> باب المندب «الأيام» خاص:

في نهاية درامية لحادثة شغلت الشارع العدني لأيام، أُعلن أمس الاثنين عن العثور على أربعة صيادين كانوا قد فُقدوا منذ السبت 31 مايو في عرض البحر، بعد رحلة صيد انطلقت من مديرية صيرة بمحافظة عدن. وقد تم إنقاذهم قرب جزر "السوابع" التابعة لجمهورية جيبوتي، حيث استضافهم أحد الصيادين الجيبوتيين، وهم الآن بصحة جيدة وفي انتظار إعادتهم إلى الوطن.

بدأت القصة عندما أبحر الصيادون الأربعة فجر السبت الماضي على متن قارب "فيبر جلاس" مزود بمحركين، في رحلة صيد تقليدية من ساحل صيرة.

وبحسب مصادر محلية، كان البحر مضطربًا في ذلك اليوم، ومع مرور الساعات دون عودة القارب أو أي اتصال، بدأت حالة من القلق تنتاب أسر الصيادين وسكان المنطقة.

وفي ظل انقطاع الاتصال التام، سارعت جمعية صيادي صيرة التعاونية السمكية، بالتعاون مع أهالي المفقودين، إلى إطلاق بلاغات عاجلة للجهات الأمنية والبحرية، مطالبة بتكثيف عمليات البحث. وبالفعل، تم تشكيل فرق بحث بحرية محلية، شارك فيها صيادون بخبراتهم ومعداتهم الخاصة.

في أولى نتائج البحث، تم العثور على القارب مقلوباً على بعد 28 ميلاً بحرياً من سواحل عدن، مربوطاً بعدد من عبوات الوقود الفارغة. ولم يكن على متنه أي من الصيادين، كما تبيّن أن المحركين قد انفصلا من القارب، في مشهد عزز فرضية غرق القارب واضطرار طاقمه للنجاة بالسباحة أو التشبث بأي وسيلة طافية.

هذا الموقف زاد من تعقيد الموقف، ورفع منسوب القلق، إذ لم تكن هناك أي مؤشرات على مصير الصيادين الأربعة.

في تطور مفاجئ، تلقى اللواء 17 عمالقة في باب المندب، أمس الاثنين، بلاغًا من الشيخ حسين الحاج، أحد الصيادين الجيبوتيين، أفاد فيه بأنه عثر على أربعة صيادين يمنيين في عرض البحر، بالقرب من جزر السوابع. وذكر أن الصيادين كانوا متشبثين بعبوات وقود فارغة، وأنهم ظلوا في تلك الحالة لأكثر من يومين قبل أن تنتشلهم سفينة تجارية وتسلمهم لأحد القوارب المحلية التابعة له.

المتحدث الرسمي باسم اللواء 17، عادل المحولي، أكد صحة البلاغ، مشيرًا إلى أن الصيادين حالياً ضيوف لدى الشيخ الحاج في جيبوتي، وحظوا برعاية طبية وغذائية جيدة، ثم أعيدوا إلى باب المندب وتم تسليمهم أهاليهم.
  • جهود ذاتية تنقذ الأرواح
الجدير بالذكر أن عملية البحث عن الصيادين تمت بجهود ذاتية من قِبل صيادين محليين، دون تدخل رسمي واسع في البداية. وقد أشاد المحولي بدور الصيادين الذين شاركوا في تتبع القارب وتحليل مجريات الحادثة، ما ساهم في تضييق نطاق البحث والربط بين موقع القارب وجزر جيبوتية قريبة، مما مهّد لتلقي البلاغ وتأكيد صحته بسرعة.

جمعية صيادي صيرة التعاونية بدورها نوهت إلى الجهود الشعبية التي ساعدت في تسليط الضوء على الحادثة، معتبرة أن تعاون المجتمع المحلي كان عاملًا حاسمًا في الوصول إلى نهاية سعيدة.

تضارب في الأسماء... وتنسيق لإعادتهم

حتى لحظة إعداد التقرير، وردت عدة روايات متضاربة حول هوية الصيادين. ففيما ذكر بيان اللواء 17 أن الأسماء هي:

حسن معضلي

عيسى جنان

غمدان جعفر

مصطفى جعفر

أشارت مصادر في جمعية الصيادين إلى أسماء أخرى هي:

عدنان قاسم جعفر (ربان القارب)

مصطفى قاسم جعفر

عيسى محمد داوود جنان

حسن المطظف جنان

ورجّحت المصادر أن يكون الالتباس ناتجًا عن تشابه الأسماء أو أخطاء إملائية، مؤكدة أنه سيتم التحقق منها بعد عودة الصيادين إلى اليمن.

وبحسب المتحدث باسم اللواء، فإن الترتيبات جارية حالياً بالتنسيق مع السلطات الجيبوتية لتأمين عودة الصيادين إلى اليمن، حيث من المتوقع أن يصلوا مساء اليوم إلى باب المندب، ومنها إلى عدن، ليتم استقبالهم من قبل أسرهم والجهات المختصة.
  • ردود فعل الشارع العدني
قوبل خبر العثور على الصيادين الأربعة بفرحة عارمة بين الأهالي ورواد وسائل التواصل الاجتماعي في عدن، الذين تابعوا الحادثة بقلق بالغ منذ لحظة الإعلان عن فقدانهم. وتناقل المستخدمون صورًا من حملات البحث البحرية، ودعوات للمشاركة في التبليغ والدعاء، فيما عبّر كثيرون عن امتنانهم للشيخ حسين الحاج ولموقفه الإنساني.

خاتمة: البحر صديق وعدو..