> منصور الصبيحي
الانتصارات التي تصنعها الشعوب بمفردها لا تقبل بالتراجع عنها ولا تحاور فيها بالانسحاب. ويعتبر كل ذلك في أدبيات الثورات بمثابة خيانة أو من هذا القبيل لتلك الدماء والتضحيات التي عن طريقها أسقطت الرهانات وأخرست الألسنة وخالفت كل التوقعات، وبواسطتها تحقق النصر المبين.
وعليه، وبالعودة إلى الضغوط التي تمارس على الانتقالي وقادته للانسحاب وتطبيع الأوضاع إلى ما قبل 10 أغسطس في عدن وهكذا عادت حليمة لعادتها القديمة خلافاََ للإرادة الشعبية التي فوضت الانتقالي بمسك زمام المبادرة إهمالاََ واختزالاََ لكل المكونات الجنوبية الفاعلة على الأرض ما قبل 2015 ظناََ منها أنها هي من ستكون صاحبة الإرادة الحقيقية في صنع القرار ولا أحد سواها تبارك كل خطوة يخطوها القادة للوصول إلى الهدف المنشود لها في الحرية واستعادة الدولة مداََ لجسور التواصل بما يضمن التعايش وتقارب الرؤى بين كل دول المنطقة وفق مبدأ "لا ضرر ولا ضرِار" اغتناما للفرصة المواتية في إصلاح منظومة الحكم جنوباََ وشمالاََ استناداََ إلى تدخل دول التحالف العربي ووقوف الجنوبيين إلى جانبهم بشدة وقوف الأخ مع أخيه ساعة المحنة، ولحيث أنها وجدت فيهم ضالتها تحسبا منها أن سيتم مجازاتها من قبلهم بما يفرج كربتها ويفك عقدتها ثمنا لما قدمته تكلفاََ للمشقة وتحلياََ بالصبر يكون هذا في منتصف الطريق أو ثلثه إن لم يكن بغير المستطاع أوله أو إن تعثر تعثر العمل، على ذلك يجب العمل على ضرورة إيجاد ضمانات أكيدة من أنه سيكون من المؤكد عند آخر الطريق.