> الرياض «الأيام» أ ف ب
عزّز المتمرّدون اليمنيون المقرّبون من إيران هجماتهم بالصواريخ والطائرات المسيّرة على المدن السعودية، ما أظهر نقاط ضعف دفاعية لدى المملكة في وقت تتصاعد فيه التوترات بين طهران وواشنطن.
فهل تمثّل هذه الهجمات مؤشرا على حصول المتمردين على تقنيات جديدة؟ وما هو التهديد الذي تشكّله على المدن السعودية؟
تطور في قدرات المتمردين؟
تأتي زيادة الهجمات بالطائرات دون طيار التي استهدفت مطارات مدنية سعودية ومحطات لتحلية المياه وغيرها من البنى التحتية، بعدما كان يعتمد الحوثيون في السابق على الصواريخ البالستية التي استهدف بعضها الرياض.
وبينما عملت الولايات المتحدة مع السعودية للتضييق على طرق تهريب الصواريخ، ظهرت الطائرات دون طيار كبديل منخفض التكلفة نسبيا وأكثر فاعلية للمتمردين عدا عن صعوبة اكتشافها.
وكان زعيم المتمردين عبد الملك الحوثي أكّد أن لدى الحوثيين قدرات للوصول إلى أهداف «هامة وإستراتيجية» في السعودية والإمارات العربية المتحدة، الشريك الرئيسي في التحالف العسكري الذي يقاتل المتمردين في اليمن منذ مارس 2015.
هل يمكن مواجهة الطائرات المسيّرة؟
وتقول بيكا فاسر من مؤسسة «راند كوروبوريشن» لوكالة فرانس برس إنّ «الهجمات الحوثية على الأراضي السعودية أظهرت ثغرات في الدفاع الجوي والصاروخي في السعودي».
ويؤكّد خبراء أن منظومة «باتريوت» الأمريكية للدفاع الجوي التي تملكها المملكة، تبدو ضعيفة أمام اعتراض المقذوفات العسكرية من اليمن، وهي غير مصممة لاعتراض الطائرات دون طيار.
ما أهمية توقيت الهجمات؟
تأتي الغارات في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيدا في التوتر بعدما أعلنت إيران إسقاط طائرة دون طيار أمريكية اخترقت مجالها الجوي قرب مضيق هرمز الإستراتيجي الشهر الماضي.
ويقول الحوثيون أنّهم يردّون في هجماتهم على غارات مستمرة للتحالف بقيادة السعودية على مواقع تابعة لهم، بما في ذلك محافظة حجة والعاصمة صنعاء التي يسيطرون عليها.. وأكّدت فاسر «يظهر الحوثيون استهدافا متعمدا لأجزاء رئيسية من البنية التحتية، التي في حال تم تخريبها أو تدميرها، سيكون لذلك تأثير سلبي على (المدنيين) السعوديين».
وتسبّب النزاع في اليمن بمقتل عشرات الآلاف، بينهم عدد كبير من المدنيين، بحسب منظمات إنسانية مختلفة. ولا يزال هناك 3,3 ملايين نازح، فيما يحتاج 24,1 مليون شخص أي أكثر من ثلثي السكان إلى مساعدات إنسانية، بحسب الأمم المتحدة التي تصف الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها الأسوأ في العالم حالياً.
اتّهم مسؤولون أمريكيون وسعوديون طهران بتدريب الحوثيين وتزويدهم بالتصميمات لبناء طائرات من دون طيار.
وتنفي إيران تقديم السلاح للمتمردين، ولكن لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة قالت عام 2018 أنها تعرّفت على «بقايا صواريخ، ومعدات عسكرية ذات صلة وطائرات دون طيار عسكرية من أصول إيرانية».