> تقرير/ خاص
أجهشت عدد من طالبات الصف التاسع بمدرسة سنان حطروم بصنعاء، بالبكاء في قاعات الاختبارات، أمس الأول، بسبب عدم استطاعتهن حل أسئلة مادة الاجتماعيات نتيجة لصعوبتها.
وشوهدت في قاعة الامتحانات بمدرسة سنان حطروم بمديرية شعوب بعض الطالبات كأنهن عاجزات عن حل الأسئلة أو ينتظرن المساعدة من أحد، خاصة وأن دراستهن كانت بلا كتب ولا معلم في ظل إضراب المعلمين الرسميين واعتماد قوت الحوثي الانقلابية على بديل غير مؤهل من عناصرها.
وبدأ القلق ظاهراً عليهن لكن جميع من كلفوا بالمراقبة في بعض مراكز الامتحانات لا يجيدون حتى القراءة، فيعجزون عن تلبية استفسارات الطلاب.
█ رشوة المراقبين
وأوضح عدد من أولياء الأمور، في أحاديث متفرقة لـ “الأيام” عن إلزام الطلاب بدفع أموال للمشرفين والمراقبين لتسهيل مهمة الغش.

ويؤكد الطالب (س. ع) أن هذه الوسيلة مكنته وكثيرا من زملائه الطلاب من الحل.
█ لا معلمين أساسيين ولا كتب متوفرة
غياب المعلمين الأساسيين والكتب المدرسية عن الامتحانات وفتح باب الغش يشكل أكبر خطر يهدد التعليم في صنعاء وغيرها من المناطق التي تقع تحت سيطرة الانقلابين، بحسب ما يراه بعض أولياء الأمور.
في مدرسة أخرى ومركز امتحاني آخر (مدرسة الكويت) وهي مخصصة لامتحانات طلاب الثانوية العامة يبدو المشهد مختلفاً، فإذا كان الصمت والهدوء عم قاعات مدارس البنات إلا أن قاعات الطلاب الذكور تبدو أكثر فوضى، حيث شوهد الطلاب يتبادلون حل الأوراق ودفاتر الإجابات، في ظل وجود مراقبين ومشرفين على سير الامتحانات دون أن يعترضوا على ذلك، ما يدل على تفشي ظاهرة الغش التي لم تعد محصورة على مدرسة أو محافظة وإنما في عموم المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي التي تمتاز بالفلتان والفوضى وعدم الاستقرار.
█ استفحال الغش
فيما يحاول طلاب آخرون الحصول على إجابات أسئلة الامتحان بواسطة أناس في الخارج يقومون بتلقينهم، كذلك يقوم البعض الآخر بكتابة بعض المعلومات في أنحاء متفرقة من أجسامهم.

أما الطالب سمير قاسم فقال: “لقد حاولت أن أجتهد خلال مذاكرتي لدروس المنهج، ودخلت الاختبارات على أساس وجود تنافس بيني وبين زملائي في الإجابة على أسئلة الاختبارات، لكن ما يحدث هو الغش”.
وخلال السنوات التي سيطر فيها الانقلابيون على صنعاء تفشت ظاهرة الغش في جميع المراكز بصورة لا مثيل لها.
ويقول المعلم عبدالفتاح مذيور، مدرس ومراقب بأحد مراكز محافظة صنعاء مديرية الحيمة، بأن “ظاهرة الغش استفحلت بشكل مريع، فأمام أعيننا يتم إقامة نظام تعليمي فاشل، يعتمد على الغش، معتبراً ذلك بأنه لا يقل شأناً عن جريمة خيانة الوطن”.
█ امتحان البديل
واستكمالاً لتدمير العملية التعليمية استحدثت قوات الحوثي “نظام اختبار البدائل” عن الطلاب المتغيبين من عناصرها التي تقاتل في الجبهات.

وأضافوا بأن “تعليمات صدرت من الحوثيين بتسهيل عملية غش الطلاب المنخرطين في القتال معهم”.
█ تدمير مستقبل الأجيال
فيما اعتبر تربويون آخرون ظاهرة الغش بأنها انحدار مخيف للعملية التعليمية وتدمير ممنهج للتعليم.
وتشير الطالبة رهف محمد طاهر إلى أنها تفاجأت وزميلاتها بأن أغلب الأسئلة لم تؤخذ ضمن الدروس التي تم تدريسها طوال العام التعليمي، وأن معدوا الأسئلة اعتمدوا على الكتاب وهو لم يكن موجوداً.
وبدأ القلق ظاهراً عليهن لكن جميع من كلفوا بالمراقبة في بعض مراكز الامتحانات لا يجيدون حتى القراءة، فيعجزون عن تلبية استفسارات الطلاب.
█ رشوة المراقبين
وأوضح عدد من أولياء الأمور، في أحاديث متفرقة لـ “الأيام” عن إلزام الطلاب بدفع أموال للمشرفين والمراقبين لتسهيل مهمة الغش.
وقال أحد الطلاب، بعد أن طلب عدم الكشف عن اسمه، إنه يقوم بجمع مبلغ ثلاثة آلاف ريال من كل طالب في كل اختبار ليتم تسليمها للمراقبين بغرض تسهيل عملية الغش، وتوفير بيئة آمنة لهم للتمكن من الحل وأيضاً لنقل الغش من رفاقهم من خارج القاعات إليهم.

█ لا معلمين أساسيين ولا كتب متوفرة
غياب المعلمين الأساسيين والكتب المدرسية عن الامتحانات وفتح باب الغش يشكل أكبر خطر يهدد التعليم في صنعاء وغيرها من المناطق التي تقع تحت سيطرة الانقلابين، بحسب ما يراه بعض أولياء الأمور.
في مدرسة أخرى ومركز امتحاني آخر (مدرسة الكويت) وهي مخصصة لامتحانات طلاب الثانوية العامة يبدو المشهد مختلفاً، فإذا كان الصمت والهدوء عم قاعات مدارس البنات إلا أن قاعات الطلاب الذكور تبدو أكثر فوضى، حيث شوهد الطلاب يتبادلون حل الأوراق ودفاتر الإجابات، في ظل وجود مراقبين ومشرفين على سير الامتحانات دون أن يعترضوا على ذلك، ما يدل على تفشي ظاهرة الغش التي لم تعد محصورة على مدرسة أو محافظة وإنما في عموم المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي التي تمتاز بالفلتان والفوضى وعدم الاستقرار.
█ استفحال الغش
الطالب علي المطري (18 عاما) الذي يؤدي اختبارات الثانوية العامة بمدرسة خالد ابن الوليد في صنعاء فوجئ أن قاعة الامتحانات أصبحت قاعة للتنافس على الغش، إذ يسمح المراقبون للطلاب بتبادل (قصاصات ورقية تكتب عليها كلمات قصيرة للغش)، بعد دفع لهم مبالغ مالية، فالمراقبون ليسوا معلمين أصلا وإنما ممن يسمون البديل بعد إضراب شامل أعلنه المعلمون منذ عامين احتجاجاً على عبث الانقلابيين وعدم تسليم رواتبهم منذ أكثر من ثلاثة أعوام.
يقول التربوي إسماعيل عبدالله “لقد زادت ظاهرة الغش هذا العام بشكل كبير”.

وفي جولة لـ “الأيام” على بعض مدارس العاصمة صنعاء شوهد حالات الغش في فصول الثانوية العامة، وسمع الطلاب الذين بدأوا اختباراتهم النهائية وهم يتفاخرون بابتكار أساليب ووسائل جديدة للغش، لاسيما أن المراقبين يساعدونهم على ممارسة أبشع الانتهاكات بحق العملية التعليمية في البلاد.
وما يحدث في تلك المدارس ليس إلا نموذجاً مصغراً لما يحدث في بعض المراكز، وبالذات في المناطق النائية.
█ امتحان البديل
واستكمالاً لتدمير العملية التعليمية استحدثت قوات الحوثي “نظام اختبار البدائل” عن الطلاب المتغيبين من عناصرها التي تقاتل في الجبهات.
وأوضحت مصادر بوزارة تربية لـ “الأيام” أن استحداث الحوثيين لهذا النظام هدفه تسهيل عملية التزوير لأتباعها في جبهات القتال واستقطاب عدد أكبر للقتال في صفوفهم، معتبرين أن ذلك يُعد انتهاكاً لِما تبقى من العملية التعليمية والنظام التعليمي.

█ تدمير مستقبل الأجيال
كثير من الطلاب لم يعودوا يعتمدون على مجهوداتهم في الاستعداد للامتحانات وخوض غمار النجاح، كما يقول التربوي عبده الحيمي، ويضيف: “أضحى الطلاب يعتمدون على الغش لأجل النجاح، وهو ما وجدوه متاحاً اليوم بعد سيطرة الحوثيين على البلاد وانهارت مؤسسات التعليم، والآن يتم تدمير مستقبل أبنائنا الطلاب عبر الغش وتراجع القيم وهذا خطير جداً، فهذا سيجعلهم عناصر غير فاعلة لأنهم غشاشون، وبناء الأوطان لا يعتمد على غشاشين”.