> مقبل محمد القميشي
ياما أحداث مرت، وياما آلام حدثت، وياما كوادر ذهبت، وياما أيام مؤلمة عصفت بهذا الوطن ونحن واقفون متفرجون، لم نتعظ من كل تلك التجارب.
ولم نعد نفهم ما يحدث من مصائب ومن عبث بهذا الوطن وأهله، وفوق هذا نسمع اليوم بعض الأصوات أيضا والتي ربما تسبب آلاما وأحداثا جديدة عن طريق الدعاية والتحريض اللذين يهيجان ويهيئان للصراع الجنوبي الجنوبي بصورة مختلفة مؤلمة ومؤثرة على الساحة الجنوبية.
لماذا كل ذلك؟! ولماذا هذا الصراع؟! ولماذا استمراره طول هذه المدة بين الجنوبيين؟! ولماذا نحسب حسابا لبعضنا بعضا في التنافر والإنكار، ولم نحسب حسابا للعدو الحقيقي الذي يقتلنا يومياً؟!
غموض يخيم على أبناء الجنوب في كل شيء!.. الأمن مهزوز، والثقة معدومة، والإملاءات الخارجية متوفرة، وقلوبنا متسعة لتلك الإملاءات وضيقة للحوار والتفاهم فيما بيننا..!
بلادنا «الجنوب» سيذهب قرارها من أيدينا وأمام أعيننا، وسنكون تابعين تحت رحمة الغير وللقواعد العسكرية الأجنبية إذا لم نستدرك ذلك سريعا.
نظرتنا قصيرة جداً، ولم تكن يوماً بعيدة المساحة مثل ما هي أرض الجنوب شاسعة وواسعة وتتسع لنا جميعا.
أبو اليمامة رحل مع رفاقه، رحمة الله عليهم جميعاً، وقد رحل كثير مثله من القادة الوطنيين بنفس الطريقة وبنفس الأسلوب، وإن اختلفت وسائل التنفيذ. وربما لن يكون أبو اليمامة الأخير، فالطريق طويل والتآمر مفتوح على أبناء الجنوب منذ عام 90م.
تذكرنا التهيئة الحالية بتلك التي كانت تعد قبل 86م، والتي أنتجت ذلك العام المشؤوم. نفس البداية ونفس الدعاية، وربما تكون نفس النهاية، والسبب كما هو الحال ضياع العقل الجنوبي الراجح، والذي كله تنافر ولا صوت يسمع لصوت آخر، ولا مؤتمر مقبول ولا شخصية مقبولة أيضا، وهذه تعتبر أسبابا لنتائج وخيمة مقبلة على الجنوب لا محالة إن لم يتوفر العقل الراجح..
الدماء الجنوبية تنزف في كل لحظة، والقادة الأوفياء لوطنهم يموتون، والقاتل يَقتل وقتما أراد بدم بارد..! والمصيبة الكبرى أننا لا ندري من القاتل؟! ولماذا المقتول قتل؟!
هذا الكلام كل يوم يكتب ويقال ومسموع لدى كل الناس، ولكن كثيرا من أصحاب القرار لا يتوفر في قلوبهم سعة للآخرين.
نظرتنا قصيرة جداً، ولم تكن يوماً بعيدة المساحة مثل ما هي أرض الجنوب شاسعة وواسعة وتتسع لنا جميعا.