> هلال الجمرة ويوسف إغروان
يربط البحر الأحمر بين القارات الثلاث، أفريقيا وآسيا وأوروبا، وهو البوابة
الرئيسية لنفط الخليج المتجه إلى أمريكا الشمالية، وهو الطريق التجاري
الأقصر والأكثر قيمة في العالم إلى أوروبا عبر قناة السويس في الشمال، وإلى
آسيا عبر مضيق باب المندب في الجنوب.
وعلى الرغم من أن كلا منهما متاخم للبحر الأحمر، لم تكن إريتريا أو (إسرائيل) أعضاء في التحالف.
الطريق إلى البحر الأحمر
وخلال العقود الثلاثة الماضية، تنافست الولايات المتحدة وفرنسا واليابان والصين وروسيا وإيران وتركيا والإمارات العربية المتحدة من أجل السيطرة على البحر الأحمر.
وقد غيرت القواعد العسكرية التي بنتها هذه البلدان في الدول الساحلية على البحر الأحمر وخليج عدن الهيكل الجيوسياسي للقرن الأفريقي.
ورحبت هذه الحكومات بالقواعد العسكرية
الأجنبية وقبلت الاستثمارات المصاحبة لها لاكتساب الزخم الاقتصادي والحصول
على الحماية العسكرية.
مخاوف السعودية
وتخشى المملكة من أن تنفذ إيران تهديدها المتكرر بإغلاق مضيق هرمز، الذي يمر عبره خمس نفط العالم.
وفي الواقع، ازدادت هذه التهديدات منذ أن سيطرت ميليشيا الحوثيين المدعومة من إيران على اليمن عام 2015.
وتدخلت السعودية في اليمن عام 2015 من أجل فرض سيطرتها على
البحر الأحمر، وحققت طفرة سياسية من خلال توطيد العلاقات مع البلدان
الأفريقية المتاخمة للبحر.
بالإضافة إلى ذلك، توسطت السعودية لتوقيع اتفاقية سلام لحل النزاع المستمر منذ عقود بين إثيوبيا وإريتريا في منتصف سبتمبر 2018.
وتسيطر
مصر، وهي عضو في تحالف البحر الأحمر وحليف رئيسي للسعودية والإمارات على
جزء كبير الآن من البحر من قناة السويس إلى باب المندب.
وفتحت
تركيا أكبر قاعدة عسكرية في الخارج في الصومال عام 2017، كما وقعت اتفاقية
في ذلك العام مع السودان لتجديد ميناء من العهد العثماني في مدينة "سواكن"
على الساحل الغربي للبحر الأحمر، مع احتمالية إقامة قاعدة عسكرية في
الميناء.
ومع ذلك، بعد شهور، منح السودان مصر نحو 500 فدان من الأراضي لبناء منطقة صناعية على النيل، بالقرب من العاصمة الخرطوم.
وتحاول
السعودية بدورها استخدام تحالف البحر الأحمر ضد تركيا بسبب ضغط الرئيس
التركي "رجب طيب أردوغان" على ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" بعد تورطه
المزعوم في اغتيال الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" في إسطنبول.
وفي أغسطس 2018، حذرت تل أبيب من أن تهديد إيران بإغلاق مضيق باب المندب سيدفع إلى تشكيل تحالف دولي ضد طهران.
تعزيز العلاقات مع (إسرائيل)
ويقول
الجنرال "شاؤول شاي"، مدير وحدة الأبحاث في "مركز السياسة الإستراتيجية"
إن (إسرائيل) تفضل بقاء البحر الأحمر تحت تأثير التحالف الذي تقوده
السعودية، الذي يمكنه مواجهة الخطر الذي تشكله سيطرة الحوثيين على مضيق باب
المندب.
ومنذ صعوده إلى السلطة عام 2017، حاول "بن
سلمان" كسب الولايات المتحدة، وتقديم نفسه على أنه حليف موثوق للغرب، وبعد 6
أشهر من نقل واشنطن سفارتها إلى القدس في مايو 2018، أثنى الرئيس "ترامب"
على الجهود السعودية لحماية (إسرائيل).
وفي عام 2017، قام "جاريد
كوشنر"، مستشار "ترامب" وصهره، بتقديم تفاصيل خطة السلام المعروفة باسم
"صفقة القرن" إلى ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" حتى يتمكن من الترويج
لها بين القادة العرب، وخاصة الرئيس الفلسطيني "محمود عباس"، الذي تمت
دعوته سرا إلى الرياض في ديسمبر 2017 من قبل "بن سلمان".
وفي
الواقع، من المتوقع أن تمنح الخطة المتعثرة (إسرائيل) السيطرة الأمنية
الكاملة على الضفة الغربية المحتلة، وأن تنص على بناء عاصمة جديدة
للفلسطينيين في المناطق المحيطة بالقدس.
ووفقا لذلك، فإن التحالف سوف يحمي (إسرائيل) أيضا.
وإذا اكتمل التحالف، فستكون المملكة أقوى ممثل سياسي واقتصادي في منطقة البحر الأحمر.
"إنسايد أرابيا"