رمضان هو شهر الخير والبركة والنماء ،فهو يعمل على دعم الإيمان وتقوية
مكارم الأخلاق في الإنسان .ومن هذه الأخلاق خلق التسامح والغفران الذي يعمل
على تطهير القلب من المشاعر السلبية من بغضاء وأحقاد لتحل محلها المشاعر
لإيجابية من محبة ورحمة وأمان،وهذا لمن شأنه أن يساهم في تحقيق الراحة
النفسية والصحة الجيدة ،ويساهم في تمتين وتوطيد العلاقات بين الناس فتتحقق
الوحدة بين الأسرة وباقي المؤسسات الاجتماعية.
والتسامح فطري ومكتسب
،فطري أودعه الله تعالى في عباده بنسب و أقدار متفاوتة ،ومكتسب يكتسبه
الإنسان من البيئة أفضلها التعاليم السماوية التي تحث الإنسان المسلم على
العفو والتسامح ومغفرة الأخطاء والزلات. قال تعالى مخاطبا الرسول صلى الله
عليه وسلم وهو خطاب لكل مسلم:(فاصفح الصفح الجميل ﴾الحجر85 .وفي حديث
الرسول صلى الله عليه وسلم"ارحموا ترحموا،واغفروا يغفر لكم" رواه مسلم.
وأخرج أبو داود والنسائي بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم عن أبي هريرة
مرفوعا :" لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل
النار ".
والعفو
والتسامح سبيل إلى العزة. ففي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:" ما نَقصت
صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزَّا، وما تواضع أحد لله إلا
رفعه الله" رواه مسلم.
وبالمناسبة فإني سامحت كل شخص
أساء إلي ،وأستسمح كل شخص أسأت له بقصد أو عن غير قصد ،وعيدكم مبارك سعيد
وكل عام وأنتم بخير وكافة المسلمين .
لعل شهر رمضان، جعله الله، فرصة
لكل عاصي أو متخاصم أن يبادر بالعفو والصفح فهو شهر التسامح والغفران والحب
والرحمة، فالله تعالى أمرنا بالصيام ليس فقط للامتناع عن الأكل والشرب بل
لغرس الفضائل وتعويد الناس عليها، فالمسلم في هذا الشهر يجب أن يتحلى
بالاخلاق الكريمة، ويعفو ويبدأ هو بالتسامح حتى وان أخطأ في حقه أحد وسوف
يجازيه الله حسنا على ذلك.
توجه له بمثلها لعشنا في صراع دائم مع الناس وما استقام نظام المجتمع، فالإنسان مطالب بأن يكون واسع الصدر يسارع إلى الحلم قبل أن يسارع إلى الانتقام، وأن يضع بدل الإساءة إحسانا ومكان الغضب عفوا وحلما، وأن يتذكر قوله تعالى (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيم)ٌ
لذلك حث الله تعالى ورسوله الكريم على استغلال شهر رمضان في التسامح والعفو والصفح
ومن الايات القرآنيه التي جاءت لتأكيد هذه المفاهيم
قوله تعالى {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}، وقوله تعالى {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}، وقال تعالى {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.
ومن السنة:
- عن عائشة رضي الله عنها قالت:
ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط بيده ولا امرأة ولا خادماً،
إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن
ينتهك شيء من محارم الله تعالى فينتقم لله تعالى. رواه مسلم.
وغيره من الآيات والأحاديث الدالة على فضل العفو والصفح عن الناس وأن يصبر على الأذى ولاسيما إذا أوذي في الله فإنه يصبر ويحتسب وينتظر الفرج.