان مصالح أمريكا وسيجد إيلون ماسك والديمقراطيون مطبلون (وشقاة) جدد في العالم العربي وغير العربي.

    الا نستحق أن نتعلم من المدرسة السياسية الأميركية بأن نجعل تنافسنا تحت سقف وقدسية الوطن، وأن نجعل العقد الاجتماعي حاكما بيننا بدلا من ثقافة الصراع؟.

    لن يتغير شيء طالما لم نتغير نحن فلا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم، وكما تكونوا يولّى عليكم.

المزيد من مقالات (محمد عبدالله الموس)

  • Phone:+967-02-255170

    صحيفة الأيام , الخليج الأمامي
    كريتر/عدن , الجمهورية اليمنية

    Email: [email protected]

    ابق على اتصال